وفد اليمن في مؤتمر المناخ يبحث مع نائب وزير الصحة الاذربيجاني تعزيز أوجه التعاون المستشار العسكري للمبعوث الأممي يطلع على نشاط مشروع مسام بمأرب اللواء ثوابة: المليشيات الحوثية تهدم أي مبادرات لإنهاء الحرب وإحلال السلام قوات الجيش تفشل هجوم لميليشيا الحوثي على قطاع الكدحة غرب تعز الأغذية العالمي: نحتاج الى 16.9 مليار دولار لمعالجة أزمة الجوع العالمية "موديز" ترفع تصنيف السعودية الائتماني عند "aa3" مع نظرة مستقبلية مستقرة رئيس الامارات يبحث مع الرئيس الاندونيسي العلاقات بين البلدين وشراكتهما الاقتصادية فريق طبي يؤكد استقرار حالة جدري الماء في ميناء نشطون بالمهرة مأرب تحتفي باليوم العالمي للطفولة ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 44,176 شهيدا و104,473 مصابا
تحقيق/أسماء حيدر البزاز – اكتضت القنوات بالمسلسلات التركية فهذه تعرض مسلسل دموع الورد واخرى مسلسل لا مكان ولا وطن وتلك بـ(تمضي الأيام) و.. و.. و.. وهكذا جاءوا إلينا بثقافات لا تعرفها حتى مجتمعاتهم! يتحدثون عن حب في غياهيب الخيال ومشواره الملوث بالرذائل يقدسونه!! يتحدثون عن الرجولة والبطولة في حصد قلوب النساء والمتاجرة بمشاعرهن لتكتمل الرجولة!! يتحدثون عن السلام وتطهير الأرض من براثن الشر والإرهاب على رؤوس الأبرياء وعلى حساب كرامتهم يبنون ذلك الذي يطلقون عليه النصر!! دمار الأسرة!! وبواقع هو أكثر تأثيرا مما سواه هو تأثير هذه المسلسلات على واقع الشباب حيث اثبتت الدراسات بأنواعها المختلفة تداعيات الضرر والخطر الأخلاقي والسلوكي والتمرد على الواقع والعادات والأصول المجتمعية الثابتة بل والنقمة عليها بعد أخذ شرائح متعددة من طلبة الثانوية والجامعة. وليس ببعيد التقينا بإحدى الطالبات الجامعيات وهي سبأ اسماعيل جامعة صنعاء حيث تقول: لا أخفيكم أنا من أشد المعجبات بالمسلسلات التركية والتي تعني بعرضها محطات وقنوات الـmbc سواء الأولى أو mbc دراما وذلك لأإني اجدها تخاطب العقل والعاطفة معا تهتم بالمشاعر والرومنسية الخيالية والتي أرى أن العرب محرومين منها نتيجة أوضاع العنف والدمار والحروب التي يعايشها واقعهم مضيفة: البعض منا قد تتأثر وتتذمر قائلة ليش يارب حظنا هكذا¿ ليش ما يكون نصيبنا مثل هؤلاء الشباب الرومنسيين وما ان تتزوج لا تقتنع بزوجها ولا هو يقتنع بها لأن المعاملة تتم بالمقارنة بينه وبين صفات فارس الأحلام الذي كانت تشاهده في المسلسل لينفتح بعدها مسلسل الصراعات والتي قد تصل أحياناٍ إلى حد الطلاق!! مراد علمدار اليمن!!
اما الشباب فحدث وبلا حرج عن الغزو الفكري الذي جاءت به هذه المسلسلات من افكار القتال والعنف ولا نذهب بعيدا عن جو الأسرة حيث يفيدنا احد الآباء وهو محمد الكسمي موظف: من وقت ما بدأت القنوات الفضائية تبث مسلسل وادي الذئاب باجزائه المتعددة ومسلسل الأرض الطيبة بأجزائه الأربعة والذي مازال يبث ويعاد في نفس القنوات وما فيها من مشاهد القتل بدم بارد والتخريب والدمار والإهانة بالإنسان وكرامته واعتبار ذلك بطولة وشجاعة غرس هذه المفاهيم في نفوس ابنائي الذين بدأوا يحملون معهم انواعاٍ من الأسلحة والخناجر بحجة الدفاع عن النفس ولا أدري ممن¿ وأوضح الكسمي: والله لا يمر أسبوع إلا وألاقي مختلف الشكاوى من أفراد الحارة من إبني فهذا يضربه وهذا يعتدي عليه والمشكلة ان اقرانه من نفس النوعية فهم يشجعونه على ذلك ويطلقون عليه لقب مراد علم دار ولهذا فهو لا يتقبل نصيحتي ودائما ما يرد قائلا: ان لم تكن ذئبا يا أبي اكلتك الذئاب اتعلم من وادي الذئاب اصول الرجولة ولا توطي رأسي بين الناس!! والنهاية ان ولدي في السجن من مدة بحجة طعن احد ابناء الجيران في خاصرته عندما اختلفا على اتفه الأمور!! وانا اتحمل ثمن العلاجات والمصاريف والبلاوي التي يجلبها إلي أولادي!! طالبات المدارس
