اللواء ثوابة: المليشيات الحوثية تهدم أي مبادرات لإنهاء الحرب وإحلال السلام قوات الجيش تفشل هجوم لميليشيا الحوثي على قطاع الكدحة غرب تعز الأغذية العالمي: نحتاج الى 16.9 مليار دولار لمعالجة أزمة الجوع العالمية "موديز" ترفع تصنيف السعودية الائتماني عند "aa3" مع نظرة مستقبلية مستقرة رئيس الامارات يبحث مع الرئيس الاندونيسي العلاقات بين البلدين وشراكتهما الاقتصادية فريق طبي يؤكد استقرار حالة جدري الماء في ميناء نشطون بالمهرة مأرب تحتفي باليوم العالمي للطفولة ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 44,176 شهيدا و104,473 مصابا باريس سان جيرمان يعزز صدارته بالدوري الفرنسي البديوي: الأسابيع الخليجية تعكس عمق الهوية المشتركة والوحدة بين شعوب دول المجلس
مختار مقطري – الزعيم الوطني الذي يؤثر مصلحة الشعب على مصالحه الشخصية الشهيد الذي يسترخص روحه فداء لوطنه وقربانا لحريته وازدهاره المعلم والعالم الذي يسخر علمه ومعارفه لخدمة أبناء وطنه ورقيهم الاجتماعي والمفكر الناشر فكره إشعاعا للتنوير والتهذيب والإصلاح كل هؤلاء وربما غيرهم أيضا باقون في ذاكرة الوطن بعد رحيلهم إلى ما شاء الله وإلى جانبهم يبقى الفنان في ذاكرة الوطن لأن الوطن لا ينسى أبناءه المخلصين. ولكن ليس كل فنان يبقى اسمه وعطاؤه الفني في ذاكرة الوطن وإنما هو الفنان الذي يتلافى عطاؤه الفني مع حبة ووفائه لوطنه وتؤكد مواقفه الفنية والإنسانية أن الوطن في ذاكرة باق وفوق رأسه وعلى أكتافه محمول فيحرص على أن يبقى كبيرا لأنه يؤمن بأن وطنه أكبر فلا يبتذل إذا ابتذل فنان آخر من محبي الشهرة والتلميع الإعلامي والمال على حساب الفن الأصيل والراقي ويتهاون عن الدفاع عن التراث الفني لوطنه فيبذل كل ما في وسعه وأكثر مما في وسعه لاكتشافه وارتشافه وتقديمه ولكنه لا يشوهه وإنما يعيد تقديمه بحلة قشيبة جديدة تنفض عنه الغبار وليس كما يفعل معظم الذين ينسبون أنفسهم للغناء والتلحين والفن منهم براء وبينما هم في بلادنا اليوم ينهبون التراث ويشوهونه بلا حسيب ولا رقيب نجده يستلهم التراث بموهبة فنية كبيرة امتلكها هبة من الله ليسعد جمهوره بأغانيه الخاصة الجديدة والمتجددة والتجديدية ولولاء ذلك لما مضى تاريخ الفن إلى الأمام منتقلا من حقبة تاريخية فنية راهنة إلى حقبة جديدة ولتجمدت حركة تطور الفن في المرحلة التاريخية الأولى التي اهتدى فيها الإنسان قبل آلاف السنين إلى التعبير بالغناء والموسيقى ولذلك فإن هذا الذي أتحدث عنه مساهم أساس في الرفع بحركة التاريخ إلى الإمام وبالتالي في رقي الشعوب وتطور الأوطان وفناننا هذا موجود بثبات وحاضر بقوة في الحراك الشعبي الوطني وفي أحداثه الكبرى بمواقفه الوطنية وبما يسهم به من تنوير اجتماعي واستنهاض للهمم معبرا للشعب عن آلامه وآماله وطموحاته يغني لأفراحه ويعزف أحزانه أناشيد حب وعزيمة وإصرار ويهتم بتراثه الفني ويخلص في تجديده ويحترم عقله ويرتقي بذائقته الفنية ليرتقي تفكيره إلى مستوى يمكنه من قراءة واقعه وصناعة مستقبله المشرق هذا هو الفنان الذي يصبح فنانا بحجم الوطن! وقد أنجبت اليمن عددا غير قليل من مبدعين صار كل واحد منهم مبدعا بحجم الوطن منهم الفنان الكبير محمد مرشد ناجي رحمه الله وكم يحزنني رحيل الفنان أي فنان ولكن ليس كل فنان لأن وفاة الفنان الحقيقي خسارة وطنية فما بالكم برحيل فنان أصيل كبير