رغم الجهود الأممية والدولية لاستئناف عملية سياسية يمنية شاملة، إلا أن مليشيات الحوثي الإرهابية، مستمرة في التصعيد من خلال مواصلة جرائمها اليومية والمتكررة في محافظة تعز مستهدفة المواطنين خاصة النساء والأطفال، ناهيك عن القصف العشوائي للأحياء والمناطق السكنية.

تحشيدات متواصلة

ويواصل تنظيم الحوثي الإرهابي خروقاته للهدنة ويستمر في التحشيد والدفع بتعزيزات عسكرية باتجاه الجبهات على امتداد محافظة تعز، وخلال الأيام الماضية تمكنت قوات الجيش الوطني من صد هجمات لتنظيم الحوثي على مواقع في عدد من الجبهات القتالية.

وقالت مصادر عسكرية لـ”26 سبتمبر”: إن قوات الجيش الوطني خلال الأيام الماضية تمكنت من صد هجمات لتنظيم الحوثي الإرهابي في الجبهة الغربية في مقبنة والجبهة الشمالية وفي عصيفرة والأربعين وكلابة، والجبهة الجنوبية الشرقية وبالتحديد الشقب والجبهة الشرقية لمدينة تعز.

وأضافت المصادر أن تنظيم الحوثي الإرهابي استقدم تعزيزات عسكرية إلى جميع محاور القتال في جبهات تعز، وهو ما يؤكد عدم جديته للسلام، وأنه لا مبدأ له ولا قيم ولاعهود.

وخلال الأسبوع الماضي تمكنت الدفاعات الجوية  للجيش الوطني من اسقاط طائرة استطلاع  مسيرة تابعة لتنظيم الحوثي الارهابي في جبهة الضباب غربي مدينة تعز.

الجيش الوطني بالمرصاد

يحاول تنظيم الحوثي الارهابي عبثا منذ عام 2015 اقتحام مدينة  تعز تارة بالقصف العشوائي الذي طالما أيقظ مضاجع سكان المدينة وقتل وروع أطفالهم، وتارة أخرى بالحصار على الأرض واغلاق المنافذ والطرق الرئيسية، ضارب بالاتفاقيات الدولية عرض الحائط والتي جميعها دعت إلى فك الحصار عن هذه المدينة.

وبرغم الحصار الخانق لمدينة تعز للعام التاسع على التوالي إلا أن أبطال الجيش الوطني يرابطون في مواقعهم متمسكين بقيم ومبادئ الدفاع عن الوطن أرضا وإنسانا ويكبدون تنظيم الحوثي يوماً بعد الآخر خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.

وفي هذا السياق قال قائد اللواء 22 ميكا العميد محمد المحفدي لـ”26 سبتمبر”: “الهدنة على الأرض لا توجد واذا سمعناها في وسائل الإعلام المختلفة فإنما هي للاستهلاك الإعلامي ومحاولات لإيهام المجتمع الدولي أن تنظيم الحوثي الإيراني لايزال ملتزما بالهدنة في حين أن استهداف المواطنين من الرجال والنساء في مختلف المناطق مستمر وكان آخر تلك الجرائم استهداف المواطن عبدالاله سيف ابراهيم في منطقة الشقب مما ادى الى تمزق الكتف نتيجة عملية قنص استهدفته في الطريق العام.

وأضاف القائد المحفدي: أنه خلال اسابيع قليلة ادى انفجار لغم زرعه  تنظيم الحوثي الإرهابي في الطريق العام اصاب المواطنة قبول حمود عبد القادر في قرية الشقب، ولم تقتصر جرائم تنظيم الحوثي الارهابي على منطقه بعينها، وإنما شملت العديد من المناطق السكنية ، وقد بلغ عدد الاصابات خلال نصف شهر في المناطق الشرقية من مدينة تعز اكثر من سبع اصابات خطيرة في مناطق سيطرته.

وبحسب القائد المحفدي فإن التنظيم الحوثي الإرهابي خلال هذا الشهر يعمل جاهدا على تحشيد مقاتليه الى مواقعه المحاصرة للمدينة والمعسكرات الاخرى بدعوى إرسالهم لتحرير القدس الشريف وعلى الرغم من كل هذه التحركات والنوايا العدائية التي يمارسه هذا التنظيم الإرهابي فان مقاتلي جبهات اللواء 22 خاصة وجبهات محور تعز بشكل عام قادرة على التصدي الحازم وافشال اي أعمال أو هجمات يشنها التنظيم الحوثي الإرهابي، ونؤكد اننا بعون الله كما لقنا هذه العصابات دروساً قاسية في الماضي القريب فإننا قادرون على اكثر من ذلك ومن يوهم بعض المغفلين ان اسرائيل في تعز فان فيها الموت المؤكد.

