تنفيذ تمرين تكتيكي لدورة تأهيل ضباط الدورة السادسة بمدرسة القوات الخاصة بمأرب
مأرب.. اجتماع يناقش حماية النازحين من سوء مواصفات الغذاء وسيول الامطار
السفيرة مجلي تبحث مع مسؤولين بولنديين تعزيز التعاون والتوأمة مع المدن الساحلية باليمن
وزارة الاتصالات تتسلم اجهزة ومعدات من مجموعة الاتصالات الطارئ " etc"
البرنامج السعودي يوقع عقد مشروع تشغيل وإدارة مستشفى عدن العام
السفير شجاع الدين يلتقي رئيس دائرة الشرق الأوسط بالخارجية النمساوية
وزير الصحة يؤكد على اهمية رفع كفاءة الترصد لوفيات الامهات والمواليد
أكد على أهمية إسناد حمايته لقوة أمنية مدربة .. عضو مجلس القيادة الزُبيدي يطلع على جهود منفذ الوديعة البري
خلال لقائه هيئة التشاور والمصالحة .. الزُبيدي يؤكد على حشد الجهود لمواجهات مليشيا الحوثي والانتصار للمشروع العربي
وزارة الصحة توقع اتفاقية مشروع مخيم طبي للعيون بعدن
- كاتب وناشط سياسي
في بلد كاليمن التي تعيش حرب مستمرة منذ ثمان سنوات، لا يرى الناس السلام الا من منظور وقف الحرب - وهم محقون في ذلك-، لكن القاتل الصامت الذي سنعاني منه وندمر مستقبل الأجيال القادمة، ما لم يتم التنبه له، هي الحرب الموازية ضد البيئة، التي ستشكل بؤرة صراعات ممتدة لا يمكن التنبؤ بمسارها.
ولعل غياب الوعي بمفهوم السلام البيئي سواء على مستوى النخب وصناع القرار او المواطنين العاديين في اليمن، يعد عائق أساسي امام التعامل بجدية مع هذا الموضوع، وأتذكر ما واجهته من عدم اكتراث عندما اطلقت ائتلاف الشباب اليمني للسلام عام 2018 ، عند حديثي مع الشباب حول أهمية تركيزنا على السلام البيئي كواحد من ابرز الموضوعات التي تهم حاضرنا ومستقبلنا كشباب، وما لم نتصدى لهذا الموضوع فإننا سندفع ثمنا كبيرا لذلك.
إن خسائر الحروب يتم حصرها بعدد القتلى والجرحى والدمار في الممتلكات العامة والخاصة والبنى التحتية، لكن تبقى البيئة، في كثير من الأحيان، ضحية غير معلنة للحروب، فقد تتلوث الأراضي وآبار المياه وتحرق المحاصيل وتقتل الحيوانات لتحقيق مكاسب عسكرية، لكن لا يتم وضع ذلك في الاعتبار.
تذكرت ذلك حينما قرأت عن استضافة السويد للاحتفالات الخاصة بيوم البيئة العالمي لعام 2022 بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، تحت شعار ’’لا نملك سوى أرض واحدة‘‘، كما أن هذا العام يصادف مرور 50 عاماً على مؤتمر الأمم المتحدة الأول المعني بالبيئة البشرية - مؤتمر ستوكهولم عام 1972 الذي نتج عنه إنشاء برنامج الأمم المتحدة للبيئة وتحديد 5 يونيو من كل عام كيوم عالمي للبيئة.
كما حددت الأمم المتحدة 6 نوفمبر من كل عام بوصفه اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية، وتم تأسيس جائزة سنوية بارزة من أجل السلام البيئي.
هذا التاريخ الطويل من الاهتمام العالمي بالبيئة منذ نصف قرن، يجعلنا في اليمن نتساءل أين نحن من ذلك؟ ، خاصة ونحن في تصنيف الدول الأكثر تأثرا بالتغير المناخي، وشهدنا ذلك بتكرار الأعاصير والفيضانات وما نجم عنها من خسائر بشرية ومادية، وكذا نضوب المياه في عدة مناطق والتدمير البيئي الممنهج جراء الحرب واستنزاف الموارد الطبيعية بشكل عبثي، ورمي النفايات في البحر وطغيان مصادر التلوث للهواء وغيرها.. هي جرائم بيئية لا تقل بشاعة عن آثار الحرب الدائرة.
والجرائم المرتكبة بحق البيئة برزت تداعياته – بخلاف الحرب- على المستوى الصحي للمواطنين وساهمت في تنامي أعداد الفقراء وظهور بؤر مجاعة وغيرها، وهو جرس إنذار خطير يستوجب التفاعل والتعامل معه بتحرك مختلف لترسيخ ثقافة السلام البيئي في اليمن.
وقد لفت نظري أن شعار مؤتمر ستوكهولم الذي عقد عام 1972م’’لا نملك سوى أرض واحدة‘‘، والساري حتى الآن بعد مرور نصف قرن من الزمان، يحمل دلالات بالغة الأهمية والمعاني، فاذا لم نهتم بهذه الأرض فإننا نرتكب جريمة بحق أنفسنا واجيالنا القادمة، لأنه ليس لدينا سوى ارض واحدة.
ومن هذا المنطلق فإن إيجاد عمل نوعي للسلام البيئي في اليمن سيكون هو محط اهتمامي وتركيزي مع الشباب، والتحرك وفق آليات لا تقتصر على نشر الوعي بالسلام البيئي في المجتمع اليمني فقط، بل إجراء دراسات ومسوحات ميدانية وتحديد التدخلات المطلوبة لتحقيق السلام البيئي والحد من الآثار الكارثية للتغير المناخي على اليمن، ونعول في ذلك على الاستفادة من التجارب الناجحة المتقدمة للدول والمنظمات العاملة في هذا الجانب، والعمل بالتنسيق معها في تأسيس ونشر السلام البيئي بمفهومه الواسع في اليمن.
وكما يقال "لما كانت الحروب تتولد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تبنى حصون السلام".