غزير العطاء الفني الخالد بحجم المرشدي بيد أني أؤثر الامتناع عن الكتابة عدة أيام للتفكير والاعتبار وانحسار تأثير الحزن ليصبح حزنا من أحزان كثيرة مستودعة في الأعماق وفقيد اليمن الكبير والحركة الفنية اليمنية والعربية ربطتني به علاقة ود جميلة وجمعتني به لقاءات عدة وأجريت معه أكثر من حوار صحفي ولذا حسبت أني سأكتب عنه في رحيله مقالا يليق بمكانته الفنية والوطنية الكبيرة باعتباره أحد رواد حركة التنوير الوطني والفني والاجتماعي لكن لم أكتبها حتى هذه اللحظة فأطلت المقدمة وعزائي أنه مقصود بها هو وكل مبدع كبير ارتقى بالفكر والأدب والفن في البلاد العربية ومنها اليمن. وقبل فترة وجيزة كنت أشاهد لقاء تلفزيونيا مع فنان يمني مشهور والشهرة لا تعني التفوق لعله يسمعني أغنية جديدة بعيدة عن تشويه التراث وكم استبد بي العجب وضحكت حين سمعته يقول عن فنان يمني مشهور آخر أنه عملاق وكلاهما يغرف من التراث ويغني بالعود فقط وهذا ما كان يرفضه المرشدي رحمه الله إلا أننا أمام محمد مرشد ناجي فنحن أمام فنان عملاق ورجل وطني ومثقف أصيل قدم كل ما لديه من إبداع للشعب وللوطن ولليمن وللبسطاء وللفقراء وللمثقفين وللحواضر وللبوادي ولثورتي ووحدة الشطرين دافع بالأغنية التجديدية الرائعة عن حرية الكلمة وعن المرأة وناهض بها الاستعمار وهز عرش الإمامة لم يتزلف ولم يتنازل ولم يخلد للراحة والسكينة رغم الفقر والخوف والاعتقال وفي كل تلك المعاناة ظل فنانا وطنيا وليس رجل سياسة وكم في السياسة من منافقين وكذابين وذوي مصالح ذاتية ثم يدينهم التاريخ لكن فنانا وطنيا عملاقا بحجم المرشدي سيبقى في ذاكرة الوطن إلى ما شاء الله. وفي رحيل محمد مرشد ناجي رحمه الله ينبغي أن نعود لنستمع لأغانيه بتركيز وانتباه لأنها تؤرخ للحركة الوطنية وينبغي إعادة قراءة مشواره الفني لأنه مشوار فنان كبير ناضل من أجل الحب والخير والجمال لكن دعوتي أولا لرد الجميل بالاهتمام بأسرته والمرشدي مثله مثل معظم فنانينا الكبار حياته حفلت بأحداث كبار فلماذا لا نحولها إلى مسلسل تلفزيوني¿ وندخلها في المناهج الدراسية لتتخذ الأجيال الشابة منها القدوة والمثل الأعلى ولماذا لا ننظم كل عامين على الأقل مهرجانا للأغنية اليمنية نقدم فيه العطاء الكبير والخالد لفنانينا الكبار برحيل الفنان الكبير محمد مرشد ناجي أدعو إلى إصدار قانون يحرم تشويه التراث ويمنع الغناء بالعود كما أراد المرشدي في الحفلات الرسمية وسهرات التلفزيون وشريط الكاسيت وإعادة النظر في النص الغنائي. لقد قدم المرشدي للتراث الغنائي اليمني خدمات جليلة جمعاٍ وتوثيقاٍ وأسهم في ذلك إسهامات أكبر من مراكز تأسس لجمع وتوثيق التراث لكنها انشغلت عن أداء مهمتها الوطنية بالاستحواذ واقتسام الدعم المادي الداخلي بالريال والخارجي بالدولار لكن المرشدي أدى للتراث هذه المهمة الوطنية الجليلة بدون مقابل وظل وهو يفعل ذلك مع كل فنانينا الكبار يقدم فنه الخاص به وهو إلى اليوم من أفضل وأجمل ما قدمته اليمن من غناء تجديدي وهو تراث المرحلة التاريخية القادمة وبعد خمسين أو مائة عام لن يكون تراثنا الفني الحالي هو التراث وستحل محله الأغاني التجديدية التي أبدعها المرشدي وغيره من فنانينا الكبار والمهم الآن أن نحرص على تدوين التراث ونشر عطائهم الفني وحمايته من التشويه والسرقة وأهم من ذلك أن نمنح فنانينا الكبار حقوقهم المادية والأدبية.