وفد اليمن في مؤتمر المناخ يبحث مع نائب وزير الصحة الاذربيجاني تعزيز أوجه التعاون المستشار العسكري للمبعوث الأممي يطلع على نشاط مشروع مسام بمأرب اللواء ثوابة: المليشيات الحوثية تهدم أي مبادرات لإنهاء الحرب وإحلال السلام قوات الجيش تفشل هجوم لميليشيا الحوثي على قطاع الكدحة غرب تعز الأغذية العالمي: نحتاج الى 16.9 مليار دولار لمعالجة أزمة الجوع العالمية "موديز" ترفع تصنيف السعودية الائتماني عند "aa3" مع نظرة مستقبلية مستقرة رئيس الامارات يبحث مع الرئيس الاندونيسي العلاقات بين البلدين وشراكتهما الاقتصادية فريق طبي يؤكد استقرار حالة جدري الماء في ميناء نشطون بالمهرة مأرب تحتفي باليوم العالمي للطفولة ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 44,176 شهيدا و104,473 مصابا
علي ناجي الرعوي –
منذ أربعة أيام أو خمسة رحل عنا المجدد لتراث الأغنية اليمنية بمدارسها السبع وألوانها المتعددة الفنان القدير محمد مرشد ناجي والذي بوفاته خسرت الساحة الثقافية والفنية اليمنية مبدعا◌ٍ ومثقفا كان فنان عصره وزمانه الذي لن يتكرر. صحيح إن الأغنية اليمنية قد فقدت في السنوات الأخيرة الكثير من روادها وعمالقتها غير أن غياب فنان عظيم بحجم المرشدي لابد وأنه يستوقفنا ويؤلمنا في ذات الوقت¡ فالمرشدي كان مدرسة أكثر منه فنانا◌ٍ أو موسيقيا◌ٍ بل انه ثائر التصق بكل أحاسيسه ومشاعره الجياشة بالحركات الثورية الوطنية ودورها في صناعة تاريخ اليمن المعاصر. * * * لقد عرفت المرشدي عن قرب فلم ينقطع اتصاله بي سواء حينما كنت في صحيفة الجمهورية أو صحيفة الثورة أو خارجهما حيث وجدته على الدوام رجلا◌ٍ معتدا◌ٍ بنفسه ومحترما◌ٍ لشخصه وفنه ومدركا◌ٍ لمحيطه وصاحب موقف وطني وأخلاقي إلى درجة انه الذي عاش مسكونا◌ٍ بهموم الناس حتى في اشد السنوات معاناة اضنته فيها أوجاع القلب ومتاعب أواخر العمر .. ولا اشك على الاطلاق أن كل من عرف المرشدي عرفه إنسانا وفنانا◌ٍ مرهف الإحساس من الطراز الفريد. * * * ولان المرشدي قامة بهذا الحجم فقد وجدت نفسي حينما علمت بنبأ وفاته اصرخ بحرقة شديدة في حضور عدد من الاصدقاء : كيف مات المرشدي¿ حتى ان الصديق العزيز عبدالملك المخلافي الذى كان من ضمن الحضور كاد ان لا يصدق الخبر فسارع الى الاتصال بنجل المرشدي (علي) ليسأله عن صحة والده فكان الجواب : نعم مات المرشدي واقفا◌ٍ على احد سلالم (مول عدن) الذى اعتاد على زيارته كلما احتاج لنزهة التسوق فكان حزننا عليه بمستوى حزننا على القيم التى حملها طوال حياته حيث مات المرشدي دونما ان نسمعه ذات يوم يشكي او يتوجع من الا◌ِم (الصمام التاجي) فداهمته سكتة دماغية فتوقف النبض فيما كان الجسد واقفا◌ٍ قبل ان يفقد اخر عناصر مقاومته معلنا◌ٍ انتقال المرشدي الى جوار ربه بعد اكثر من ثمانية عقود حفل معظمها بعطاء ابداعي ووطني سخي سيظل محفورا◌ٍ في ذاكرة الاجيال. * * * ربما يتسأوى الناس في الموت ولكن مايميز المرشدي عن غيره انه الذى مات واقفا◌ٍ كما بدأ مشواره الفني والموسيقي واقفا◌ٍ برائعة الشاعر الفذ المرحوم/ محمد سعيد جراده (وقفة) والتى لحنها وقدمها المرشدي بشكل فاجأ الجميع حتى ان احد النقاد قال حينها : بـ (وقفة) ولد المرشدي واقفا◌ٍ .. دون ان يعلم ذلك الناقد ان المرشدي ايضا◌ٍ سيموت واقفا◌ٍ وعزاؤنا في الراحل انه الذى ترك مخزونا◌ٍ كبيرا◌ٍ من عطاءاته الفنية والابداعية التى ستبقى متوهجة في ذاكرة الزمان والمكان على مر الحقب والمراحل كما هو شأن كل مؤلفاته واهمها (اغنيات شعبية) و( الغناء اليمني ومشاهيره) و (صفحات من الذكريات) و (اغنيات وحكايات). ولا ادري هل هناك من سيجرؤ بعد رحيل المرشدي على اداء اغنية (اراك طروبا◌ٍ) المنسوبة ابياتها ليزيد بن معاوية وذلك في الغالب غير وارد لان فنانا◌ٍ اخرا◌ٍ يستحيل ان يكون بمواصفات ومميزات وثقافة المرشدي واتقانه لفن الالقاء الصوتي وطرائقه المتعددة والمتنوعة .. وذلك ماسيجعل المرشدي باقيا◌ٍ في ذاكرتنا .. ولنقرأ له الفاتحه.