الرئيسية - تقارير وحوارات - تقرير: الميليشيات الحوثية تتهاوى وتعيش أضعف مراحلها
تقرير: الميليشيات الحوثية تتهاوى وتعيش أضعف مراحلها
صورة ارشيفية عناصر من ميليشيا الحوثي
الساعة 05:41 مساءً الثورة نت../ تقارير

يقف المشهد اليمني اليوم أمام تطورات محورية تشير إلى أن ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، باتت تواجه تحديات وجودية غير مسبوقة، تهدد بشكل مباشر قدرتها على الاستمرار والبقاء.

ويكشف تقرير صادر عن “مركز المخا للدراسات الاستراتيجية” عن حالة من الهشاشة المتزايدة في منظومة الميليشيا، تتشابك فيها الأزمات الداخلية الاقتصادية والسياسية مع الضغوط الإقليمية والدولية المتنامية، مما يضعها أمام مفترق طرق حاسم بين خيارين: التصعيد المحفوف بالمخاطر أو الانخراط في تسوية سياسية تتطلب تنازلات جوهرية.

يؤكد التقرير أن ميليشيا الحوثي تعيش في أضعف مراحلها من الناحية البنيوية واللوجستية، وأن استمرارها في القتال يضعف يوماً بعد يوم بفعل تراجع الدعم الإقليمي والانقسامات الداخلية.

وأشار التقرير إلى أهمية استغلال هذه اللحظة الحرجة للميليشيا لتوحيد الصفوف وتنسيق الجهود العسكرية والسياسية لإنهاء المليشيا أو إجبارها على الخضوع للسلام.

وأكد أن توحيد الموقف لكافة القوى في إطار الشرعية يمثل مفتاحاً لحرمان المليشيا من “الفسحة المؤقتة” التي تعول عليها، ودفعها نحو الخيار الثاني (التسوية الشاملة) بشروط تخدم استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.

يشير التقرير بوضوح إلى أن العمق الاجتماعي والاقتصادي للمليشيا آخذ في التآكل، حيث أدى التدهور الاقتصادي والمعيشي غير المسبوق في مناطق سيطرتها إلى اتساع رقعة السخط الشعبي.

وتتجلى مظاهر هذا الانهيار – وفق التقرير – في تفاقم أزمات الخدمات الأساسية: من الغذاء والكهرباء والمياه، في ظل عجز المليشيا عن إدارة هذه الملفات أو حتى السماح لغيرها بإدارتها، بالإضافة إلى التضييق الاقتصادي الخانق الذي تفرضه المليشيا على المواطنين والتجار لتمويل مجهودها الحربي، ما أدى إلى تدهور مستويات المعيشة وتعميق الفقر.

هذا التدهور يمثل تهديداً استراتيجياً للمليشيا، إذ أن استمرار الحكم يعتمد بشكل كبير على القبول الجزئي أو القسري للسكان، ومع تزايد السخط يتحول هذا القبول إلى بيئة خصبة للمقاومة الداخلية.

تتزامن الأزمة الاقتصادية مع تصدعات هيكلية داخل صفوف المليشيا، مما يضعف من قدرتها على اتخاذ القرار وتنفيذ العمليات.

ويبرز التقرير نقطتين رئيسيتين في السياق، تتمثلا في: تفاقم الانقسامات القيادية، مما يشير إلى صراع نفوذ محتمل على الموارد أو الأيديولوجيا، ما يربك خطاب المليشيا وتحركها.

بالإضافة إلى الفراغات القيادية العسكرية، نتيجة الخسائر الكبيرة في صفوف قياداتها بفعل الغارات الجوية، وهو ما أدى إلى ارتباك في المنظومة العسكرية وتراجع في التنسيق بين الجبهات.

إن فقدان المليشيا لقادتها يمثل ضربة قاصمة، لأنه يهدد سلسلة القيادة والسيطرة، ما يسهل اختراق الجبهات في أي مواجهة مستقبلية.

ويؤكد التقرير أن البيئة الاستراتيجية المحيطة بالميليشيا أصبحت أكثر عدائية وتقييداً لحركتها، وتتمثل في تراجع الدعم الإيراني كنتيجة لـ”انحسار النفوذ الإيراني في المنطقة” والذي كان له الأثر الاستراتيجي في ضعف القدرات المالية والعسكرية للمليشيا.

بالاضافة إلى التصنيف الإرهابي للميليشيا بعد تصنيفها وحلفائها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية كمنظمة إرهابية، والذي كان أثره الاستراتيجي بفرض عزلة دولية متنامية على المليشيا والحد من القدرة على المناورة السياسية.

هذه الضغوط الخارجية تقلص من هامش المناورة لدى الميليشيا، وتجعل خيار التصعيد العسكري أكثر تكلفة. كما تحجم أي طرف دولي محتمل عن التعامل المباشر معها، باستثناء في إطار المساعي الإنسانية المحدودة.

- سبتمبرنت