التحالف ودوره المحوري
الساعة 04:42 مساءً
  • صحفي وكاتب

شهدت الساحة اليمنية خلال السنوات الأخيرة من الحرب ضد مليشيات الحوثي انقسامات حادة عسكرية وسياسية بين مختلف القوى المناهضة للحوثي، انعكست سلبا على سير معركة التحرير وتأخرها تضاعفت معها معاناة أبناء الشعب، وسط حالة من التخبط لمختلف القوى الوطنية.
وتجاه تلك الخلافات حاول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، تقريب وجهات النظر وتوحيد الجهود منذ البداية وصولا إلى التوقيع على اتفاق الرياض والمضي نحو تنفيذه، كصيغة جامعة، توالت جهود المملكة حتى تم تنفيذ جزء كبير من اتفاق الرياض، إلا أن الخلافات بين القوى السياسية الشرعية لاتزال تذكرها مناكفات وخلافات ضيقة الأفق، لحرف مسار المعركة لتكون بينية بدلا من توجيه السهام نحو الخطر الذي يهدد الجميع المتمثل في مليشيا الحوثي ومشروعها التدميري الإيراني.
ومع نهاية العام المنصرم ومطلع العام الجاري أدرك الأشقاء في المملكة العربية السعودية خطورة استمرار هذا الانقسام بين القوى اليمنية، وانعكاساتها على الوضع المعيشي والإنساني لليمنيين، ولذا فقد بذلت جهودا كبيرة مع قيادة اليمن الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، والتي تكللت بتوحيد الجهود وترك المناكفات على كافة الأصعدة السياسية والاعلامية، عقب لقاءات عدة أجراها السفير السعودي مع مختلف القوى، قبيل انطلاق معركة تحرير مديريات عسيلان وحريب وعين في شبوة.
وما هي إلا أيام حتى باتت شبوة خالية من المليشيات، ولاتزال المعركة مستمرة والتقدم لقوات الشرعية بإسناد من التحالف العربي، في مأرب وبدأت في التوغل في البيضاء، توجت تلك الانتصارات بالإعلان عن انطلاق عملية "حرية اليمن السعيد" التي ستشمل كافة الجبهات.
تلك المحطات وما سبقها منذ إطلاق عاصفة الحزم في مارس 2015م تؤكد محورية الدور الذي لعبه التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في مواجهة مليشيا الحوثي ومشروعها التخريبي الايراني، والذي يعكس مستوى المسؤولية العربية والدينية التي تتحلى بها قيادة المملكة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، تجاه أمن المنطقة والعالم واستقرار اليمن الذي تربطه بالأشقاء السعوديين واحدية المصير والهوية. 
ومع المستجدات الراهنة على الساحة العسكرية يتطلع اليمنيون لاستمرار بشائر الانتصارات حتى يتخلصوا من وباء الحوثي وعنصريته، وبعد سبع سنوات من الحروب التي فرضتها المليشيات يأملون بأن يكون هذا العام (فيه يغاث الناس) كما أن اليمنيين باتوا على يقين بأهمية فرض السلام ولو بالقوة.