وفد اليمن في مؤتمر المناخ يبحث مع نائب وزير الصحة الاذربيجاني تعزيز أوجه التعاون المستشار العسكري للمبعوث الأممي يطلع على نشاط مشروع مسام بمأرب اللواء ثوابة: المليشيات الحوثية تهدم أي مبادرات لإنهاء الحرب وإحلال السلام قوات الجيش تفشل هجوم لميليشيا الحوثي على قطاع الكدحة غرب تعز الأغذية العالمي: نحتاج الى 16.9 مليار دولار لمعالجة أزمة الجوع العالمية "موديز" ترفع تصنيف السعودية الائتماني عند "aa3" مع نظرة مستقبلية مستقرة رئيس الامارات يبحث مع الرئيس الاندونيسي العلاقات بين البلدين وشراكتهما الاقتصادية فريق طبي يؤكد استقرار حالة جدري الماء في ميناء نشطون بالمهرة مأرب تحتفي باليوم العالمي للطفولة ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 44,176 شهيدا و104,473 مصابا
بقلم أ/راشد محمد ثابت – الاستخبارات البريطانية تفرض الحصار عليه وتمنع حفلاته وتمنعه من السفر للخارج كان يعتصر طرباٍ ليخرج لنا تلك الالحان الشجية والروائع الرفيعة (الحلقة الثانية)
قبل أكثر من ثلاثة أعوام تقريبا عزم عدد من محبي فنان اليمن الكبير محمد مرشد ناجي رحمه الله الاحتفاء بعيد ميلاده الثمانون بطريقة مختلفة حيث كان منتدى رواد الغد يستعد للاحتفاء بعيد ميلاد المرشدي في صنعاء وتكريمه بنفس الوقت من خلال احتفائية فنية كبيرة كان يستعد لها المنتدى بالتنسيق مع عدد من الجهات والفنانين والأدباء وأصدقاء الفنان المرشدي. وبدأ الاستعداد لهذه الاحتفائية الفنية الكبيرة فعلا وتم التنسيق مع عدد من أصدقائه المقربين ممن عاصروه للحديث عنه بالاحتفائية والتنسيق مع عدد من الفنانين ممن تغنوا بأغانيه للمشاركة بتقديم هذه الاعمال بالاحتفائية … إلخ. وكان محبو الأستاذ المرشدي والقائمون على هذه الاحتفائية حينها والمنتدى قد طلبوا من المناضل الكبير الاستاذ راشد محمد ثابت المناضل والسياسي والأديب المعروف ووزير الدولة لشئون الوحدة اليمنية في الشطر الجنوبي سابقا بضرورة المشاركة بالحديث عن المرشدي كونه أحد رفاق دربه النضالي واستعد الاستاذ راشد لتلك الاحتفائية التي تأجلت بسبب مرض المرشدي وتنفرد فنون الثورة بنشر هذه المادة النوعية الرائعة بهذا العدد فإلى السطور التالية:ـ
حياة مليئة بالمتاعب والمصاعب > ولم تكن حياة الفنان المرشدي خالية من المتاعب والمصاعب فقد تعرض الفنان للتعسف على نطاق الوظيفة في المؤسسات الحكومية والشركات التي عمل فيها حين تعرضت أعماله الفنية للتوقيف في أكثر من مناسبة ومنعت عنه أجهزة الإعلام تسجيل الأغاني الوطنية وتعرضت الحفلات الفنية التي كان يقيمها الفنان في المدن الرئيسية والأحياء الشعبية للتوقيف والمصادرة كما منع من السفر إلى خارج عدن للأغراض الفنية وظل تحت المراقبة والتهديد من قبل الاستخبارات البريطانية بسبب اصراره على الإنتاج المستمر للأناشيد والأغاني الوطنية التي تمجد كفاح الشعب وتدعو إلى الثورة ضد الاستعمار وعملائه وبقي المرشدي يتجدد ألحاناٍ وأناشيداٍ وبقيت أغانية الحماسية نشيد المواطن اليمني في كفاحه المستمر ضد الاستعمار والإمامة حتى فجر الانتصار وتحقيق الاستقلال الناجز.. > كان الفنان المرشدي كما عرفنا من أقربائه ومحبيه يصرف جل أوقاته في صياغة الألحان التي ترضي أذواق المستمع وتطرب لها الوجدان والقلوب وكان إحساس الفنان بالواقع يتماثل تماماٍ مع موقفه الشعوري الذي يتجسد بصيغة الألحان المعبرة تعبيراٍ صادقاٍ عن رؤيته للحياة وانحيازه لأبناء وطنه من أصحاب الجباه العرقانة والقلوب العامرة بالحب والوئام والأمل ومن واقع هذه السمات البارزة في حياة الفنان محمد مرشد ناجي كان يقضي الأيام والليالي في خيمته الإبداعية وهو يعتصر طرباٍ على أوتار عوده حتى يخرج بحصيلته اللحنية التي تشجي الوجدان وترضي الأذواق المتعطشة لجديد هذا الفنان المبدع من الأغاني الوطنية والوصفية والعاطفية. الفنان المرشدي كان فريداٍ في عطائه الفني وبالذات حينما يغني للحقل والمزارع وللخضرة والجهيش من الثمار وحين مزج الخضرة بجمال المرأة الريفية التي تشكو من البين والحرمان وهي تتطلع إلى كل عابر. في الطريق يوافيها بجواب عن هوى الحبيب الذي جفف الدموع من شدة اللوعة وطول الجفا حينما شدا من كلمات الاستاذ احمد الجابري:ـ اخضر جهيش مليان حلى عديني بكر غبش شفته الصباح بعيني يملى الجرار ريق الندى رحيقه يروي ضما من ضاع عليه طريقه قلبي كرب وزاد من كريبه كيف يصطبر والناس تشوف حبيبه لاهو قدر ولا وصل رسوله يعطي الجواب كيف الهوى قولوا له > وقد أدرك الفنان المبدع محمد مرشد ناجي ان جمال الحياة هو ان ينمو الانسان ويعيش في عمق هذه الحياة التي يكتشف فيها كل يوم القيمة الحقيقية للوجود الذي يرتبط بحب الناس والاماني المشتركة التي تملأ جوانح المبدع وتزوده بالامل والالهام لذلك التزم الفنان القدير الابداع الراقي بتقديم الفن اليمني الاصيل وجدد في معانيه ومضمونه مع مراعاة خصائص البيئة التي عاشها ومن ثم انتج الالحان التي تواكب ظروف التطور في الحياة الجديدة للمدينة عدن مع المحافظة على اصول الفن ومستلزمات الصدق الفني في إجلاء المشاعر والوجدان وكان المرشدي من أولئك الفنانين العرب الذين يبحثون عن مناخات الابداع والخلق المرادفة لحرية الفنان وانطلاقته الفنية والفنان المرشدي من هؤلاء المبدعين الذين الفوا الابداع على انه حرية قبل كل شيء وهي الحرية التي تنصقل بالتزامها المسؤولية الوطنية والضمير الانساني الحي وتلتزم في الوقت ذاته بالاماني النابضة بالحرية والعدالة الاجتماعية الآمنة. > وفي مشاركته الفعالة بقصد التأثير على المتلقي في ميادين الكفاح شدا المرشدي باروع الالحان والاغاني الوطنية بل واقواها حماسا حين حث الشعب على انجاز الانتصار على قوى الاستعمار وأشاد بالبطولات والرجولة التي يتحلى بها الثوار وهم يخوضون اشرف المعارك ضد الاستعمار في الجنوب وكانت احدى اناشيده تنادي الشعب باحتضان ابنائه الذين يموتون من أجله وان