الأمل يطل مجددًا من نافذة الرياضة
الساعة 10:19 مساءً
  • أمين عام جائزة رئيس الجمهورية للشباب

أعادت انتخابات رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم الشيخ أحمد صالح العيسي وأعضاء مجلس الإدارة الأمل لليمنيين الذين أخذتهم الحرب بعيدًا وابتلعتهم في دهاليزها وثقوبها المظلمة.

شهدت عن قرب العرس الديمقراطي الكروي وقد ذرفت عيناي مرتين، الأولى حسرة على بلادي التي طحنتها الحرب، والثانية فرحًا بما شاهدته من تنافس شديد بين المرشحين لعضوية مجلس إدارة الاتحاد التي أُعيدت في جولة ثانية ومباركة المتنافسين لبعضهم البعض بالفوز وتقبل الخسارة بروح رياضية.

الأمر الأكثر إدهاشًا في العرس الانتخابي الكروي هو أن اليمن بكل توجهاتها وانتماءاتها كانت حاضرة، اليمن التي لم تعد كما عرفناها في الواقع أحيتها الرياضة وجسدتها واقعًا، جاء أعضاء الجمعية العمومية من كل المحافظات اليمنية، ومن مختلف الأندية الأولى والثانية ومندوب عن كل أندية الدرجة الثالثة، لقد تحققت مقولة فرقتهم السياسة وجمعتهم الرياضة.

وفي خضم هذا المعترك، تم تزكية الشيخ أحمد العيسي رئيسًا لدورة جديدة لاتحاد كرة القدم وكان محل إجماع منقطع النظير، وللأمانة والمصداقية فلولا جهود وإرادة العيسي لما كان لهذا العرس أن ينجح بهذا الشكل، ولا أقول هذا الأمر مادحًا، فالانتكاسات التي شهدتها بلادنا على كافة المستويات خلال العشر سنوات الماضية جعلتنا نضع أيدينا على قلوبنا خوفًا من أن تلقي بظلالها على كرة القدم.

لقد رسمت كرة القدم البسمة على شفاه المواطنين خلال السنوات العجاف الماضية، وجمعت اليمنيين بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم وأذابت الخلافات بينهم وقربتهم من بعض، واحتفلت عدن وصنعاء وحضرموت وتعز وكل المحافظات بالإنجازات الكروية التي اجترحتها الأقدام الذهبية لأبطالنا في منتخب الناشئين ومنتخب الشباب.

ونعول على الإدارة الجديدة لاتحاد كرة القدم التي يقود دفتها الشيخ أحمد صالح العيسي الاهتمام بالمنتخبات الوطنية وتحقيق المزيد من الإنجازات الكروية التي تقرب اليمنيين من بعضهم وتساهم في تحقيق السلام المنشود، وكلنا يقين أن القيادة الجديدة لن تدخر جهدًا في سبيل ذلك كما عودتنا خلال الفترة الماضية، ففي لحظة السقوط الكبير لكل شيء في البلد، ظلت راية اتحاد كرة اليمن ترفرف عاليًا وظل العيسي حارسًا أمينًا لها.