دجال الامامة عبدالله بن حمزة ونزعتة الدموية والعنصرية
الساعة 09:57 مساءً

النزعة الاجرامية العنصرية التي يمارسها الحوثيون اليوم ويدركها ويعاني منها أبناء اليمن ليست إلا امتدادًا لتاريخ طويل من المعاناة والقهر واستباحة دماء اليمنيين وأموالهم ومنازلهم على مدار ألف ومائتي عام قام بها الأئمة العنصريون كلما واتتهم فرصة للوصول للحكم والسيطرة على السلطة.

فإذا كان حصر الولاية والسلطة في البطنين الحسني والحسيني قد حرم اليمنيين من حقوقهم السياسية وهم أرباب الدول والحضارات، فإن مبدأ خروج الإمام شاهرًا سيفه المنصوص عليه في كتب الفقه الزيدي الهادوي، قد حرم اليمنيين من حق الحياة نفسها لأن هذا المبدأ قد أقر السطو المسلح على السلطة كشرط لتولي الإمام للولاية فأغرق اليمن في الفتن والحروب. 

وكان وقود معارك الأئمة، مع الأسف هم أبناء القبائل اليمنية الذين يتم استقطابهم صغارًا عبر حلقات التعليم المذهبي، ويتم من خلالها غسل أدمغتهم وسرعان ما تتحول مدارس التعليم الإمامي إلى متارس فتشتعل الحروب والفتن ويكون أبناء القبائل هم الضحايا بحسب المثل الذي أطلقه الإماميون "الحجر من القاع والدم من رأس القبيلي" ولا يقاتل السلاليون إلا بعد تجميع جيش من أبناء القبائل ويطلقون عليهم "خط حماية السلالة ووقود الحرب".

وفي هذا السياق، سنتكلم عن إجرام إمام من أئمتهم الدجال والمجرم الكبير عبدالله بن حمزة، الذي قام بإبادة وقتل مائة ألف يمني من فرقة المطرفية الذين قالوا بجواز تولي اليمنيين للسلطة والحكم والولاية وعدم حصرها في النسب العلوي. ثم أنشد هذه المنظومة العنصرية المقززة وهو يسبح في بحيرة من دماء أبناء اليمن 100 ألف قتيل:
ما قولكم في مؤمنٍ صوام
موحد مجتهد قوام
حبر بكل غامض علام
وذكره قد شاع في الانام
وهو الى الدين الحنيف ينتمي
محكم الراي صحيح الجسم
وماله أصل إلى آل الحسن
ولا إلى آل الحسين المؤتمن
بل هو من أرفع بيت في اليمن
قد استوى السر لديه والعلن
ثم انبرى يدعو إلى الإمامة
لنفسه المؤمنة القوامة
ما حكمه عند ثقاة الفضل
لما تناءى اصله عن اصلي
ولم يكن من معشري واهلي
أهل الكساء موضع علم الرسل 
أما الذي عند جدودي فيه
فيقطعون لسنه من فيه
ويؤتمون ضحوة بنيه
إذ صار حق الغير يدعيه
يا قومُ ليس الدرُ قدراً كالبعـَرْ
ولا النضارُ الأبرزيُّ كالحجرْ
كلا ولا الجوهرُ مثل للمدر
فحاذروا في قولكم مسَّ سقرْ
حمداً لمن أيدنا بعصمتهْ
واختصنا بفضله ورحمتهْ
وصير الأمر لنا برمتهْ
من كل من أظهر من بريتهْ
صرنا بحكم الواحد المنانِ
نملك أعناق ذوي الإيمان
العلم في آل النبيِّ من صِغرْ
نصَّ عليه جدهم خير البشرْ
وغيرهم ليس بمغنيه الكبرْ
لو شاب شعر رأسه أو انتثرْ

هذه المنظومة لدجال الامامة تبين نزعته العنصرية إلى جوار نزعته الدموية ففي سياق رده على فرقة المطرفية الذين قالوا بجواز تولي اليمنيين للولاية والسلطة والإمامة يقول بأنه لو كان هناك يمني من أرفع بيت في اليمن تتوفر فيه كل خصائص القيادة من العلم والتقوى والمقدرة ولا ينتمي للسلالة من أبناء الحسن أو أبناء الحسين فحكمه أن يقتل ويكون أولاده أيتامًا:
وماله اصل الى آل الحسن 
ولا إلى آل الحسين الموتمن
أما الذي عند جدودي فيه
فينزعون لسنه من فيه
وييتمون جهرة بنيه
ثم يؤكد نزعته العنصرية الشيطانية بقولة:
يا قوم ليس الدر قدرا كالبعر
ولا النظار الابرزي كالحجر
كلا ولا الجوهر مثل للمدر
فحاذروا في قولكم مس سقر

فالسلالة عند هذا الدجال خلقوا من الدر والذهب والجوهر وأبناء اليمن أرباب الدول والحضارات وسكان اليمن الأصليين خلقوا من مدر وبعر وحجر. 

إن الشيطان نفسه احمر وجهه خجلًا من عبدالله بن حمزة لأن الشيطان كان عنده شبهه عندما قال "أنا خير منه خلفتني من نار وخلقته من طين"، أما عبدالله بن حمزه فلا مبرر له بأن يقول السلالة خير من اليمنيين لأن الجميع من طين، وبهذا يتضح أن شيطان الإنس هذا أشد خطرًا من شيطان الجن. 

إن الفكر السياسي الزيدي الهادوي فكر عنصري سلالي يضرب مقاصد الإسلام في العمق، الداعية إلى الشورى والمساواة والعدالة والحرية وليست أقوال وأفعال هذا المجرم الإمامي حالة شاذة لا تعبر عن الفكر الإمامي بل إن هذه الأطروحات والأقوال والأفعال الإجرامية التي استباحت دماء اليمنيين وأموالهم وبيوتهم واستأثرت بالسلطة والثروة والمعرفة هي سلوك جميع الأئمة الذين حكموا اليمن ابتداء من الرسي وانتهاء بالحوثيين.