الفداء بالارواح تهون من أجل الوطن : انتصرنا.. انتصر شعب الجنوب والتقينا بعد ما كنا شعوب شعب واحد.. روح واحد والوطن للشعب كله.. في الجنوب بشر بالامل بعد الانتصار الذي حققه الشعب اليمني في المدن والجبال بالاعتماد على أساليب الكفاح الذي تعزز بالتصميم والتضحية بالغالي والنفيس طريق الانتصار وتحقيق الحرية وبناء الأرض الغالية وحماية سيادة البلاد واستقلالها حين يقول:ـ في بلادي كل واحد مننا يقدر يعيش والأمل في الشعب أكبر والعمل ما ينتهيش المثقف.. والمواطن والمزارع في الحقول واللي يبني واللي يعمل في الأعالي والسهول شعب واحد.. روح واحد > وإذا كانت الثقافة تمد الانسان بالثمار الشهية التي يطيب للآخرين تذوقها وهضمها فإن الفنان المرشدي قد نهل من منابع الثقافة وألوانها المختلفة ما مكنه من تنمية وتطوير وعيه ومداركه الابداعية وتحديد رؤيته للحياة واتجاهاته الفكرية والعاطفية وهي الاتجاهات التي ظلت تمده وباستمرار بإمكانية الخلق الفني والابداع المتجدد.. وتتجه به نحو تحقيق أهداف واضحة يعيش لها ومن أجلها وهو يتطلع إلى ان تكون حياته مع حياة الآخرين مليئة بالأمل والتصورات ومتجددة بمقاصدها التي لها قدرة التحكم بالمذاق والتكوين النفسي والثقافي السليم ولها أيضا قدرة التغيير للخصائص القديمة بفعل التأثير الابداعي الفني والثقافي المتجدد الذي يساهم في تكوين الانسان عقليا ووجدانيا وإزالة العادات البالية والموروث الثقافي المعيق. والابداع الفني الغنائي الذي يدخل في إطار المكون الثقافي العام قد ميز المرشدي في انتاجه المتجدد في اللحن والآداء وجعل طابعة الغنائي باينا في باكورة الحانه التي اطربت مذاق الانسان اليمني حين توشحت طابع الاصالة باستحواذها على اذواق المستعمين الذين تشنفت اسماعهم وتشربت عواطفهم من ألوان الغناء اليمني الذي كان يشدو به صوت الفنان المرشدي وتردده الالسن باصالته الفنية التي ظلت عابقة برائحة التراث العريق والوان الغناء الصنعاني واللحجي واليافعي والحضرمي وغيرها من ألوان الفن اليمني المتنوع والغزير. في اغنيته التي يتميز فيها لون المرشدي وطابعه الطربي استبشر الفنان بطلعة الحبيب الذي هل هلاله بروعة الجمال الآسر الذي ان تعداه العذال في الطريق يقتلهم بلحظة ويدوس على فضولهم عابرا دون ان يابه بهم أو بأرواحهم الهائمة عندما غنى من كلمات الشاعر الكبير علي بن علي صبرة: أهلا بأحبابي وبيت ناسي حيا على عيني وفوق راسي أهلا بكم يانشوتي وكأسي ومن لحبه قد خلقني الله قلي سلام وافتش على محيا مثل القمر لما استوى اليا وضمني حتى التوى عليا كالغصن لكن وسط جنة الله > وفي ألحانه الشجية اغاريد تفيض من نبع غزير ينساب على الافئدة ليضفي عليها مباهج النشوة في لحظة تكون فيها الاشواق حانية على القلوب الملتاعة والمستهامة والوجدان يصيخ إلى صنوف من الاغنيات العذاب التي تفجر بالنغمة الصادقة براعم الحب في المهج وتفتش في حنايا القلب عن مكنون الهوى الذي يسكن