الرئيسية - الأخبار - اقتادوه طفلا وديعا .. جريح حوثي خسر عقله وسمعه وعلاجه وشهادته (قصة 3-3)
اقتادوه طفلا وديعا .. جريح حوثي خسر عقله وسمعه وعلاجه وشهادته (قصة 3-3)
الساعة 08:09 مساءً الثورة نت/ فؤاد العلوي

لقراءة القصتين السابقتين:

ناجي الحرازي .. جريح حوثي أعادته المليشيا إلى أحضان أمه ببقايا روح بعد أن تخلت عنه - قصة (1-3)

أبو معاذ .. جريح حوثي تختزل حكايته مشروعاً عنصرياً لتصفية أبناء القبائل - قصة (2-3)

 

  • تخلت المليشيا عن أنور بعد أن أصيب بحالة نفسيةوهو يقاتل معهم.
  • كان أنور عندما اقتادته مليشيا الحوثي يتأهب لإكمال عامه الدراسي السادس.


مايؤلم شقيق الجريح الحوثي أنور ع . ع أن الجرحى لدى مليشيا الحوثي الإرهابية طبقات في التعامل والاهتمام ، فجرحى من أسماهم بالأسر الهاشمية يحضون برعاية صحية متكاملة، إضافة إلى سلال غذائية شهرية لأسرهم تقدمها منظمات الأمم المتحدة، ونصف راتب شهريا، ووعود بالحصول على الخمس.
أصيب أنور - الذي يبلغ من العمر حاليا 17 عاما - بالصمم وحالة نفسية صعبة، بعد أن انفجر صاروخ على مقربة منه طالته بعض شظاياه، إذ تسبب له الانفجار العنيف في صدمة نفسية لم يتعاف منها منذ 2017، ولم تتفضل المليشيا الحوثية التي تسببت له في هذه العاهة حتى بمجرد اتصال هاتفي للاطمئنان على حالته فضلا عن توفير احتياجاته.
أنور كان يتأهب - عندما أخذه مشرف حوثي إلى جبهة نهم  - لإكمال عامه الدراسي للصف السادس من التعليم الأساسي في مدرسة عمر المختار بشيراتون أمانة العاصمة، لكن إغراءات المشرف الحوثي بمنحه شهادة الصف السادس دون الحاجة للاختبار مثلت حافزا له في قطع الدراسة والالتحاق بمقاتلي الحوثي.
كان أنور طفلا وديعا ولطيفا ومطيعا أيضا، وكان يولي اهتماما لابأس به لدراسته – كما يتحدث أخوه - إلا أن رحيل والدهم عنهم في نفس العام 2017، جعل أنور عرضة لتأثير الحوثيين عليه، وقاموا بإلحاقه بدورة تعبوية لمدة أسبوع خرج بعدها مغرما بالذهاب مع من كان يصفهم برجال الرجال والالتحاق بمواكب الخالدين – يقصد مواكب القتلى – كما تم تلقينه في تلك الدورة.
ذهب أنور مع مليشيا الحوثي وفي خياله أنه سيعود محمولا على الأكتاف، تدق له الطبول، ويطلق المحتشدون حوله الرصاص والألعاب النارية، وصوره المحاطة بشعار الموت لأمريكا وإسرائيل تساير موكبه الموشى باللون الأخضر، بينما والدته وأخواته ونساء الجيران يزغردن فرحا – ليس لعودته منتصرا كما يفترض أن يكون – وإنما لأن روحه صعدت وهو يقاتل إسرائيل وأمريكا والكفار والمنافقين الذين يحاربون الإسلام.
هكذا تعمل مليشيا الحوثي التابعة لإيران حين تشيع قتلاها، فبدلا من أن يتم فتح القرآن الكريم والتهليل والدعاء للميت، يتم دق الطبول وإطلاق الأعيرة النارية وفتح مكبرات الصوت بالزوامل، بهدف التأثير على صغار السن والمراهقين وتحويل الموت في جبهاتهم إلى حلم يتمنون الوصول إليه.
