شرطة مأرب تعلن منع حركة الدراجات النارية داخل المدينة بصورة نهائية استكمال تجهيزات إصدار البطاقة الذكية في حيران غرب حجة طارق صالح يبحث مع سفير الإمارات مستجدات الأوضاع العرادة يناقش مع المستشار العسكري للمبعوث الأممي المستجدات العسكرية والأمنية وتأثيرها على عملية السلام مجلس القيادة الرئاسي يناقش المستجدات الوطنية والاقليمية وفد عسكري يطلع على سير العمليات العسكرية في محور علب بصعدة الارياني يرحب بإعلان حكومة نيوزيلندا تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية نيوزيلندا تصنف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية الارياني: استمرار تجاهل التهديد الحوثي وعدم التعامل معه بحزم، سيؤدي لمزيد من زعزعة الامن والاستقرار المكتب التنفيذي لأمانة العاصمة يناقش انتهاكات الحوثي وتحديات النازحين
اختفاء تام للرمال الصحراوية في مساحة صغيرة داخل صحراء الربع الخالي.
حتى العام 2017 كانت منطقة الجفينة الواقعة جنوبي مدينة مأرب عاصمة المحافظة مجرد صحراء تحوي اربعة منازل متباعدة لاغير.
يقطن الجفينة اليوم قرابة مليون ونصف المليون انسان هم النازحون من مختلف المحافظات الى مأرب بسبب الحرب الدائرة في اليمن.
العام 2018 بدأ النازحون يتوافدون على منطقة الجفينة لا يملكون سوى خيام صغيرة أو شبكيات.
بعد فترة وجيزة وتحديدا خلال العام 2019وصل عدد النازحين إلى ما يقرب من 4000 أسرة ، حينها تم تقسيم المنطقة إلى قطاعات يحتوي كل منها عددا من المربعات السكنية لتسهيل وصول الخدمات وتنظيم الحركة والحد من الانتشار العشوائي للمساكن.. وفيها الان ما يقارب 6000 أسرة إذ يعتبر أكبر مخيم نزوح في العالم.
كان "عبدالله محمد ناصر" بين أولئك الوافدين الجدد وهو الشخص الذي سيلعب دورا لافتا خلال الأيام التالية لوصوله.
يعمل عبد الله في مجال التعليم، وكان قد عاش فترة في منطقة شمال كردفان في جمهورية السودان قضاها في الدراسة هناك.
"تشبه الجفينة منطقة شمال كردفان" يقول "عبد الله" القاطن في المربع الخامس قطاع 1.
الحياة بين رمال الصحراء وشمس الهجير لا تطاق، والحلول التقنية تتطلب الكثير من المال او الانتظار.
عاد "عبد الله" بالذاكرة إلى شمال كردفان حين كان الناس هناك يحضرون التربة الطينية من بعض المناطق المحيطة لبناء منازل طينية في الارض القاحلة ثم يقومون بتوزيع الطين أمام المنازل لكي يندمج مع الرمال للتخفيف من تراكمها أمام المنازل ثم يستمرون في رش المكان بالماء بشكل يومي حتى تماسكت الأرض وانتهى التصحر في تلك المناطق السكنية شمال كردفان.
بدأ "عبد الله محمد ناصر" حديثه عن تلك التجربة التي عايشها في السودان لجيرانه في المربع الخامس القطاع 1 فبادر بعض اولئك الذين ضاقوا ذرعا بحياة الصحراء الى قلع خيامهم وجلب التربة الطينية وخلطها بالماء والتبن لبناء منازل طينية واثناء صنع الطوب المخصص للبناء كل يوم عمل اندمجت التربية الطينية مع الرمل اضافة الى فائض الطين المتساقط والمتبقي مع اعمال الانشاء الذي كان يتم توزيعه جوار المنزل قيد الانشاء وهكذا حتى استكمال المباني والاستمرار في رش المياه على الخليط بعد تجهيز المنازل والسكنى خلالها.
لم تكن أحاديث عبد الله مجرد حكايات بل شاهدها اولئك الذين اعادوا تكرار التجربة واقعا قائما لقد اختفت الرمال.
بهذه الطريقة استطاعت السيارات العبور بشكل سلس ولم تعد تغوص وسط الرمال، وتحول محيط المنازل الى محيط ترابي طيني بدل رمال الصحراء.
شجع المحيط الطيني الجديد للمنازل حديثة الانشاء من الطين، شجع الحاج محمد ناصر محمد والاستاذ خالد ناصر على زراعة بعض الاشجار في احوش المنازل وتوزيع بعض البذور على الجيران.
استمر اهالي القطاع الخامس في تشجيع زحف التجربة عبر مربعات القطاع بدلا من زحف الرمال ليصبح المربع الخامس واحة خضراء مبهجة للسكان وعائلاتهم واطفالهم حيث تنسنس نسمات الهواء التي تداعب اغصان الشجيرات باعثة الامل بظل ظليل وفاكهة عما قريب.
التجربة ماتزال تزحف عبر مربعات القطاعات الاخرى في منطقة الجفينة، لكن الامر لم يتوقف هناك
في مخيم الصمدة وهو مخيم جديد نسبيا لإيواء النازحين في منطقة صحراوية ايضا ضمن ذات المحافظة الصحراوية من الاساس بدأ النازحون نقل التجربة ذاتها والحصول على نتائج مشابهة.
حيث باتوا يمتلكون شوارع غير رملية بين مربعات المخيم وجوار قابل للزراعة حول المنازل.
على مدى عقود طويلة يستمر الزحف الرملي في السهل التهامي غربي اليمن والسهل الساحلي جنوب اليمن ليبتلع مساحات شاسعة من الاراضي الزراعية التي تمثل سلة اليمن الغذائية في حين كان دور الحكومات الصمت او الاستباق بالشكوى من صعوبة مكافحة التصحر في حين تبين ان الامر يحتاج الى رش الماء والبذور وبعض التربة الطينية المنقولة في أصعب الحالات ومن ثم غرس الاشجار لوقف زحف الرمال.
ما يحدث في الجفينة ليس فصلا في رواية بل واقعا وحياة يومية يقوم بها الاهالي كل جوار منزله.
بفعل تجربة بسيطة نقلها أحدهم من القارة الافريقية تخلص الناس في الجفينة من التكدس اليومي للسيارات والمركبات غارقة الاطارات في الرمال ومن صعوبة السير والانتقال سيرا على الاقدام كما تخلصوا من التلوث الرملي للهواء وما يتسبب به من امراض ضيق التنفس وغيرها وباتوا يعيشون حياة صحية اكثر هدوءً وسلاسة من ذي قبل في حين ماتزال الحكومات المتعاقبة غارقة في تأمل الزحف الصحراوي على مساحات الامن الغذائي المفترضة في اليمن.
• تم إنتاج هذه المادة بدعم من مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي.