الجمعة 29 مارس 2024 م
الرئيسية - تقارير وحوارات - مائة ألف مهجر بمأرب وتمترس بمنازل المدنيين في الحديدة.. حقوقيون يتحدثون لـ"الثورة نت" عن رعاية دولية غير مباشرة لجرائم الحرب الحوثية 
مائة ألف مهجر بمأرب وتمترس بمنازل المدنيين في الحديدة.. حقوقيون يتحدثون لـ"الثورة نت" عن رعاية دولية غير مباشرة لجرائم الحرب الحوثية 
الساعة 07:37 مساءً الثورة نت/ خاص – علي العقبي
  • الزبيري: جرائم التهجير تثير علامات استفهام حول الصمت الدولي.
  • المطري: الصمت الدولي إشارة دعم غير مباشر للحوثي لمواصلة جرائمه.
  • زعفران: جرائم مركبة برعاية المنظمات الأممية الموجودة بصنعاء.
  • الغليسي : الصمت الدولي على ممارسات الحوثيين لم يعد سراً على أحد.

قرابة مائة ألف مواطن هجرتهم مليشيا الحوثي الإيرانية من منازلهم، في مديرية الجوبة، بعد أن حولت القرى ومنازل المدنيين في المديرية إلى أهداف لصواريخها البالستية، ومقذوفتها غير عابئة بالمدنيين، وسط صمت دولي مطبق تجاه مايجري.
وفي الحديد أعادت مليشيا الحوثي نشر مسلحيها في مدينة الجراحي شرقي محافظة الحديدة وقامت بطرد عدد من الأسر من منازلها داخل المدينة وتمركزت فيها، لاسيما المباني الأكثر ارتفاعاً داخل المدينة.
حقوقيون تحدثوا لـ"الثورة نت" اعتبروا ما تقوم به مليشيا الحوثي الإيرانية جرائم حرب، يقابلها صمت دولي مطبق تجاه هذه الجرائم.. معتبرين هذا الصمت تبييض لجرائم المليشيات ضد المدنيين.
جرائم حرب
وبحسب الحقوقي فهمي الزبيري فإن مليشيا الحوثي الإيرانية مارست جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية بحق المدنيين في المديريات الجنوبية بمحافظة مارب من استهداف للمدنيين بالصواريخ الباليستية ومختلف المقذوفات.
وأكد الزبيري وهو مدير عام مكتب حقوق الإنسان بالعاصمة أن الجرائم المروعة التي ترتكبها المليشيات الحوثية تسببت في أوسع عملية تهجير قسري وتهديد للمدنيين.. مشددا على أن هذه الجرائم والانتهاكات الحوثية تحدث في ظل الغياب التام للمنظمات الحقوقية والإغاثية الدولية. 
وتابع في حديث مع "الثورة نت": بحسب القانون الدولي الإنساني ، فإن مسؤولية الصمت المخزي أمام هذه الجرائم تقع على عاتق المجتمع الدولي لحماية المدنيين تجاه آلة القتل الحوثية التي شردت ونزحت الأطفال والنساء من منازلهم وجعلتهم يعيشون حياة قاسية في المخيمات الصحراوية التي تفتقر إلى أبسط المعايير والخدمات الإغاثية والصحية والإسكانية والتعليمية.
ولفت إلى أن جرائم التهجير بسبب القصف العشوائي لمليشيا الحوثي تثير علامات استفهام واسعة حول دور المنظمات الدولية في اليمن المتعاطفة مع مليشيا الحوثي وإهمال المحافظات المحررة للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا.
استرخاص للدماء
من جهتها أكدت الحقوقية أمة الرحمن المطري نائبة رئيس الشبكة اليمنية للحقوق والحريات ، أن لجوء ميليشيا الحوثي الإيرانية للتمترس بين السكان والمدنيين لا يترجم سوى استرخاصها للإنسان وعدم احترامها لقوانين الحرب والقانون الإنساني الدولي الذي يحتّم على الجميع تجنيب المدنيين خطر الصراع.
وقالت: "الصمت الدولي المتواصل على جرائم مليشيا الحوثي منذ انقلابها وحتى اليوم لا نجد له أي تفسير سوى الدعم غير المباشر لمليشيا الحوثي ، لمواصلة هذه الجرائم سواء باستخدام المدنيين دروع بشرية، أو المتاجرة بمعاناتهم، أو نسف منازل معارضيهم وطرد السكان وتهجيرهم قسريا، في انتهاكات تجرمها القوانين الدولية.
وأكدت المطري أنه "لولا الدعم غير المباشر الذي تتلقاه الميليشيات من المجتمع الدولي، لما صمدت طوال هذه السنوات". مضيفة : " حتى تصريحات وتقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ، لا تزال رمادية في تماه واضح مع مشروع المليشيا الإرهابي".