في الضلوع ويجيش في زوايا الصدور الملتهبة. > وفي اللحن الذي اختاره المرشدي لاغنيته (لقاء) البسها من اغاريده الفواحة ما يبعث في حنايا الوجدان عبق الروابي والازهار ومروج الخضرة في الشعاب ويفرش الرياحين على بساط اللقاء الذي يستبشر فيه الحبيب بازاهير العيد وترانيم السعادة على فراش ناعم من مخمل الورد تتجلى في رحابه رقة الخد ونعيم اللقاء الذي تتخلله احاديث الرجاء مع التمني حين شدا من كلمات الراحل محمد سعيد جرادة: يا حبيبي أي عيد أي سعد سوف تبقى هذه الليلة عندي عندنا ورد حكى رقة خد ومدام اشبهت فرحة وعد وفراش ناعم المخمل وردي واحاديث صبابات ووجد سوف احيا هذه الليلة وحدي وسيحياها رواة الشعر بعدي وفي مكان آخر من اغانيه الوطنية كان المرشدي الفنان والمثقف يفتش في رحاب الوطن عن حضن فسيح وحنون يضمه مع جراح التمزق ويخفف عن كاهله جور المحن القاسية ثم يعينه على اعتلاء الذرى العالية وتحقيق الأماني في الوحدة التي تتسع لمناحي الحياة ووهج القلوب النافحة بالحب والوئام: نقشت لك ياحبيب في كل بقعة علامة في كل أرض اليمن بسحرها والوسامة… إلى آخر هذه الرئعة وهي من كلمات الشاعر الكبير علي مهدي الشنواح. > غنى المرشدي للوطن وشدا بالالحان الجميلة المعبرة التي تتغنى بامجاد الوطن وهموم ومطامح الانسان اليمني وترسم في الوقت نفسه قسمات وملامح الوطن الجديد كما غنى للمرأة التي عانت الكثير من الاضطهاد والحرمان وكان الفنان المبدع والمثقف محمد مرشد ناجي يدرك عمق العلاقة الروحية والعاطفية التي تنشأ بين المرأة والرجل وهي العلاقة التي انبثقت في زمن كان اسبق من فجر ميلاد الانسانية على وجه الأرض وتوثق رباطها العاطفي أكثر بين الرجل والمرأة بعد لقاء آدم وحواء في رحاب الجنة الطاهرة ولازالت هذه العلاقة وستظل محور الحياة الانسانية في تنوعها وتجددها المتتابع والخلاق إلى مالا نهاية. الفنان المرشدي يصف المرأة بظبي شمسان حين تخطر بدلالها الانثوي ترنو بطرفها وهي تحيي الحبيب خجلا والحياء يطفر من وجنتيها الموردتان والجاثيتان على محياها الذي يكتسي بلواعج الحب وانين الاشتياق عندما غنى من كلمات الراحل لطفي أمان: ظبي من شمسان حيا في خفا.. ورنا قلت له بالله خلينا كفى.. مابنا الهوى في ذا الزمان من غير وفا.. أو هنا يارشا شمسان يكفي لاهنا.. مابنا كم عشقنا ورمانا عشقنا.. للضنا تشتي تعرف أيش معاناة الضنى.. شوفنا > إن ادراك المرشدي لحقيقة الرابط الوجداني والحياتي بين المرأة والرجل نابع من فهمه العميق للتجربة الانسانية ومعنى العلاقة الايجابية والخلاقة التي تزحف بالانسان إلى غايات نبيلة وانسانية لا حدود لها.. وهي العلاقة التي تسمو بمراميها إلى درجة الكمال والرفعة بعيدا عن ما يشوبها من النزوات الجنسية التي مبعثها النوازع الحيوانية وهي النوازع التي تهبط بآدمية الانسان إلى سعار الجحيم والرذيلة الممقوتة وهكذا كانت الالحان والكلمات التي يشدو بها الفنان المرشدي تتحرى