اللواء الأشول في اختتام دورة الأمن السيبراني بمأرب.. امتلاك المعلومات يُحقق التفوق في المعركة رئيس مصلحة الجمارك يناقش مع الـ(يونبس) تعزيز التعاون في جوانب الإعفاءات الجمركية وزير النقل يبحث مع المنظمة الدولية للطيران المدني تعزيز التعاون بين الجانبين تنظيم ندوة في الخوخة لتعزيز حقوق ذوي الإعاقة ومناهضة العنف الارياني يحمل مليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة عن سلامة الصحفي المياحي إصابة 3 مدنيين في قصف للمليشيا الحوثية استهدف حياً سكنياً في تعز الأمم المتحدة: مقتل 341 عامل إغاثة منذ بدء عدوان الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة 44502 شهيد و105454 مصابا حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة الكويت تستضيف إطلاق اللمحة العامة للعمل الإنساني العالمي للعام 2025 ولي العهد السعودي والرئيس الفرنسي يبحثان تعزيز التعاون بين البلدين
تصطدم آمال اليمنيين الحالمة بتحقيق سلام مستدام ينهي أزمة البلاد، بالتعقيدات الجديدة التي خلقتها التطورات المتصاعدة، إثر هجمات ميليشيا الحوثيين على السفن التجارية.
وقد قوبلت هذه الهجمات بضربات أمريكية وبريطانية تستهدف مواقع عسكرية حوثية على الأراضي اليمنية، وسط استمرار التحشيد العسكري الدولي، قبالة مياه اليمن الإقليمية.
وكان اليمن اقترب، خلال الأشهر الماضية، أكثر من أي وقت مضى، من إحلال السلام، بعد نحو عامين من التهدئة غير المسبوقة، التي تكللت بنجاح الجهود الإقليمية والدولية في تحقيق اختراق لافت، دفع الأطراف المحلية للالتزام بتنفيذ وقف إطلاق نار شامل، وإجراءات اقتصادية وإنسانية، ضمن خريطة طريق أممية تمهّد لانطلاق عملية سياسية جامعة.
وإزاء هذه المستجدات، دعا مجلس القيادة الرئاسي، الاثنين الماضي، المجتمع الدولي إلى دعم الحكومة من أجل بسط سيطرتها على كامل الأراضي اليمنية، والشروع الفوري في تصنيف ميليشيا الحوثيين جماعة إرهابية، وإجبارها على الانخراط الجاد في جهود التهدئة والسلام في اليمن.
معضلة "ستوكهولم"
وكيل وزارة الإعلام أسامة الشرمي، قال إن الحكومة تعتبر أعمال مليشيا الحوثي العدائية تجاه ممرات الملاحة الدولية، التي استدعت تحشيدًا دوليًّا في تخوم مياه اليمن الإقليمية، بمثابة "إعلان تنصل" من قبل الميليشيا من أي اتفاقات أو تفاهمات مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان.
وأشار في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أن الحكومة الشرعية لا ترى سبيلًا لكفّ أيدي الحوثيين عن استهداف ممرات الملاحة التجارية الدولية، إلا من خلال "تطهير المناطق التي يسيطرون عليها بشكل كامل، وهذا الطريق بالإمكان المضي فيه إذا ما تم تصنيف جماعة الحوثي كتنظيم إرهابي أولًا، ودعم الحكومة في مواجهتها ثانيًا، ثم إلغاء اتفاق ستوكهولم، الذي أسس للميليشيات توسعها وتمددها باتجاه البحر الأحمر دون رادع يذكر".
وأكد الشرمي أن الحكومة تتابع ما يحدث وتراقبه بحذر شديد، وتدعو إلى وقف العمليات العسكرية في غزة، باعتبارها المبرر الدعائي لميليشيا الحوثي لضرب الملاحة الدولية، "لكنها في الوقت ذاته- أي الحكومة - تسعى إلى حماية أراضيها من أي تدخلات خارجية أو تواجد عسكري في مياهها الإقليمية".
ويعتقد وكيل وزارة الإعلام اليمنية أن المرحلة المقبلة، ستكون مرحلة أعمال عسكرية ضد الحوثيين، تُوقف استهدافها المستمر للمدنيين اليمنيين في مختلف مناطق البلاد أولًا، وتنهي اعتداءاتها ضد الممرات الملاحية، إذا ما توفرت النوايا الجادّة لدى الأمم المتحدة وأمريكا والفاعلين الدوليين، والمتضررين من هذه الاعتداءات.
