البنك الدولي: انكماش الاقتصاد الفلسطيني في ظل أزمة غير مسبوقة الوزير حُميد يبحث مع وزير الطيران المدني المصري أوجه التعاون المشترك العواضي يلتقي المديرة التنفيذية لبرنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية برنامج طبي تطوعي في مستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن الارياني: مليشيا الحوثي ارتكبت منذ انقلابها ابشع الجرائم والانتهاكات التي لا تقل فظاعة عن تلك التي شهدها العالم في سوريا وكيل مأرب يشيد بالدور الإنساني للإغاثة الدولية وشراكتها مع السلطة المحلية إصابة مسن بجروح بليغة بانفجار لغم من مخلفات المليشيات الحوثية بحجة رئيس واعضاء مجلس القيادة يستقبلون سفراء مجموعة بي 3+ 2 محافظ تعز يبحث مع منسق الشؤون الإنسانية خطط الإنتقال للتنمية المستدامة ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 45,059 شهيدا و107,041 مصابا
"محاضن للارهاب، مصانع للعنف، طائفية عنصرية وهدم للهوية اليمنية" بهذه الكلمات وصف قياديون وناشطون من أبناء محافظة حجة المراكز الصيفية والدورات الخاصة الحوثية، منوهين بالمخاطر الحالية والمستقبلية التي تشكلها تلك الاوكار على الأسرة والمجتمع.
وفي حديثهم مع موقع "الثورة نت" تناول قيادات في السلطة المحلية وأخرى مجتمعية رؤيتهم في مواجهة آلة الدمار الحوثية التي تحاول بها دك القيم المجتمعية والقضاء على السلم المجتمعي، الى جانب دور الاسرة والمجتمع في حماية الأجيال من هذه الأفكار الهدامة.
ويكاد كل المشاركين الاستطلاع مجمعين على أن الأسرة هي حاجز الصد الاول والحامي للأطفال من مغبة انخراطهم في المراكز الحوثية التي تستمد منهجها من الطائفية والعنصرية الايرانية، لا تحوي اي هوية يمنية أو دينية سليمة..
إلى التفاصيل:
قنابل في كل منزل
"تفخيخ عقول الأطفال ذكورا وإناثا" بهذه الصورة القاتمة يصف وكيل محافظة حجة الشيخ عبدالكريم هرمس، ما تخلفه المراكز الصيفية الحوثية من آثار على الأسرة والمجتمع، وتجعل منهم قنابل موقوتة من خلال الخرافات والاباطيل التي يحشون بها عقول الأطفال.
ودعا الوكيل هرمس الآباء والأمهات للحفاظ على أبنائهم من تلك الأفكار الهدامة والعمل على تحصينهم من هذا الفكر الدخيل المخالف لشريعتنا.
وأهاب الوكيل هرمس بالمواطنين الحفاظ على تماسك النسيج الاجتماعي وفكرته الإسلامية المعتدلة والعقيدة الصحيحة التي تربي في الفرد القدوة والوسطية والاعتدال وتبعده عن التطرف والعنف والإرهاب.
وأكد على ضرورة مواجهة هذه الاوكار الحوثية الارهابية بتوعية المجتمع بخطرها وان يقوم الآباء بمنع ابنائهم من الالتحاق بها مهما كلف ذلك من تبعات "فهي اهون من أن تخزن في بيتك قنبلة موقوتة تنفجر في أي لحظة".
وفيما يخص مستوى مقاطعة المجتمع في حجة لمراكز الحوثيين قال الوكيل هرمس بأنها عالية جدا مقارنة بالأعوام الماضية، وهذا يعكس مستوى الوعي الذي يتحلى به المجتمع بإدراكه خطر المنهج الحوثي على مستقبل الاجيال.
وعي اجتماعي ملحوظ
بدوره يقول مدير إذاعة حجة الاعلامي حسن هديس، بأن هناك وعي مجتمعي ملحوظ في أوساط المواطنين بالمحافظة، أدى إلى عزوف ومقاطعة كبيرة في كثير من القرى والعزل ..
ويشير هديس إلى أن هناك مراكز مغلقة هي الأخطر والتي تركز عليها المليشيا بشكل كبير ويسخر لها إمكانيات هائلة وتكون مخرجاتها أكثر كارثية على المجتمع بكل ما تعنيه الكلمة.