جرائم مركبة
 من جهتها الحقوقية والمحامية زعفران زايد، عضو الهيئة الإستشارية لوزارة حقوق الإنسان ورئيسة منظمة تمكين المرأة أكدت أنه ومنذ اجتياح المليشيات الحوثية الإيرانية للمدن واحتلالها العاصمة صنعاء وهي تستخدم أساليب وحشية تجاه المدنيين، وارتكبت أبشع الجرائم في حق المدنيين من قتل وسحل واعتقال وتعذيب وتجنيد للأطفال وتهجير للمدنيين وتفجير المنازل والمنشآت الخاصة.
وقالت إن المليشيا استخدمت المنشآت العامة كثكنات عسكرية وأماكن للاعتقالات السرية وحولت المدارس معسكرات للتعبئة الطائفية الارهابية وصناعه الألغام، وعرضت حياة المدنيين للخطر والاستهداف المباشر بتمركز مقاتليها في أوساط المدنيين وتخزين الأسلحة ونشرها في الأحياء.
وأكدت أن ماتمارسه مليشيا الحوثي جرائم مركبة، وتقوم بممارستها برغم تواجد أن صنعاء تحتضن مكاتب الأمم المتحدة التي اثبتت فشلها في الشفافية وإدانة هذه الجرائم التي تسببت في وقوع الكثير من الضحايا المدنيين خاصة من النساء والأطفال.
وأضافت: "تم تنفيذ العديد من الحملات من أجل المطالبة بوقف هذه الانتهاكات وإنصاف المدنيين وإدانة المليشيات ،حتى في تقاريرها والإحاطات المقدمة في مجلس الأمن، لكنها تبدو واضحة في التماهي والتواطؤ والسكوت عن حصار المدن ومنع الإمدادات واقتحام القرى المدنية بالأسلحة الثقيلة كما حدث في حجور والعبدية وغيرها، يتبعها تنكيل بالمعارضين وإبادات جماعية كما حدث في الحيمة التابعة لمحافظه تعز".
وأكدت المحامية زعفران "لم نجد أي انصاف للمدنيين المهجرين الذين تعرضوا لقصف مباشر بالصواريخ في مخيمات النزوح في استهداف متكرر وممنهج وراح ضحيته العديد من المدنيين وأغلبهم من النساء والاطفال كما يحدث في مأرب  دون تدخل أو وقف أو ادانه من قبل المعنيين بالملف اليمني".
وختمت حديثها بالقول "أحداث دامية ومواقف دامغة  اثبتت للعالم ان عمل المنظمات الدولية في اليمن ماهو إلا عون وشرعنة لأبشع الجرائم في حق سكان أصليين من قبل جماعة عقائدية سلالية كهنوتية وارهابية ايرانية  لاتحمل أي مشروع أو نية للسلام ولا التعايش والقبول بالآخر.
تبييض جرائم
وتعرضت مديرية العبدية جنوب مأرب ، لحصار خانق من قبل مليشيا الحوثي الإيرانية استمر لأكثر من 31 يومًا، منعت خلالها المليشيا دخول المواد الغذائية والصحية، أو إسعاف المرضى.
وأطلقت الحكومة اليمنية والسلطة المحلية عدة نداءات لإنقاذ 37 ألف مدني واجهوا الموت جراء الحصار والحرب، إلا أن ذلك لم يحظ بأي تجاوب من قبل الأمم المتحدة لتلك الدعوات.
وفي هذا الصدد علق الحقوقي محمد الغليسي  راصد حقوقي بمأرب، قائلا: "لم يعد صمت المجتمع الدولي على ممارسات الحوثيين ضد الشعب اليمني سراً على أحد،  وهذا يقوض ثقة اليمنيين في الهيئات الدولية، وبالفعل فإن الكثير من اليمنيين اليوم يعتبرون المجتمع الدولي إلى جانب الحوثيين وذراع دعم لممارسات الحوثيين ضد الشعب اليمني.
وأشار الغليسي إلى زيارة منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وليام ديفيد جريسلي ، إلى مديرية العبدية بعد سيطرة الحوثيين عليها ، رغم تعرضها لحصار قبل سيطرة الحوثيين عليها استمر مدة طويلة، تم خلالها قطع الغذاء والدواء، وكانت دعوات المجتمع المدني والاهالي تضج بإنقاذ أهالي المنطقة من قصف وحصار الحوثيين لهم, لكن دون أي تحرك أممي.
وأكد بأن سكان مديرية الجوبة تعرض للتهجير القسري بعد أن تعرضت القرى والمنازل لقصف مكثف وعشوائي بمختلف أنواع الأسلحة.. متسائلاً: لماذا لا يقوم ممثل الامم المتحدة للشؤون الانسانية بزيارتها ليرى بأم عينيه القرى والأحياء السكنية في الجوبة وهي خاوية على عروشها بعد تهجير أهلها منها؟. مستدركا: لكنه ربما لن يزور اي منطقة لدواعي إنسانية، فقط يزور من أجل تبييض وجه الحوثيين.
ووفق الوحدة التنفيذية للنازحين فإن 95 ألف نازح هجرتهم مليشيا الحوثي الإيرانية مؤخرا من مديريات الجوبة وحريب وجبل مراد خلال سبتمبر وأكتوبر الماضيين، وسط استمرار النزوح هربا من جرائم وانتهاكات الحوثيين.