يقول شقيقه الذي يعمل في المملكة العربية السعودية ويحتفظ "الثورة نت" باسمه: "الحوثيين علموا أخي القات والشمة والسيجارة، واليوم الذي مايحصلش فيه على احتياجاته يقوم بضرب أمي وأخواتي، ويقوم بتكسير أي شيء أمامه، وعندما نوفر له احتياجاته يدخل غرفته من 2 ظهر إلى الساعة 10 في الليل ويخرج بعدها الحارة يزعج الجيران".
المشكلة – بحسب شقيقه  –  تكمن في خوفه على حياة والدته التي حاول أكثر من مرة قتلها، فهو دائما يوجه لها تهم في الشرف، بينما تقابله أمه بمزيد من الرحمة والشفقة عليه لإدراكها حاجته للرعاية التي كان على مليشيات الحوثي مساعدتها في القيام بها، لكنهم - وفق شقيقه – رموه ولم يسألوا عنه، وكأنه لم يجرح أثناء القتال معهم، وفوق ذلك جاءوا مرة أخرى يريدون أخذه إلى الجبهة.
يؤكد شقيق أنور أن جرحى من يسمون أنفسهم بالهاشميين يتم تسفيرهم الخارج مع طائرات الامم المتحدة أو عبر مطارات عدن وسيئون تحت ذرائع رحلات علاجية، بينما الجرحى غير المنتمين لهذه الأسر لايتلقون أي رعاية أو حتى كلمة مواساة.
يعمل شقيق أنور براتب 1800 ريال سعودي في الشهر؛ يصرف منها شهريا ألف ريال بينما يقوم بإرسال 800 لوالدته، وبالكاد يغطي هذا المبلغ حاجة أخيه من القات والسيجارة  .. وبتأكيده فإن حالة الجريح أنور ليست صعبة العلاج، لكن إمكاناتهم لاتسمح بأن ينقلوه للعلاج في الخارج.
يواصل ساخر ا: "أخي الذي أقوم أنا بتوفير فلوس القات وصرفته من السعودية يتهمني بالارتزاق، وأني مع العدوان، وأصحابه الذي ضحى من أجلهم نسوا أن لديهم شخص معاق أخذوه من المدرسة وهو طفل، واقتادوه إلى الجبهة، وأرجعوه مجنونا".. مردفا: "فوق هذا السعودية عدوان وهم مسيرة قرآنية".
وتابع: "عندما أشوف مظاهرات جرحى الجيش في المحافظات المحررة أسأل في نفسي، ماذا لو فكر جرحى الحوثي بالتظاهر للمطالبة بعلاجهم في صنعاء كيف سيتعاملون معهم؟ الجريح عند الحوثي لايفكر مجرد تفكير بالمطالبة بعلاجه لأنه واجب عليه يضحي من أجل السيء".
يدعو شقيق أنور القبائل اليمنية إلى الحرص قدر المستطاع على عدم الزج بأبنائهم مع مليشيا الحوثي حتى لايلاقوا نفس المعاناة التي يعانونها، لأن الحوثي – بتأكيده – غير مبال بأبناء القبائل .. مستشهدا بمثل عنصري (الحجر من القاع والدم من رأس القبيلي).
واختتم: "الحوثي لايهم أن تطول الحرب حتى 20 سنة لأن الحرب لاتكلفه أي خسائر؛ لا مرتبات للقتلى، ولا علاج للجرحى، ولا حتى على الأقل سلة غذاء من تلك اللي توزعها المنظمات الدولية، مادام هو يحكم وينهب أموال الناس، ويحافظ على عياله".


•    تنويه: يحتفظ موقع الثورة نت بكامل السرية عن الجرحى الذين يقوم بنشر معاناتهم.
•    للإبلاغ عن مآسي الجرحى الذين تخلت عنهم مليشيا الحوثي على البريد الألكتروني التاليى: info@althawra-news