الرقي الاخلاقي وتمجيد فضائل العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة التي تستوعب المشاعر الوجدانية للحياة في شتى مظاهرها واعمق اسرارها. > وقد ارتسمت الالحان العاطفية للفنان المرشدي في وجدان واحاسيس المواطن اليمني حتى اضحى صوت الفنان بانغامه العذاب سمة من سمات الايقاظ العاطفي عند كل انسان يستمع إلى روائع الفنان المرشدي وهو يشدو باعذب الالحان التي تزرع في حنايا الوجدان ترانيم الوتر الاسمى والاليق تلك الترانيم التي تنساب بانغامها الطروبة إلى احشاء العاطفة تداعب العلاقة الوجدانية المتوهجة بين الرجل والمرأة وتعزف على أوتارها الحساسة ما يناسب من الالحان والايقاعات الراقية والمتجددة. في اغنيته العاطفية مش مصدق افضى الحبيب بعواطفه الجياشة حين عبر عن دهشته بلقاء محبوبه ولم يصدق انه قد انتقل من الخيال إلى الوجود واصبح بين الاحضان يبادله الهمسات والنظرات بل ويصب على مسامع المحبوب اعذب الكلمات التي تصفه باغلى من دنيا وجوده وانه معنى من جمال الكون ومن نوره وسره وازهاره العطرة. انت وحدك حاجة ثانية كنت ادور لك.. واحلم بك واشتاق لك كثير.. كنت اهب لك كل ليلة دنيا من حبي الكبير جنة بالانوار والازهار والسحر المثير.. وانته لا تدري بقلبي كيف لا عندك يطير كيف اضحك واعشق النار التي بين الضلوع كيف انثر لك احاسيسي واشواقي دموع.. إلى أخرها وهي من كلمات الاستاذ لطفي أمان يتعرض لهجوم عنيف تعرض الفنان محمد مرشد ناجي لهجوم عنيف شنته بعض الاقلام الظلامية حين اختار المرشدي لالحانه الكلمات من الشعر الوطني الذي قيل في الحب والحنين والشوق الذي يتحرق باللوعة إلى الحبيب أو إلى الوطن ويعتبر من الشعر الغنائي الغزلي الذي يحرك كوامن الحب في احشاء العواطف والوجدان وهو الحب الذي يخلق مع أسمى المشاعر العاطفية وأشرفها وقد اشتدت الحملة الصحفية على الفنان المرشدي يوم أن غنى أغنيته الغزلية «إليها» وهي الأغنية التي أتت في سياق الأغاني الوطنية والعاطفية التي شدى بها الفنان المرشدي كتعبير يكشف عن حقيقة ما يعانيه المواطن في ظل الوضع الاجتماعي من تعقيدات وإجراءات تعسفية في جانب ما يسود العلاقة بين المرأة والرجل في حين أن الشعراء قد تحركت لديهم الرغبة في نظم الشعر الغزلي الذي يخوض في جوانب الحياة التي تعيشها المرأة وصلتها بقضايا الإنسان والوطن. وكان الإنتاج الشعري قد بادر إلى تعرية الظواهر المرضية في العلاقة التي تحط من قيمة المرأة وتكبل حريتها في مسيرة الحياة الإنسانية الراقية والتقدم الاجتماعي الزاهر وأتت الكلمات في أغنية «إليها» كتحريض للمرأة في كسر القيود التي تعيق انطلاقتها في هذه الحياة ودعاها إلى كسر الخجل ورفع الخمار والخروج إلى ميدان الحياة لمشاركة الرجل في صنع غدها المشرق والجديد وحثها على المبادلة في الحب الذي يجسد العلاقة الطاهرة والمنزهة بين الرجل والمرأة ومنها الأبيات التي تعبر عن حرارة اللهفة المكبوتة إلى رؤية الحبيب واللقاء به وهي من كلمات الشاعر الكبير احمد الجابري: لا تخجلي ودعي الخمار دعيه لا تتصنعي أيسوء أني قد طلبت أنا الهوى بتسرعي وخشيت أهلك أن دروا أن قد أتيت هنا معي إلى أن يقول: والحب أن أدعوك جهرا كي ترين توجعي يغفو على عيني ويصحو مرة في مدمعي > فالمرأة أضحت في معاني الشعر والغناء ضرورة حياتية في كيان الرجل والمرأة ولا تستقيم حياة الإنسان دون مشاركة المرأة مشاركة فعالة في بناء الحياة الإنسانية الجديدة بل ويؤكد الشعراء على أن وجود المرأة في الحياة يجدد من مذاقها ويوفر عوامل الاستمرار لها. > ومن خلال المعالجات الفنية للعلاقة التي تربط المرأة بالرجل ينهض الغزل في الشعر والغناء كوسيلة تعبيرية يحمل العواطف الوطنية إلى ذروة المشاعر والوهاجة التي يصل بها إلى ما يريد من التعبير عن الأحاسيس الاجتماعية والإنسانية كما هو في الأغنية التي كتبها الراحل لطفي أمان ومن أبياتها: أخي كبلوني وغل لساني واتهموني بأني تعاليت في عفتي ووزعت روحي على تربتي ستخنق أنفاسهم قبضتي لأني أقدس حريتي >الرمزية كأسلوب فني جديد > واعتماد الفنان والشاعر للغزل كأسلوب فني في التغني بحب الوطن أو التعبير عن أحاسيسه الجياشة بالعاطفة نحو الحبيب إنما ليعبر بصدق الفنان الذي تفيض مشاعره بالحب العاصف للحبيب أو المحبوب الذي ملك عليه حياته ووجوده وفي أغنيته هات يدك يشدو الفنان بهذه القصيدة الوحدوية الرمزية للشاعر لطفي أمان يقول مطلعها: هات يدك أقسم لك ببلاديب وتقسم لي با تكون لي وأكون لك أخلص لك وتخلص لي هاتي يدك على يدي آمالك ترويني وجروحك تجرحني وشجونك تشجيني وسعادتك تسعدني هات يدك على يدي > ويزداد الحب وهجاٍ في المباشرة بالعواطف بوصف الحب للحبيب في أغنيته «أنت السبب» من كلمات لطفي أمان أيضاٍ يقول مطلعها: الحب لو ما يكون نيران تكوي الشجون أقل ما فيه جنون يلهب بفكري لهب القلب لما خفق عرفت أنه عشقنا وصل لبابك ودق حتى ضناه التعب وأنت أنت السبب فعبقرية الفنان المرشدي تستخدم وسائل إبداعية في صياغة اللحن بحيث يأتي نغمه اللحني منسجما تمام الانسجام مع معاني الأبيات الشعرية التي يختارها كفنان مبدع بعد أن تكون قد حفرت في وجدانه المعاني التي ترتبط بهموم الناس وبعواطفهم الجياشة وفي الوقت نفسه تفيض بمشاعر الوجود بين أفراد المجتمع الذين تجيش قلوبهم بالمحبة والحنان وتمتلئ حياتهم بالألفة وجنان الود والأفراح يتغنى الفنان محمد مرشد ناجي بأغنية «عرفت الحب» للشاعر لطفي جعفر أمان التي من أبياتها: بحبك أنت عشت الحب من ثاني ومن عطفك حضنت الناس بوجداني وحسيت الوجود كله قلوب أملأها بحناني وأفراحي تدوم أعياد وجنة من جنان ووداد هوانا كل يوم يولد ويتجدد مع النسمة مع النجمة مع الكون اللي ما لوش حد
