الرئيسية - صحف - تنامي ظاهرة خطف الأطفال في إب واتهامات لقيادات حوثية بالوقوف ورائها
تنامي ظاهرة خطف الأطفال في إب واتهامات لقيادات حوثية بالوقوف ورائها
الساعة 09:55 مساءً الثورة نت/ الأخبار

منع عبد المجيد طفليه مهند وعمار من مشاركة أصدقائهما اللعب والاستمتاع بالدراجة الهوائية في الشارع المحاذي لمنزلهم وسط مدينة إب، مرجعاً ذلك إلى خوفه عليهما من الخطف على يد عصابات إجرامية تنتشر على نطاق واسع في مدينة إب مركز المحافظة المسماة باسمها وعدد من المديريات التابعة لها.

وشكا عبد المجيد لـ"الشرق الأوسط" من تصاعد ظاهرة اختطاف الأطفال والشبان في محافظة إب، على نحو مخيف، سواء في مركز المحافظة أو في 22 مديرية أخرى، وسط حالة التدهور والفوضى والفلتان الأمني.

ولفت عبد المجيد، الذي يقطن مع سبعة من أفراد عائلته في مديرية المشنة التابعة للمحافظة، إلى وجود حالة من الذعر والهلع في أوساط السكان المحافظة التي تُعدّ من بين أعلى المحافظات من حيث عدد السكان، بسبب وقوع حالات اختفاء جديدة وغامضة لأطفال وشبان، وهو الأمر الذي دفعه إلى منع طفليه مهند (15 عاماً)، وعمار (12 عاماً) من مغادرة المنزل واللعب مع أصدقائهم في الشارع.

تتركز بعض جرائم الخطف غير المعلن عنها في أحياء تتبع مديريات ريف المحافظة إلى جانب مديريتي المشنة والظهار الحضريتين، كما شهدت أحياء تتبع المشنة التي ينتمي إليها والد الطفلين مهند وعمار قبل أشهر قليلة ماضية تسجيل جرائم من ذلك النوع، منها أحياء الجائة والجامع والجبانة والجباجب وغيرها.

وتخشى آلاف الأُسر في المحافظة الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية على أطفالها، بعد أن اختفى أطفال عدد منها قبل أن يتبين تعرضهم للاستقطاب الحوثي على يد مشرفين وسماسرة أخضعوهم لدورات تعبوية وعسكرية وزجوا بعدد منهم في جبهات القتال.

تجنيد واستغلال
يتهم سكان إب قيادات حوثية بالوقوف في كل مرة وراء عودة وتنامي ظاهرة اختطاف الأطفال والشباب وتصاعدها أخيراً في مناطقهم بدافع التجنيد والابتزاز والاستغلال، مؤكدين وجود عصابات منظمة تتبع قادة الجماعة في المحافظة، وتقف وراء تفشي جرائم الاختطاف في المحافظة.

وتكشف مصادر حقوقية في إب لـ"الشرق الأوسط"، عن تسجيل عدد من مديرياتها أكثر من 8 حالات اختفاء لأطفال وشباب في الأسابيع الثلاثة الماضية، بعضها تم الإعلان عنها من قبل الأهالي على منصات التواصل الاجتماعي.

وطبقاً للمصادر، فإن أحدث تلك الحالات تمثلت باختفاء 3 أطفال في ظروف غامضة، الأول يدعى ماهر مطيع شائع (15 عاماً) من قرية "سواد بني محرم" في ريف إب، والآخر يدعى إياد صلاح سليم (15 عاماً) من قرية "المرزوم" في المنطقة ذاتها، والثالث يدعى بدر فؤاد الغلاب (14 عاماً) من عزلة "خولان" في مديرية مذيخرة غرب إب.

وعوضاً عن اللجوء لإبلاغ أجهزة أمن الجماعة المتهمة بالإهمال والتقاعس عن القيام بدورها، لجأ ناشطون حقوقيون وأهالي أطفال اختفوا في مناطق متفرقة في إب خلال الآونة الأخيرة إلى إطلاق سلسلة مناشدات عاجلة على منصات التواصل تطلب من السكان مساعدتهم في البحث عن أطفالهم وأماكن وجودهم والجهات التي تقف وراء اختطافهم.

وربط عدد من الناشطين بين تنامي ظاهرة اختفاء الأطفال في المحافظة وما تمارسه الجماعة الحوثية في هذه الأثناء من شن حملات تجنيد قسرية للأطفال والشباب، مستغلة حرب غزة، والتصعيد الخطير الذي تمارسه في البحر الأحمر واستهدافها الملاحة الدولية.

وطالب الناشطون باتخاذ إجراءات محلية ودولية جدية لحماية حقوق الأطفال اليمنيين من الانتهاكات، خصوصاً في محافظة إب التي تتصدر أعلى قائمة المحافظات من حيث نسبة الجرائم والانتهاكات ضد الطفولة.

ولا توجد إحصائيات تكشف عن العدد الحقيقي للأطفال والشباب الذين يتعرضون لحوادث الخطف والاختفاء الغامض في إب وغيرها، إلا أن المصادر ذاتها أكدت حدوث تصاعد ملحوظ لجرائم الخطف في مناطق متفرقة من المحافظة.

وعدّت المصادر جريمة اختطاف الأطفال جزءاً من عشرات الوقائع التي تُسجل باستمرار في المحافظة، دون أن تعلن عنها أجهزة الجماعة الحوثية الأمنية.

واتهم تقرير فريق الخبراء الدوليين المعني باليمن، الجماعة الحوثية بالتورط في اختطاف الأطفال اليمنيين وممارسة أبشع الانتهاكات تجاههم، والزج بهم في جبهات القتال، إلى جانب استخدامهم في الأعمال غير المشروعة.

وذكر التقرير الأممي أنه تم رصد عمليات اختطاف الأطفال من قبل ميليشيا الحوثي لأغراض التجنيد والاستخدام وأشكال الاستغلال والفدية الأخرى.

*الشرق الأوسط