الرئيسية - الأخبار - الكتب تغيب عن مدارس صنعاء و تتواجد في شوارعها
الكتب تغيب عن مدارس صنعاء و تتواجد في شوارعها
صورة ارشيفية- كتب مدرسية على الارصفة
الساعة 09:29 مساءً الثورة نت / خاص


بهتت ألوان الصورة على واجهة كتاب القراءة للصف الخامس الابتدائي لتمنحه عمرا اكبر مما يبينه تاريخ الاصدار المدون اسفل الصورة، لكنها لم تفقده قيمته، إذ سرعان ما التقطه غالب الفرزي 34 عام، ليضمه إلى مجموعة من الكتب كان قد انتقاها من رصيف ميدان التحرير وسط العاصمة صنعاء.

يقول الفرزعي الذي يعيل ثلاثة أطفال جميعهم في المرحلة الأساسية انه اضطر لشراء هذه المجموعة بعد أن اخبره مدير مدرسة الكبسي ان التربية لن توفر الكتب لهذا العام أيضا، وقبل ان يغادر المكان همس في اذن المحرر وهو يشير إلى ثلاثة اكياس زرقاء صغيرة "كلفتني عشرة الف ريال ... لقد بعت ذهب من أجل تدبير المبلغ".

غياب الكتب عن المدارس الحكومية وتوفرها في الأسواق أجبر الكثير من أولياء الأمور على شرائها من أرصفة الشوارع، بينما يضطر بعض الطلاب إلى البحث عن الكتب القديمة عند التلاميذ القدامى.

يحدث ذلك رغم ان قانون التعليم في اليمن ينص على مجانية الكتب المدرسية ويجرم بيعها أو المتاجرة بها.

وفي هذا السياق أتهم مصدر في المؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي بعض مكاتب التربية ومدراء المدارس ببيع الكمية المخصصة لهم من الكتب في السوق السوداء.

واكد المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه عجز المطابع ،للعام الثاني على التوالي، عن توفير الكتب لجميع طلاب المدارس الحكومية عوضا عن طلاب المدارس الخاصة ، وقال ان الطلاب بحاجة الى 55مليون كتاب، وهذا فوق إمكانيات المؤسسة التي تعمل لتوفير 10% من الكمية المطلوبة ،حد قوله.

وارجع المصدر عجز المؤسسة عن الإيفاء بالتزامها الى عدم حصولها على الميزانية التشغيلية الكافية، مطالبا المنظمات الدولية والحكومة جماعة الحوثي في صنعاء تقديم الدعم للمؤسسة بشكل سريع حتى تتمكن من توفير الكتاب الذي اعتبره "الركيزة الثانية" للعملية التعليمية بعد المعلم.

يذكرا ان منظمة اليونيسف كانت قد أعلنت عن تقديم ألف طن من الورق لصالح طباعة الكتب قبل أن تكتشف التغيير التي احدثتها وزارة التربية في محتوى بعض المواد وتضطر إلى إيقاف الدعم في 4 ابريل 2017.

ويشهد مستوى العليم في اليمن تراجعا خطيرا منذ عام 2015 بسبب الحرب وانقطاع مرتبات المعلمين وتدهور الوضع الاقتصادي في بلد يمتلك  7.3 مليون طالب، وبحسب منظمات دولية ،فان  350 ألف منهم لا يستطيعون الوصول إلى مدارسهم بسبب الحرب، بينما يصل عدد الأطفال خارج التعليم إلى مليون طفل ممن بلغوا سن الالتحاق بالمدرسة معظمهم في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي.