احتفت جمهورية الصين الشعبية اليوم الأربعاء بالذكرى الثمانين لانتصارها في الحرب العالمية الثانية بعرض عسكري كبير أُقيم في قلب العاصمة بكين بميدان تيانآنمن، حضره عدد من قادة العالم وومثلي عدة دول ووفود إعلامية أجنبية.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية الصينية (شينخوا) إن العرض العسكري شهد مرور تشكيلات مدفعية متقدمة، وأنظمة غير مأهولة، وصواريخ تفوق سرعة الصوت، وأسلحة توجهية عالية التقنية، وأنظمة إلكترونية مضادة، في استعراض لقدرات القوات المسلحة الصينية المتطورة في مختلف ميادين القتال.

وفي كلمة ألقاها خلال الاحتفالات، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن النهضة الصينية للأمة "لا يمكن إيقافها"، مشدداً على أن الانتصار تحقق في ظل جبهة وطنية موحدة ضد العدوان الياباني، وأن الشعب الصيني قدم تضحيات هائلة دفاعاً عن الحضارة الإنسانية والسلام العالمي.

وأضاف شي أن التعامل المتساوي والتعاون بين الدول هو السبيل لحماية الأمن المشترك ومنع تكرار المآسي التاريخية، مؤكداً أن الشعب الصيني سيقف على جانب الحق والتقدم البشري، ملتزماً بالتنمية السلمية والتعاون مع العالم لبناء مجتمع مستقبلي مشترك للبشرية.

وشهد العرض العسكري استعراض جميع فروع القوات المسلحة الصينية، بما فيها القوات البرية والبحرية والجوية وقوات الصواريخ والفضاء السيبراني والدعم المعلوماتي وقوات الشرطة المسلحة، بالإضافة إلى تشكيلات حرس الشرف والأعلام العسكرية للوحدات البطولية.

وعرضت الصين لأول مرة "الثالوث النووي" الاستراتيجي المكون من الصواريخ البرية والبحرية والجوية، إلى جانب صواريخ فرط صوتية وصواريخ كروز وأنظمة دفاع جوي متقدمة، وطائرات مسيرة هجومية واستطلاعية، ومعدات حربية بحرية غير مأهولة، وأنظمة الدفاع الإلكتروني ومعدات الحرب للفضاء السيبراني، ما يعكس القدرات الاستراتيجية الشاملة للقوات المسلحة الصينية.

وتم خلال الاحتفالية إطلاق 80 ألف حمامة و80 ألف بالون في السماء فوق ميدان تيانآنمن، بينما صدحت الأغنية الوطنية "قصيدة للوطن الأم"، وسط تحية المدافع وترديد النشيد الوطني، وإحياء ذكرى تضحيات الشعب الصيني خلال الحرب.

و استقبل الرئيس شي جين بينغ وزوجته بنغ لي يوان رؤساء الوفود الأجنبية وأزواجهم، وصافح قدامى المحاربين المشاركين في الاحتفالات في مشهد يعكس فخر الصين بتاريخها العسكري وإرثها الوطني.