خلال القمة مع ترمب في بوسان.. الرئيس الصيني يدعو لاستمرار الإبحار في العلاقات الأمريكية الصينية
انطلاق ملتقى الاعلام العربي في بيروت
خفر السواحل يبحث مع السفيرة الفرنسية تعزيز التعاون في مجال الأمن البحري
ورشة عمل بعدن تؤكد على ضرورة تفعيل اللجنة العليا لرعاية السجناء والمعسرين
الإرياني يحذر من التعامل مع مزاد حوثي لبيع أرض تابعة لبنك التضامن بصنعاء
مجلس القيادة يجتمع بالسلطات المحلية بالمحافظات ويؤكد أولوية توحيد الموارد وتعزيز الأمن والخدمات
ولى العهد السعودى يلتقي رئيس الفيفا لبحث تطوير التعاون الرياضى
الاتحاد الأوروبي يدعو إلى احترام وقف إطلاق النار في غزة
الأونروا: أكثر من 25 ألف طفل فلسطيني ينضمون إلى مساحات التعلم المؤقتة
اللواء المجيدي يشهد اختتام دورة المهارات القتالية في اللواء 145 مشاة بتعز
يعيش الإنسان في حروب متواصلة منذ بدايات الخلق. ويغطي الهمجيات بأنواع واهية من عبارات التحضّر والتمدّن. ومع الوقت تجمعت لديه كدسة من "المواثيق" و"الاتفاقات" و"المعاهدات"، التي يستعين بها على أنه ليس ما يمارس، أو يرتكب. ولما لم يستطع ضعفاء العالم، الحصول من أقويائه، على أكثر من ذلك من تعويض أو تعزية، ارتضوا به، وبه تعزّوا، وبقيت "شرعة الأقوى هي الأفضل"، كما في نوادر لا فونتين.
من مظاهر التحضر البشري، مثلاً، السلاح النووي: لا هيروشيما بعد اليوم. ولكن أن تقصف غزة بسلاح تقليدي بقوة 7 أضعاف هيروشيما، أمر قانوني. صدام حسين يحاكم على مئات من قتلى السلاح الكيماوي. عشرات "آلاف العاديين" لا يشكلون مخالفة للقانون... عادي.
اكتفى الضحايا أمام سلاح الإبادة بسلاح التشهير مثل المحكمة الدولية، التي يرأسها الآن نواف سلام، ممثل دولة تدكها إسرائيل كل يوم، وتسطّر هي مذكرات الاحتجاج. عدا ذلك، لا يحق لها شيء. سوف يذهب لبنان إلى الحرب، وليس لحكومته حق التمني. ومع الوقت تعلمت الدولة اللبنانية ألا تتدخل فيما لا شأن لها فيه.
ليس مهماً. دعونا نعود إلى قوانين وأعراق وتقاليد التحضّر. عندما يحدث خلال الحروب أن تقصف، خطأ، هدفاً مدنياً، مدرسةً أو مستشفى أو وزارة الصحة، تسارع إلى الاعتذار: والله يا جماعة سامحونا. خطأ مكروه غير مقصود. عندما تصيب، عفواً أو عمداً، تجمعات، أو أماكن، أو مساكن، أو ملاجئ مدنية، يجب أن تعتذر وأن تحاكم. قبل يومين أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أن إسرائيل قتلت أكثر من 25 ألف طفل وامرأة في غزة حتى الآن. أيضاً ليس مهماً.
فما هو إلا عالم متحضر وحرب حضارية. لكن بنيامين نتنياهو لم يتوقف لحظة واحدة للاعتذار عن مقتل، أو اغتيال مائة بشري تجمعوا لالتقاط أكياس الإعاشة في بلد يجوّع ويُعذَّب، وتدك مستشفياته ويموت أهله على الطرقات، ولا من يلمهم.
ويرفض نتنياهو الاعتذار. بالعكس، هذا هو المطلوب. أن يعرف الفلسطينيون، ومعهم العالم أجمع، أن لا حدود للهمجيّات ولا دولة فلسطينية غداً، ولا مساعدات إلا منزّلة من الجو. هذا الوجه يظهره نتنياهو منذ اللحظة الأولى. مجازر في المستشفيات. ملايين الناس في العراء... وإنزال الأغذية من الجو فقط، للميتين جوعاً. كذلك، هو التحضر وجيش "الدفاع" الإسرائيلي يقدم الغارة بعد الأخرى، على المخابز والمدارس، وطوابير الجوعى، ومن بقي حياً.
*نقلاً عن الشرق الأوسط






