صافر .. أداة حوثية للابتزاز والقتل 
الساعة 04:49 مساءً
  • إعلامي وكاتب

اختطف الحوثيون اليمن والشعب اليمني في لحظة غفلة وتنازع بين أحفاد سبتمبر واكتوبر وعمدوا إلى حماية أنفسهم بسياجات إجرامية واحزمة ملغمة ناسفة يهددون بتفجيرها كلما ضيق اليمنيون الخناق عليهم واقتربوا من الخلاص منهم.
لم يتوقف الحوثيون عند تفخيخ الأرض والبحر بالألغام والعبوات المنفجرة بشكل عشوائي فقط، بل استخدموا القنبلة الموقوتة صافر كحزام ناسف يضمنون به إيقاف أي عمليات عسكرية لتحرير مدينة الحديدة وموانئها من قبضة أذناب إيران وأدتها التخريبية الشريرة في المنطقة.
وصافر عبارة عن سفينة عائمة لتخزين وتفريغ النفط ترسو في البحر الأحمر شمال مدينة الحديدة وتعد ثالث أكبر ميناء عائم للنفط في العالم، حيث تبلغ سعتها التخزينية 3 ملايين برميل من النفط الخام وتحمل حاليا 1.1 مليون برميل.
تتواجد صافر التي يبلغ عمرها 44 عاما على بعد 8 كيلومترات من ميناء رأس عيسى في الحدية حيث يثير موقعها وحالها مخاوف دولية كبيرة من احتمال تسببها بتلوث بيئي قد يكون أكبر بأربع مرات من أسوأ كارثة بيئية بحرية شهدها التاريخ.
صافر مهجورة منذ العام 2015، حيث تمنع الميليشيات الحوثية صيانتها أو الاقتراب منها وهو ما ينذر بكارثة وشيكة تعالت أصوات الخبراء والمختصين للتحذير من الأضرار البيئية غير المسبوقة في حال تسرب النفط منها والتي ستهدد الحياة البحرية في البحر الأحمر وقد تصل الأضرار أيضا لقناة السويس ومضيق هرمز، ويعيق عمل مضيق باب المندب الذي يعد أحد أنشط الممرات الخاصة بسفن الشحن في العالم.
وقد حذرت الأمم المتحدة من التداعيات الخطيرة لأي تسرب كبير قد يصدر عن ناقلة صافر إذ تشير تقديرات المنظمة إلى إمكانية تأثر 1.6 مليون يمني ممن يعيشون على الصيد على طول الساحل الغربي لليمن بمثل هذه الحادثة.
ومع هذا الخطر الذي تدركه مليشيا الحوثي إلا أنها لاتزال تصر وبتعنت كبير على استخدام الناقلة صافر كورقة ابتزاز وضغط على المجتمع الدولي يمكنها من تعزيز مواقفها في جولات المفاوضات، وأداة لقتل اليمنيين وتهديدهم وضمان عدم تحرير مدينة الحديدة كما يعتقدون.
تتجاهل ميليشيا الحوثي‬ مبادئ القانون الدولي الإنساني باستخدامها البيئة سلاحاً للتهديد والمواجهة/ وهو ما يعد دليلاً إضافيًا على أن هذه الميليشيا ليست إلا جماعة إرهابية مسلحة سطت على السلطة بالقوة ولاتملك أدنى مسؤولية أخلاقية في حفظ أمن وسلامة واستقرار المجتمع اليمني والأمن الإقليمي والدولي.
الأمم المتحدة أعلنت عن حاجتها ل ١٤٤مليون دولار لصيانة الناقلة صافر وإنهاء خطرها ومنع حدوث الكارثة البيئية المحتملة جمعت منها مايقارب ٣٨ دولار فقط حتى مايو الماضي فيما تعهدت السعودية وعبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتقديم 10ملايين دولار أمريكي للإسهام في مواجهة تهديد صافر في خطوة تؤكد الدور الريادي للسعودية في مواجهة أي تهديدات اقتصادية وإنسانية وبيئية تضر بالملاحة الدولية وتؤثر في دخول الغذاء والوقود والإمدادات المنقذة للحياة في ‫اليمن‬.
 وتتحمل ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا  وحدها المسؤولية الأخلاقية والقانونية والتكاليف الإنسانية في اليمن، والكارثة البيئية في البحر الأحمر، إذا وقع أي تسرب من الناقلة صافر نتيجة تعنتها ومنها لفرق الأمم المتحدة من الوصول للناقلة وتفريغها وصيانتها كما نص عليه اتفاق استكهولم الذي لم تلتزم المليشيا بتنفيذ بنوده.