استوقفتنا طالبتين من الصف السادس الإبتدائي وهن يرددن عبارات تجمع عناوين مختلف المسلسلات التركية في طريق ذهابهن إلى المدرسة قائلات: العلم (نور) والمدرسة (سنوات الضياع).. والامتحانات (لحظة وداع).. والنجاح (الحلم الضائع).. ونهاية السنة (كحد السكين) وها نحن نطير (بالأجنحة المنكسرة) وتتساقط دموعنا (كدموع الورد) ونسير بـ(لا مكان ولا وطن) ونخاف ان نقع في (وادي الذئاب) فالدينا (بيت الكوابيس) وهل (يبقى الحب) ونحن نعيش (قصة شتاء) في (جامعة المشاغبين) وكل واحد يحمل في جسده (قلب شجاع) وهكذا (تمضي الأيام)¿¿ لتعقب على ذلك التربوية منى المسوري اخصائية اجتماعية قائلة: للأسف اصبح ما يقدمه الإعلام اليوم هو فوق ما تقدمه المدرسة لان تأثير المادة المرئية والمقدمة والمتسمة بالخيال والجاذبية هي التي تستحوذ على عقول ابنائنا وطلابنا نحن نوجه ونوعي ونعقد مجلس آباء وأمهات للانتباه على ابنائهم من خطر هذه المسلسلات التي دمرت المجتمعات والأسر والأخلاقيات الفاضلة بما تقدمه من مناظر كاذبة ومشاهد إباحية وقصص وهمية تستوهي عقول الشباب خاصة ومشاهد عنف ودماء وقتل وبلطجة. عصابات المافيا الجديدة
مسلسلات العنف التركية تحكي اكثرها عن عصابات المافيا في تركيا وعن تأثيراتها وابعادها السياسية في المنطقة والعمليات الموحشة التي تقوم بالمتاجرة بالمخدرات وتعقد صفقات تهريب السلاح وغسيل الأموال وحتى المتاجرة بأعضاء البشر وتعرض مشاهد مؤلمة عن التعذيب في السجون والتنكيل والتوغل في المخابرات الخطيرة على مستوى العالم وقد تعرضت المسلسلات التركية للعديد من التهديدات لإيقاف عرضها نظرا للخطر الذي تشكله بشتى ابعاده. على رؤوس الأبرياء
في الحقيقة ان هذا النوع من المسلسلات المضرجة بالفتك والإجرام لها علاقة في توفير البيئة الخصبة لحالات الانتحار هكذا استهلت اخصائية علم نفس الدكتورة منال هزاع حديثها حول هذا الموضوع ومن هذه الزاوية حيث أوضحت: الأطفال والمراهقون هم أكثر الفئات تأثرا بما تعرضه سموم المسلسلات التركية من ثقافات دخيلة واخلاقيات هابطة وعلاقات محرمة باسم الحب والرومنسية والتضحية وتقذف فيهم ثقافة الرفض من حاضرهم وواقعهم والعصيان باسم الحرية الشخصية أضف إلى النوع الآخر من هذا النوع من المسلسلات والذي يحمل طابع العنف والاقتتال والعصابات وحب السلطة ومناظر الاستعباد والامتهان والتعذيب كل ذلك يخلق مجتمعاٍ مضطرباٍ يسوغ ويروج لهدف شريف بوسيلة منحطة مبنية على رؤوس وجماجم الضحايا الأبرياء ليصير ذلك في شرعهم مبدأ يحاولون تكرسيه في عقول شعوبنا وابنائنا والأحداث الحاضرة دليل على ذلك.
جنون إلى درجة الانتحار!!
واضافت هزاع وحتى تدركون المدى الخطير الذي عشعشت به هذه المسلسلات عقول ابنائنا ان تصل بهم درجة التأثير إلى مواطن الانتحار تقليدا لبطل المسلسل أو شخصياته وهذا ما نراه حادثا لطفل ل م يتجاوز سبع سنوات شنق نفسه في غرفته تقليدا لإحدى الشخصيات التي تم تعذيبها في الجزء الرابع من مسلسل وادي الذئاب واخر يقطع شريانه تقليدا للمسلسل التركي حد السكين وأخر يغرس السكين في ظهر امه وهو يصرخ انا البطل ميماتي !! وغيرها من الأحداث الدامية والمؤسفة التي تجعلنا نحذر ابناءنا وشبابنا من هذه المؤامرة المحاكة ضد اخلاقياتهم ومنهجهم وعروبتهم وثقافتهم باسم الرومنسية والحب والبطولة الكاذبة !! شيطان بصورة ملاك وبهذه الزاوية يقول الشيخ ابراهيم جبري رئيس الوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف : ان هذه المسلسلات التي حملت تلك الأفكار الهابطة والمشاهد الماجنة مهما كانت غايتها الزائفة لا تحمل غيرالتدمير وطمس الهوية واشغال الشباب بأهوائهم وملذاتهم والبحث وراء ابواب الظلال والضياع عوضا عن البناء وطرق الاستقامة والتنمية والصلاح ومهما جاء منها من فنون القتال والبطولة وصراعات تتمثل بين الحق والباطل ما هي الا باطل في باطل لأنها تحيي في الشباب حب النزاعات والنعرات والخلافات وروح الاقتتال بل تملأ انفسهم بطاقة العداء والتخريب والكراهية وهذا منزلق خطير قد يؤدي بهم إلى منعطفات الإرهاب المبنية على القتال والهدم والعدوان فجاءت هذه المسلسلات تفسد ولا تصلح وتدمر ولا تبني وتضل ولا تهدي .. واضاف الجبري : ومن هذا المنطلق ياشباب يافتيات اناشدكم بالله بأن تحافظوا على وقتكم الذي هو حياتكم وبه ستسألون يوم القيامة عن عمره فيما افناه وشبابه فيما ابلاه ولا تتساهلوا فيما تعرضه هذه المسلسلات فه ي إلى جانب تلك الأضرار فأثمها عظيم لأنها شيطان بصورة ملاك فاحرصوا على ما ينفعكم وبه تنفعون امتكم التي هي الآن في أشد الحاجة إلى هذه العقول النيرة والسواعد الطيبة !!