وأضاف أن ميليشيا الحوثي "لديها الآن ملاذ آمن، يوفّره اتفاق ستوكهولم أو ما يسمى باتفاق الحديدة، إلى جانب مزاعمها لدى الوساطة السعودية العمانية بأنها تنزع نحو السلام".
ظروف غير مواتية
ووصف عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي، في مقابلة مع صحيفة "الغارديان" البريطانية، الثلاثاء الماضي، المحادثات حول خطة السلام لإنهاء الحرب في اليمن بـ"المجمّدة". وبيّن أن اتفاق وقف إطلاق النار مع الحوثيين بات منتهيًا.
ويرى الصحفي عبدالرحمن أنيس أن تجميد محادثات السلام والخطة المعروفة بخريطة الطريق، أمر طبيعي، بعد المستجدات الأخيرة، "لأن هذه الخطة، يتصدّر بنودها إيقاف إطلاق النار على المستوى الوطني، وطالما أن إطلاق النار مستمر من جهة الحوثيين ضد السفن، فإن ذلك يعتبر أول خرق لخريطة السلام".
وقال في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن السلام يتطلب ظروف تهدئة وبيئة مهيأة، "في حين أن الحوثيين أدخلوا البلاد في حرب جديدة، وبالتالي فإن الظرف يصبح غير مواتٍ، على الأقل في الوقت الراهن، ما لم تنته هذه الأزمة".
ويعتقد أنيس أن المجتمع الدولي، في مقدمته أمريكا وبريطانيا، "هو من أوصل الأمور إلى هذا المستوى، بعد أن أدّت سياسته إلى استقواء الحوثيين، في وقت كانت فيه القوات الموالية للحكومة الشرعية في العام 2018، على بعد كيلومترات قليلة من تحرير الحديدة، ولو أن ذلك تحقق لما كان الحوثيون يقومون بإطلاق صواريخهم اليوم باتجاه السفن التجارية في البحر الأحمر، لكن هذه الدول تدفع الآن ثمن ما انتهجته إزاء الأزمة اليمنية".
عدم انسجام
وعقب الهجمات الأمريكية البريطانية، رفعت مليشيا الحوثي من وتيرة التصعيد عبر تنفيذ مناورة عسكرية بالذخائر الحيّة في منطقة "البقع"، قرب الحدود اليمنية السعودية، وكثّفت من هجماتها المختلفة ضد القوات الحكومية والموالية لها، في مأرب والضالع والجوف، وسط تحشيد عسكري متواصل نحو المناطق الشمالية الغربية من محافظة شبوة، جنوبي البلاد.
وقال رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث، عبدالسلام محمد، إن الحوثيين "يدركون أن علاقتهم مع السعودية قد انتقلت خلال الفترة الأخيرة إلى مرحلة جديدة، ولذلك فإن رسائل هذه الاستعراضات العسكرية الحوثية على الحدود اليمنية مع المملكة، متجهة إلى الداخل اليمني وإلى أتباع الحوثيين، ليؤكدوا من خلالها قدرتهم على تهديد العالم وأمريكا عبر هجماتهم البحرية، وأنهم يهددون الخليج من خلال هذه المناورات".
وأشار في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أن "ما يجري من مواجهات محدودة قرب حدود الدولتين، لا يؤثر على توجه السعودية وإيران في استمرار مفاوضاتهما، والذهاب لاتفاق برعاية صينية، وهذا بدوره ينعكس على الحوثيين الذين يواجهون مشكلة حاليًّا، بعد اختلاق معركة في البحر الأحمر".
وأكد عبدالسلام، أن ما يجري في مياه البحر الأحمر وخليج عدن، لا يمكن أن ينسجم مع سلام في اليمن، لأن السلام المحلي يتطلب استقرارًا إقليميًّا ودوليًّا، "وبالتالي فإن ذلك سينعكس على السلام في اليمن، وفي اعتقادي أن هجمات الحوثيين ستُفشل أي اتفاق سلام داخلي".
*نقلاً عن "إرم نيوز"