وهكذا نجد الفنان محمد مرشد ناجي يمتطي مشوار الغناء في تجربته الفنية الرائعة التي تتغنى بحب الوطن والارتباط بأجزاء الأرض التي مزقها الاستعمار والحكم الإمامي إلى أجزاء من الدويلات والجزر الاجتماعية المتناثرة والمتباعدة وكانت استجابة الفنان المرشدي تتحرك مع كل انعطافة من انعطافات التغيير والكفاح الذي يخوضه شعبه للتخلص من حياة الاستعباد والاستبداد في ظل الحكمين الإمامي في الشمال والاستعماري في الجنوب وكان الإنسان اليمني يحس في الفنان المرشدي حرارة الصدق في إنتاجه الفني وقوة الانفعال التي عبرت عن صدق المشاعر الوطنية وأصالتها تقول بعض الأبيات: حل الهنا وانتصرنا والنصر محد يبيعه وأصبحنا من بعد أخوة نفدي الوطن في ربوعه ما عاد غيري وغيرك في ذى الأراضي الوسيعة >>> والشعب واعي لأمره واقف مجهز جموعه بايبني أرضه ويسقي من خير بي زروعه ونصلح الأمر شورى وتستقيم الشريعة من غيرنا بنحبه
واحنا الأمل والطليعة.. إلى آخرها وهي من كلمات الأستاذ أحمد الجابري. > وفي هذا المسار الذي يعبر عن حب الفنان المرشدي للوطن الكبير ويعج بمشاعر الحنين إلى ما يصبو إليه شعبه في صنع الغد الزاهر والأفضل اختط طريق الإنتاج الفني الغزير الذي يعبر عن أشواق الإنسان اليمني وهمومه العليا التي تتغذى بمشاعر الحب والإحساس الوجداني الذي يرتبط بتراب الأرض ويحدد التقدم الحياتي للإنسان والوطن لذلك ينتقل الفنان محمد مرشد ناجي في أفياء الوطن لتشخيص ما يعتمل على أرض هذا الواقع المتطلع نحو التغيير الحضاري المتجدد. عندما غنى من كلمات الأديب المناضل عبد الفتاح إسماعيل «مخلف صعيب» أو «تاج النهار» والتي يقول مطلعها:
بكرت غبش عاد الصباح ما حنش قدام ضباب نصف الطريق ما بنش فوقي نكاب جنبي ضياح موهنش عاد الصباح يولد ونوره ما شنش مخلف صعيب لكن قليبي ماهنش مهما توجع في هواك ماانش شوق الصباح اشراقته شجونك يمحي الغسق يمحي الضباب حنينك تاج النهار ويعكسه جبينك الهام احلامي بريق عيونك يا قبوة الكاذي ريحان قلبي يا بْنتي وفلتي وجمر حبي وغنوتي ورقصتي وشهد شربي انت الحياة خصيبتي وشمس دربي روحي معك ما تخذلش متاعب اش تظللك في السوم في الشواجب طبع الغرام قا ِولد العجائب ياقبلتي شفديك بقلب راغب اصل الوصال منقوش في خيالي قلبي جناح اسفل جناح عالي رفرف عليك هيمان يطويك ببالي شوصل اليك مهما الوصال غالي > ثم يتحرك الفنان بألحانه الشجية ومعاني الكلمات المختارة التي تنقل مشاعر المستمع إلى مدارج الأرض اليمنية بامتدادها المتعرج والمعقد ويفيض بهذه الأبيات من قصيدته الغنائية يا «شركسي» من كلمات محمد سيف كبشي:
يا شركسي اين البلاد قلي من ذي السفال وإلا الجند وقبلي لو من تعز مهد الجدود أو من سبأ أرض السدود شفديك أنا بمهجتي وكلي > وهكذا مشى الفنان المرشدي مع أشواق شعبه ينتج الألحان وينشد الأغاني الوطنية والحماسية التي تمجد الانتصارات وتهدم أصنام الطواغيت وتتغنى بإرادة الشعب التي تتحرك نحو الفجر على أشلاء من جار وأجزم أن هذه الإرادة التي حطمت القيود وهدمت الأسوار والسدود وسارت نحو المجد نحو تعمير الأرض وزراعتها بالعرق والدموع والجهود المثابرة لبناء المستقبل الزاهر والجديد.