تعز صامدة

في حين لا زالت المدافع تدك منازلها، ولا زال الرصاص يخترق أجساد شبابها الذين لا ذنب لهم، إلا أنهم رفضوا أن تستباح مدينتهم وتحرق منازلهم، ويهجر أهاليهم، ويرمى رجالهم في المعتقلات كما يجرى في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الحوثي الارهابي.

تعز هي المدينة التي تعطي الدروس في تماسك أهلها، والتحامهم في مشهد أسطوري للدفاع عن مدينتهم ضد تنظيم الحوثي الإرهابي للعام التاسع على التوالي.

استعداد ومعنويات

من جانبه قائد جبهة الأقروض العقيد محمد العيد الجرادي تحدث قائلاً لـ”26 سبتمبر”: “لايزال تنظيم الحوثي الإرهابي يتمادى في خروقاته المتكررة للهدنة في مختلف جبهات تعز ويسوق  القطيع من أفراده من مختلف المحافظات التي تسيطر عليها نحو تعز ويواصل تجميع المعدات الحربية الثقيلة والمتوسطة نحو تعز سعيا منه للانقضاض على المدينة، ظناً منه انا عن أفعاله غافلون ولا يعلم أن أبطالنا يرقبون كل تحركاتهم عن كثب، وأن شعاب وجبال تعز تنتظر جثث عناصرهم.

وأضاف القائد الجرادي: “ان جنودنا البواسل يرصدون كل حركة يقدم عليها تنظيم الحوثي الإرهابي وهم في أتم الجاهزية القتالية والاستعداد العالي لردعهم وسحق كل مؤامراتهم ومحاولاتهم، أنهم في عرينهم مرابطين وينتظرون بفارغ الصبر انطلاق معركة التحرير بمعنويات تعانق السماء وإعداد قتالي عال وانضباط تام في تنفيذ الأوامر، ومستعدون للدفاع عن وطنهم ومدينتهم.

وقال القائد الجرادي: فليطمئن جميع أبناء تعز وكل يمني حر ونؤكد لهم أن الابطال في الثغور مرابطون، وأن أياديهم على الزناد يرقبون تحركات العدو عن كثب وليثقوا تمام الثقة أنه إذا اقدم العدو على ارتكاب الحماقات في تعز فإنه يكون قد خط  نهايته بيده، ولن تسمط بنادقنا إلا بعد تحرير كامل تعز، وإن غداً لناضره قريب!

هزائم متلاحقة

وبرغم كل الدعم الذي تتحصل عليه عناصر تنظيم الحوثي الارهابي المحاصرة لتعز، الا انها تبقى عاجزة منذ تسعة اعوام على اقتحامها، فيما يقف الجيش الوطني سداً منيعا أمام كل هجمات هذا التنظيم وجعله يجر أذيال الهزيمة في كل مرة يحاول التقدم.

أعمال إجرامية

من جهته قال العقيد عبد الرحمن اليوسفي مدير المركز الإعلامي بمحور تعز لـ”26 سبتمبر” قائلاً: “الخروقات الحوثية للهدنة غير المعلنة هي كثيرة ومتعددة في تعز وتتم بشكل يومي، ولها اشكال مختلفة من أعمال القنص والقصف المدفعي والاستهداف بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة ومنها ايضاً الحشد واستقدام عناصر جديدة للجبهات المحيطة بالمدينة وايضاً في مقبنة والكدحة، إلى جانب قيامهم بأعمال هندسية وإنشاء تحصينات ومواقع جديدة.

وأضاف العقيد اليوسفي: “العدو أيضاً يقوم بأعمال القنص كما حصل في الشقب وايضاً بالقصف المدفعي على الجبهات في شرق وغرب المدينة بشكل يومي”.

ففي الأسبوع الماضي استهدفت جماعة تنظيم الحوثي الارهابية بالمدفعية منازل المواطنين في منطقة الصرمين شرق تعز.

وأكد القائد اليوسفي أن الجيش الوطني مستعد لكل الاحتمالات ويخوض معارك شبه يومية في مختلف الجبهات ويقدم التضحيات من الشهداء والجرحى، مؤكداً أن ابطال الجيش الوطني يعرفون ماذا يخطط تنظيم الحوثي الإرهابية، ومستعدون لمواجهته بروح معنوية عالية مستمدين هذه الروح من عدالة قضيتهم.