وعن الآثار الأسرية والمجتمعية التي تخلفها تلك المراكز الحوثية، يقول هديس بأنها كثيرة أبرزها ما رصدته وسائل الإعلام لمئات القضايا الجنائية التي تورط فيها خريجي تلك المراكز والدورات الطائفية التي تحرض على العنف والقتل واعلان البراءة من الأسرة والأب والأم وتقديس زعيم المليشيات المجرم عبدالملك الحوثي وغيرها من الآثار الكارثية.
لافتا إلى أن تلك الجرائم نتائج طبيعي لتعبئة عقول الأطفال بالافكار المتطرفة الارهابية.
ويؤكد مدير إذاعة حجة أهمية حماية الأجيال من هذا الخبث، من خلال التوعية والتعبئة العامة على كل المستويات وبكل الوسائل المتاحة لكشف خطرها على الفرد والأسرة والمجتمع، والتركيز على أولياء الأمور والعقلاء في المجتمع ودعوتهم للحفاظ على أطفالهم قبل أن يتحولوا الى قنابل موقوته المتضرر الأكبر منها الطفل وأسرته ومجتمعه.
تفكيك الأسرة
من جانبه يقول مسؤول اللجنة الإعلامية بالمقاومة الشعبية محافظة حجة عبدالحميد الاشول، بأن من أبرز الآثار السلبية التي تخلفها المراكز الطائفية الحوثية، تفكك وحدة الأسرة، وتقزم مستوى العلاقة الحميمة بين الآباء وأبنائهم من جهة والأخوة واقربائهم من جهة أخرى، كما ينتج عنها فرض حواجز نفسية سلبية وعزلة اجتماعية بين مكونات الأسرة داخل المنزل الواحد، وصولا إلى إصابة بعض الأفراد بالعقد النفسية وافتعال التصرفات العدوانية في أبسط المواقف.
ويشير الاشول إلى أن الأمر لا يتوقف عند ذلك بل يصل إلى أن تصبح مخرجات تلك المراكز أدوات خطرة تهدد أمن وسلامة أفراد الأسرة وتقضي على حياتهم في أبسط خلاف فكري يحدث، مستشهدا بما شهدته المحافظة خلال السنوات الماضية من قضايا قتل مباشر من خريجي تلك المراكز راح ضحيته الآباء والامهات.
ويؤكد ضرورة مواجهة تلك الأفكار الهدامة وتعرية منهج تلك المراكز وفضح مخططها الذي يقوم على تدمير النسيج الاجتماعي ومحاربة الفكر الوسطي المعتدل، عبر النخب السياسية والاجتماعية التي تسهم في تثقيف الجيل وتوعية المجتمع بواجبه.
مضيفا بأن على المنظمات والمؤسسات الحقوقية العمل على كشف ابعاد تلك المراكز وخطرها على فكر الجيل حاضرا ومستقبلا ومخالفتها للقوانين والاتفاقات المحلية والدولية خاصة فيما يتعلق بحقوق الطفل وتعرضه للمخاطر والانتكاسات الفكرية .
دور مؤسسات الشرعية
ويضيف مسؤول إعلام المقاومة في حجة، بأنه يتوجب على مؤسسات الشرعية القيام بدورها وتوجيه كافة مؤسساتها الاعلامية والحقوقية للقيام بنشر التوعية المناسبة وإيجاد البدائل التي تحتضن الشباب وتستوعبهم حتى لا ينحرفوا ويقعوا في آتون الخرافات والاباطيل الطائفية الزائفة.
ويشيد الاشول بالدور الذي يقوم به المواطنون في مناطق سيطرة المليشيات من احجام عن الالتحاق بتلك المراكز ،رغم الحملة الشعواء التي تمارسها المليشيات للزج بالأطفال في محاضن الارهاب الفكري، لافتا إلى ما يلحظونه من مشاركة ضعيفة وإقبال محدود عليها، الا أن تأثيرها على المستوى الاجتماعي في المستقبل ينذر بكارثة مدمرة.
وأشار إلى أن أكبر جريمة على الاطلاق في هذا الخصوص هي محاولة جماعة الحوثيين استبدال العملية التربوية والتعليمية بالمراكز الصيفية الطائفية وتسخر لها مختلف مواردها وإمكاناتها المادية والبشرية وتستغل إدارتها لمناطقها بفرض قوتها على المواطنين ترغيبا وترهيبا.
وتابع: هذا أمر يبعث على القلق ؛ لخطورة ما يترتب عليه في الحاضر والمستقبل، وعلى المجتمع أن يكون حيويا، و يطلع بمسؤوليته تجاه هذا الخطر المحدق ، ويوقف هذه المهزلة التي طرأت على ثقافة اليمنيين، وعبثت بتفكيرهم.
ثقافة العنف والكراهية
وفي حديثها توقعت القيادية في المقاومة الشعبية بحجة أمة السلام جحاف، أن ينقلب السحر على الساحر، وستكون هناك صحوة وطنية تنسف وتهدم كل ما بنته مليشيات الحوثي خلال هذه الفترة الزمنية السوداء الماضية.
وتشير جحاف إلى أن من الآثار السلبية لهذه المراكز يأتي العبث بعقول النشء وزرعها بالأفكار الطائفية الهدامة، وشحنهم بالعصبية ونشر ثقافة العنف والقتل والكراهية مما يؤدي إلى التفكك الأسري والمجتمعي لدرجة أن بعض ممن تشبعوا بهذا الفكر على استعداد لقتل الآخر مهما كانت صلة القرابة.
وعن مستوى الإقبال على تلك المراكز في حجة، تقول القيادية جحاف، بأن هناك أمل كبير في صحوة مجتمعية للمقاطعة رغم تخوف الكثير، ومع ذلك يوجد من يقاطع هذه المراكز بصور غير مباشرة لا يسعنا ذكرها.
مبينة كيف تقوم المليشيات بتسخير إمكانيات الدولة ومؤسساتها، وصرف ملايين الدولارات التي تستقطعها من قوت المواطن المسكين، لتنفيذ حملتها الإعلامية التي تشارك فيها قنوات فضائية وإذاعات محلية وغيرها في كل الحارات السكنية بما في ذلك اعداد لجان خاصة من المشرفين وعقال الحارات والقرى وخطباء المساجد في الحشد لتلك المراكز والدورات الطائفية.
تقديس المجرم الحوثي
من جانبه يقول الناشط الاعلامي احمد الطميرة، بأن تلك المراكز تجعل من الاطفال "عاصين لوالديهم" ويقدموا ولائهم للمجرم عبد الملك الحوثي وأن طاعته أسبق وأولى من والديهم.
ولفت إلى أن الخريج طفل او شاب يحمل تقافة الكراهية لدرجة انه يقدم على القتل دون أي رادع ويعتبر الدين الحقيقي هو مايقوله الحوثي.
ودعى الناشط الطميرة إلى تنفيذ حملات تثقيف في كل وسائل التواصل مقروئه ومرئيه لتوضيح مساوئ ومخاطر هذه المراكز وحشد ادلة للجرائم التي ارتكبت وتناولها لتوضيح خطرها على الاسره والمجتمع، إلى جانب ضرورة مد حبال التواصل مع الاقارب والاصدقاء ونصحهم بمخاطر هذه المراكز..
مبينا بأن من أهم العوامل التي ساعدت الحوثي على جلب الاطفال والشباب إلى محاضنه، الفاقه والفقر التي يعانيها المجتمع في ظل انقطاع المرتبات، ضمن عمل ممنهج ومخطط له على قاعدة "جوع كلبك يتبعك" وبالتالي يمنيهم كذبا ويعطي سله غذائية للاسرة وتحت صغط الحاجه تسمح لابنهم الانخراط معهم.
ويؤكد الطميرة أهمية العزم على إيقاف هذا المد الحوثي فكلما طال تجذر أكثر، وبات لزاما ازالته لانه مشروع خطير، من خلال الإسراع في إنهاء الانقلاب، وإصلاح الاختلالات القائمة في مؤسسات الشرعية وفي مقدمتها وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وعودة المسؤولين لممارسة عملهم من داخل البلد.
جيل كامل في خطر
وينبه الناشط والإعلامي منير ردوه، إلى أننا أمام كارثة حقيقة حاضراً ومستقبلاً ، وخطر حقيقي على جيل كامل له آثار كارثية على الأسر وتلاحم المجتمع واستقراره، لافتا إلى أن المجتمع بات مليء بخريجي المراكز الصيفية الحوثية المشحونين بالعداء والكراهية والإرهاب.
ويؤكد ردوه على أهمية أن يعرف أولياء الأمور وأسر الملتحقين بالدروات أنهم سيكونون أول الضحايا، فبالسماح بإدخال أبنائهم هذه المراكز هم يصنعون مجرما وقاتلا، وهناك حوادث كثيرة تؤكد ذلك.
موضحا بأن هناك وعي جيد بين المواطنين تجاه هذه المراكز وخطورتها أكثر من الأعوام الماضية لكنه رغم ذلك لازال دون المستوى المطلوب، لعدة أسباب أهمها الجهل والحاجة والفقر، حيث تستغل مليشيا الحوثي جهل الناس و معاناتهم واحتياجهم للقوت الضروري فتقوم بترغيبهم بعرض سلة غذائية عليهم ومبلغ مالي للأسرة التي تسمح بذهاب ابنها إلى المركز الصيفي، وإذا لم ينفع الترغيب فيأتي الترهيب حيث يصنفون كل من يرفض الدفع بولده أو قريبه بأنهم دواعش أو مرتزقة أو غيرها من المسميات التي لا يمل الحوثيون من تكرارها وإلصاقها بكل من يخالفهم أو يرفض تنفيذ أوامرهم.
منوها الى أن على أولياء الأمور حماية أنفسهم أولاً ثم مجتمعهم بالحفاظ على أبنائهم وعدم الزج بهم إلى محاضن التطرف والموت، أما الذين لم يتعلموا الدرس بعد فسوف يجدون أنفسهم يوماً ما أمام مصيبة كبيرة وجريمة بشعة لكن بعد فوات الأوان.
بؤر للفكر الهدام
ويقول التربوي شرف القاضي، بأن هذه المراكز الحوثية تعد بؤر لفكر منحرف ضال مضل تتخرج منها عناصر مشوهة الفكر معطلة العقل فاقدة التفكير بما تتلقاه من شبهات فكرية وثقافية واقل ما يمكن أن تصاب به تلك العناصر تعطل التفكير والاستسلام للكهنة والجهل والتخلف والرجعية والعقد الفكرية.
مضيفا بأن المحافظة على النشئ من الالتحاق بها مهمة كل أب وعاقل ومشفق ومثقف في المجتمع للحفاظ على الهوية الاسلامية والوطنية.
ويشير القاضي الى أن أهم الاثار الاسرية لتلك المراكز هو فقد الابن الملتحق بها او تعبئته بالشبهات العقدية والتي يرى من خلالها من عارض ما لديه كأنه عدو وكافر.
آثار أخلاقية
وتضيف الناشطة الإعلامية مريم مشهل، بأن عدم طاعة الوالدين، واعتبارهما أقل قيمة من أصغر مشرف حوثي، وعدم احترام الأهل والأقارب، بحيث لايعترفون بابسط الحقوق، أو صلة الأرحام، تأتي في مقدمة الآثار السلبية التي تخلفها تلك المراكز الحوثية الهدامة، إلى جانب ما تخلفه تلك المراكز من آثار أخلاقية وسلوكيات سلبية على الفرد والمجتمع، حيث تجد الشخص المتخرج منها،يثير العادات السيئة في المجتمع كالتدخين والشمة، وتناول القات بشكل مفرط، والتطاول على الناس، وتهديدهم بقوة السلاح.
مشيرة إلى أن أبناء المحافظة لازالوا على مستوى عالٍ من الوعي بخطر هذه المليشيات، فالأغلب يمنعون ابناءهم من الذهاب إلى تلك المراكز، على الرغم من أن المليشيات تسخر كل إمكاناتها لجلب الاطفال والشباب، بالترغيب والترهيب، وبكل مايستطيعون.
وتؤكد الناشطة مشهل، إمكانية مواجهة تلك الحملات الداعمة للمراكز الحوثية بزيادة حملات مماثلة للتوعية والتوضيح بمساعي المليشيات الرامية لتجريف الهوية الدينة والوطنية والعبث بعقول النشء.