وفد اليمن في مؤتمر المناخ يبحث مع نائب وزير الصحة الاذربيجاني تعزيز أوجه التعاون المستشار العسكري للمبعوث الأممي يطلع على نشاط مشروع مسام بمأرب اللواء ثوابة: المليشيات الحوثية تهدم أي مبادرات لإنهاء الحرب وإحلال السلام قوات الجيش تفشل هجوم لميليشيا الحوثي على قطاع الكدحة غرب تعز الأغذية العالمي: نحتاج الى 16.9 مليار دولار لمعالجة أزمة الجوع العالمية "موديز" ترفع تصنيف السعودية الائتماني عند "aa3" مع نظرة مستقبلية مستقرة رئيس الامارات يبحث مع الرئيس الاندونيسي العلاقات بين البلدين وشراكتهما الاقتصادية فريق طبي يؤكد استقرار حالة جدري الماء في ميناء نشطون بالمهرة مأرب تحتفي باليوم العالمي للطفولة ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 44,176 شهيدا و104,473 مصابا
رصد مشاعرهم/ياسر الشوافي –
نجوم الفن والإبداع يصورون فاجعتهم برحيل الأستاذ المرشد انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم أمس فنان اليمن الكبير المناضل الأستاذ محمد مرشد ناجي عضو مجلس النواب سابقا الذي توفي في منزله بمدينة عدن عن عمر ناهز الثمانين عاما قضاها في خدمة وطنه اليمن ووطنه العربي الكبير أيضا نعم فقد كان الأستاذ المرشدي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته من المناضلين الوطنيين الكبار ممن لعبوا دورا كبيرا فنيا وسياسيا وأدبيا في إنجاح ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين وانضم مبكرا لحركة القوميين العرب كما ساهم في انجاح الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وتغنى بهما وغنى لهما أيضا وغنى للثورات العربية المختلفة ثورة مصر والجزائر والعراق وغيرها. كما كان الأستاذ المرشدي رحمه الله أستاذا عملاقا بالفنون اليمنية بأنواعها وبالموسيقى والغناء والطرب كان أستاذا بالأدب كأديب وكاتب فريد الأدب والشعر والصحافة ولاعب رياضي كبير مشهور وأستاذ في السياسة والنضال الوطني ايضا. فقد كان رحمه الله أول فنان يمني في الشطرين الشمالي والجنوبي يقدم الأغنية الوطنية أواخر الأربعينيات وبداية الخمسينيات أي قبل قيام الثورتين فترة طويلة حيث غنى ضد المستعمر الغاصب في الشطر الجنوبي من الوطن مثل (اتحاد) و(يا ظالم) وبعدها (يذي عشت في نارين) (جاء دورك يا بن الجنوب) و(يا شاكي السلاح) وغيرها الكثير من الأعمال التي أقلقت وزعزعت عرش المستعمر البريطاني حينها وتعرض المرشدي للكثير من المضايقات بسببها ولا ننسى أنشودة قائد الجيش البريطاني (مسكين ارتبش) أيضاٍ وغيرها الكثير لا يتسع المجال الآن لذكرها أيضاٍ. وغنى لثورة 26 سبتمبر أيضاٍ الكثير كان أولها (أنا الشعب زلزلة عاتية) التي ما أن سمع بقيام ثورة سبتمبر حتى سجلها بجهاز تسجيل عادي أثناء جلسة المقيل وأرسلها إلى إذاعتي تعز وصنعاء لبثها وبعدها (صوت المذيع) و(شعبي ثار اليوم) و(إلا المحبوب في صنعاء) وغيرها الكثير.. كانت قضية الوحدة الوطنية شغله الشاغل رحمه الله وارتأى أن يكون للفن الأكبر في تحقيق هذا الهدف الغالي النبيل ونشر الوعي الوطني الوحدوي الأكبر فإلى جانب مشاركته الفنية الغنائية في الثورتين كانت أغانيه الوطنية لا تخلو من التأكيد على وحدة اليمن أرضاٍ وإنساناٍ وعدم تأثير الحدود الوهمية المصطنعة بين الشطرين فإلى جانب مشاركته الفعلية في احتفالات ثورة 26 سبتمبر كل عام ابتداء من عام 1963م العيد الأول للثورة السبتمبرية والذي كانت مشاركته فيه بدعوة رسمية من الرئيس الراحل عبدالله السلال فقد كانت أغانيه الوطنية مثل (هنا صنعاء العتيدة – هنا عدن المجيدة) من الروائع الثورية الوحدوية بنفس الوقت وأغنية (إلى المحبوب في صنعاء) و(الوحدة الكبرى) و(يا ثورة سبتمبر) و(صنعاء الكروم) وغيرها الكثير. ولا ننسى رائعته الوحدوية العظيمة التي تغنى من خلالها باليمن وبالأقطار العربية عامة وهي (يا بلادي). وهناك الكثير والكثير من ابداعات وروائع وأعمال ومواقف هذا الفنان العملاق الذي كان إحدى القامات اليمنية الشامخة كشموخ جبال شمسان وعيبان ولا يتسع المجال لهذه العجالة وهذه المساحة البسيطة لذكرها وستتابعونها في