عدم الاستقرار المناخي والسياسي يهددان اليمن 
الساعة 08:35 مساءً

إعصار "تيج" لن يكون الأخير في سلسلة الأعاصير التي تتعرض لها محافظات شرق اليمن وتعرضت المهرة وحضرموت وقبلهما سقطرى من 20 أكتوبر الحالي لتأثيرات الإعصار تنج، وبادرت القيادة السياسية بحضورها في تلك المناطق ممثلة بالدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الذي قام بزياره تفقدية لمحافظة المهرة تزامنت مع دخول الإعصار لمحافظة المهرة.. وسجلت اليمن أعلى معدلات خسائر بشرية ومادية منذ إعصار تشابلا في العام 2015 م  حيث لقي المئات حتفهم وفاقت الأضرار ملياري دولار خلال ثمان السنوات الماضية.

اليمن سوف تشهد حالة من عدم الاستقرار المناخي تضيف عبئا إلى جانب عدم الاستقرار السياسي الذي تمر به البلاد.  

وتشير التقديرات إلى تنامي وارتفاع في معدل الأعاصير التي تتعرض لها المناطق الشرقية من اليمن حضرموت والمهرة وسقطرى، ولها تأثيرات في مناطق الداخل اليمني، مثال على ذلك فيضانات العام 1996م، الذي شمل معظم الأراضي اليمنية.. 

وتمضي معدلات الارتفاع بشكل لافت وكان معدل هذه الأعاصير لا يتجاوز العشرات في القرن التاسع عشر والثامن عشر، قفزت المعدلات في القرن العشرين إلى 60 إعصارا، وقفزت في العشرية الثانية في القرن 21 فقط إلى 12 إعصارا.  

تشير بعض الدراسات المناخية إلى أن اليمن سوف تتأثر بالتغيرات المناخية المحتملة، التي ستشكل عبئا إضافيا على الاقتصاد الضعيف والتنمية المتعثرة.     

 مثال على ذلك تحتاج  المناطق التي تكون في دائرة التأثير المباشر إلى تخطيط دقيق، فيما يتعلق بالتخطيط الحضري للسكان في الأرياف والمدن، وكذلك مواصفات المباني، ويشمل ذلك كل البنية التحتية الأساسية بحيث تكون بنية مقاومة للتأثيرات المناخية المحتملة، وستكلف مثل هذه البنية عشرات المليارات من الدولارات على خزينة عامة مفلسة هي الأخرى. 

لكن حجم التأثير لن يتوقف هنا بل سيكون له تأثير على الموارد  الطبيعة مثل الأحياء البحرية والغطاء النباتي والإنتاج الزراعي والمياه، وفي جانب المياه سيضيف معضلة أخرى إلى جانب شحة المياه في بلد يبلغ نصيب الفرد فيه 86 م مكعب في العام وهو واحد من أقل المعدلات في العالم..  

وبالنسبة للتغيرات المناخية ومنها زيادة معدلات الأعاصير لا يعرف بالضبط أسبابها بشكل دقيق، وهناك وجهات نظر مختلفة منها ارتفاع درجة الحرارة والتي ينسبها البعض إلى زيادة استهلاك كميات الوقود الاحفوري (نفط غاز فحم). 

وإن هذا الاستهلاك المفرط أدى إلى ما يعرف بظاهرة الاحتباس الحراري.. ومع ذلك ظل الخلاف على أشده، فيما يتعلق بنظرية الاحتباس الحراري ونسبتها إلى كميات الطاقة المستهلكة في بلدان ما تقدمه معرفياً، وهناك توظيف سياسي لمثل هذه النظريات، وبعيداً عن السياسة هناك تغييرات مناخية ملموسة. 

تحتاج بلادنا إلى تقييم علمي وشفاف للتأثيرات المناخية المحتملة، حيث تشير بعض التقارير أن اليمن سوف تكون أحد البلدان الأكثر تأثيراً بتقلبات المناخ. 

وفي حالة بلادنا التي تمر بظروف سياسية وأمنية بالغة الصعوبة ستضيف التقلبات المناخية عبئا آخر.  

وتحتاج اليمن إلى بلورة وجهة نظرها بالتنسيق والتعاون "فيما يتعلق بالحوارات والنقاشات الدولية حول المناخ والأضرار المحتملة... وحجم التأثيرات على الدول النامية والفقيرة في إطار الجهود الدولية المشتركة للتأثيرات المناخية. 

ويلعب الإعلام دورًا حيويًا في إبراز القضايا الحيوية، الإعلام اليمني استهلك بشكل كبير أثناء الصراع وما نتج عنه من انقسامات، علاوة على افتقاره إلى قدرات نوعية فيما يتعلق بالبيئة والمناخ حيث يحتاج هذا النوع من الإعلام  إلى متخصصين ولصيقين بالأمور العلمية في هذا الجانب، لكن بالإمكان أن يعتمد على الخبراء والمتخصصين.