البودكاست والبودكاستر
الساعة 07:18 مساءً
  • كاتب وصحفي

أين تتموضع فكرة البودكاست في التوصيف الإعلامي؟
تسد فكرة البودكاست مسد العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية، وتكسر حواجز تخصصية البرامج التي تلزم معد ومقدم البرنامج أن يعمل تحت بوصلة فكرة محددة. 
يمكن أن يغطي البودكاست عدة أفكار مثل التجربة الشخصية والسرد التاريخي والموقف من أحداث معينة أو تقديم أفكار جديدة في جوانب إدارية وعلمية وتفسير نجاحات مختلفة.
الإعلام المحلي في مأرب لا يزال في طور النشأة، إلا أن هناك صحفيًا واحدًا قام بخوض تجربة في هذا الجانب وهو الأستاذ محمد الصالحي، وتعتبر محاولة الصالحي جيدة.
البودكاست لا يزال تجربة جديدة، وربما أثر التصنيف البرمجي أو النماذج البرامجية في أسلوبه كونه ينتمي للشكل الحواري.
ومن هنا أعتقد أن البودكاستر (مقدم الحوار) يحتاج إلى خطوط سير غير متأثرة بالبرامج التي تعمل تحت مساحة فكرة محددة.
أقصد بذلك التحرر من مساحة الفكرة والتركيز بدلاً منها على الهدف.
وهنا يكون تحقيق الأهداف عبر مساحات حوار متشعبة وحرّة طالما أنها تعمل تحت بوصلة الهدف.
يتميز البودكاست بالتحرر من سياسات الوسيلة، والتي في الغالب غير مقطوعة الصلة بالمحيط السياسي، ومتحرر من فكرة البرامج الضيقة التي تتطلبها الوسائل المختلفة. 
تجعل المزايا السابقة البودكاست يقترب من الحيادية نسبيًا.
من السلبيات أنه سوف ترتبط قيمته السوقية بمساحة الجمهور، وسوف تشكل هذه عقبة أخرى في تسويقه كمنتج، حيث يحتاج لوقت طويل وقدرة على المنافسة.
خاتمة:
سوف يخضع البودكاست للقاعدة الإعلامية العامة كشكل إعلامي حواري يعتمد على قدرات الأفراد وتخطيطهم بعيدًا عن الوسائل، أي أنه سوف ينضم إلى مصفوفة المنتجات الفردية مثل برامج اليوتيوب.
إن أقرب معادلة لقياس نجاح البودكاستر هي مقارنته بزميله اليوتيبر الذي حقق نجاحًا بالنسبة للعائد الإعلامي. مع أن اليوتيبر يعتمد على قدراته الفردية، بينما الوضع مختلف للبودكاستر حيث يلعب الشريك دورًا أساسيًا، وهو وضع أصعب من اليوتيبر.
الخاطرة تتحدث عن البودكاست كعمل فردي، وهذا لا يعني عدم اهتمام الوسائل الإعلامية (إذاعات) التي لها تجارب في تكييف البودكاست لتحسين برامجها وفق سياسات وضوابط معينة.
البودكاستر هو كل ما يتطلبه البودكاست من الألف إلى الياء بغض النظر عن الصفة الفردية من اللغة الإنجليزية (El podcaster).