الأعداد القادمة من صحيفة الثورة الغراء. وقد توالت الاتصالات والأحاديث والتعازي عن هذا الفنان العملاق والتي انهالت على فنون الثورة منذ انتشار خبر وفاته يوم أمس من كبار المسؤولين والفنانين والشعراء والأدباء والسياسيين أيضاٍ.. والذي سننشر أحاديثهم بهذه الواحة ابتداء من هذا العد. رصد مشاعرهم/ياسر الشوافي تحدث الأستاذ الدكتور عبدالعزيز المقالح عن صديقه ورفيقه الفنان الراحل محمد مرشد ناجي بكل حزن وأسى قائلاٍ: – برحيل المناضل وفنان اليمن الكبير الأستاذ محمد مرشد ناجي تفقد اليمن أحد رموزها وآخر أعلامها المرموقين في المجال الفني والوطني بشكل عام.. والذي لعب دوراٍ وطنياٍ كبيراٍ وأسهم في نشر الوعي الثوري والوطني ونشر تطلعات الشعب نحو الحرية والتقدم.. وأسهم في ارتقاء الذائقة الفنية والإبداعية بشكل عام وتحرير التذوق والعقول من ركام التخلف والإنحطاط. إن رحيل هذا الفنان الوطني العظيم والغيور.. يشكل صدمة قوية وخسارة كبيرة في نفوس محبيه وهم كل أبناء الشعب الذي تابعه محباٍ ومعجباٍ به منذ بداياته الأولى وحتى آخر إبداعاته التي سكنت كل ربوع اليمن قبل أن تسكن قلوب ووجدان أبنائه. > ولن أضيف جديداٍ إذا ما قلت إن علاقتي بالصديق الراحل والفنان الكبير أبو علي تعود إلى أواخر الخمسينيات وربطتني به علاقة صداقة حميمة طوال هذه العقود حتى وفاته رحمه الله حيث كان لنا لقاءات وذكريات كثيرة داخل الوطن وخارجه أي في القاهرة أيضاٍ. وقد قدمنا بعض التعاونات الفنية الغنائية كان آخرها عمل ديني تصوفي من خلال قصيدة (مدد مدد) والتي يبتهل من خلالها إلى الله سبحانه وتعالى بأداء ولحن رائع وجميل يقول مطلعها: مدد .. مدد ..مدد غيرك في الوجود لا أحد الأزل القديم أنت والأبد يا خالد الزمان والمكان لا شريك لك لا ولد أنت الجمال والكمال والسلام والصمد إلى آخر هذه الرائعة التصوفية التي أعطاها الأستاذ المرشدي بصوته وأدائه هيبة وجلالاٍ وهي آخر عمل سجله بصوته طبعاٍ .. وقد سجلها للإذاعة وللفضائية اليمنية لكننا لا نشاهدها للأسف لا نعرف لماذا¿! وأتمنى من الفضائية اليمنية وكل قنواتنا التلفزيونية الرسمية والخاصة وكذلك الإذاعات بث أعمال الأستاذ المرشدي الكثير التي لم نعد نراها أو نسمعها منذ سنوات برغم جمالياتها وقوتها الوطنية والاجتماعية وغيره .. وبث مثل هذه الأعمال يساعد في رفع الذائقة العامة لدى المشاهدين والعامة ونشر الوعي الوطني بين المجتمع. وكذلك بعد عودتي من مصر حيث تواصلت اللقاءات وتكررت في صنعاء فقد كان رحمه الله كلما يأتي إلى صنعاء قبل الوحدة أو بعدها لا بد ما يتصل بي ويزورني في مركز البحوث أو المنزل – وكذلك كانت تجمعنا أغلب الجلسات في منزل الصديق العزيز الاستاذ محمد سالم باسندوة.. والذي كان الاستاذ المرشدي يحظى بمحبته الكبيرة وبحفاوته الكريمة طوال تواجده في صنعاء وكان ديوانه أو مقيلة شبه منتدى وملتقى لكل الأدباء والفنانين والسياسين وغيرهم.. وكان الاستاذ محمد باسندوة يصر علينا بالحضور إلى مقيلة طيلة تواجد الاستاذ المرشدي بصنعاء وكما هي عادته دوماٍ طبعاٍ وجلسات ولقاءات أخرى في منزل الصديق العزيز الاستاذ علي الخضر وهو صديق ورفيق درب المرشدي أيضاٍ رحمه الله جميعاٍ. ولا ننسى أن نشير إلى أن الاستاذ الكبير محمد مرشد ناجي رحمه الله لم يكن فناناٍ مؤدياٍ ومطرباٍ وموسيقياٍ فحسب بل كان أستاذاٍ بمختلف المجالات كاتباٍ وشاعراٍ متمكناٍ ومناضلاٍ وطنياٍ وسياسياٍ أيضاٍ تابع في عقلة وشعرة وفكرة وفنه وإبداعاته كل الأحداث الوطنية وعاصرها وساهم فيها أيضاٍ قبل الثورة وبعدها. ولا يسعني في هذه الآونة والحيز البسيط الذي لا يكفي للحديث عن هذا الفنان والوطني العملاق والذي يحتاج إلى الوقت والمساحة طبعاٍ لا يسعني في هذه العجالة سوى أن أقول بأنني حقاٍ حزين من أعماق قلبي وإلى أقصى حدود الحزن والألم لفراق الصديق العزيز والهامة الوطنية الفنية الاستاذ المرشدي كما لا يسعنا إلا أن نعزي أنفسنا وأسرته وكل محبيه وعامة أبناء الشعب اليمني بفقدان الاستاذ الراحل محمد مرشد ناجي وسلام الله عليه وإلى جنة الخْلد أيها الفنان الوطني العظيم.