الرئيسية - كــتب - الإسلام بعيون مسيحية الحلقة الثانية
الإسلام بعيون مسيحية الحلقة الثانية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

عادل مداحش – هناك تقارب مدهش بين الإسلام والمسيحية وأننا نجد ببساطة أغلب العقائد المسيحية الأساسية في القرآن¡ وبالنسبة لعقيدة الثالثون المسيحية هي أعقد من أن تدرس هنا لكن يسجل المؤلف ملاحظتين هما: الأولى أنه لا يوجد أي مسيحي أو تعليم مسيحي يضع مريم ضمن الثالوث الأقدس لذلك فالدينان متفقان في هذه النقطة. الثانية: ليس هناك أي مسيحي أو عقيدة مسيحية تؤمن بالمسيح بدون الله والدينان متفقان هنا أيضا◌ٍ. تتكرر الدعوات العامة مرات كثيرة مثل (يا أيها الذين آمنوا) وهي دعوة شاملة للإنسانية المؤمنة بالله ولذلك ليس حصرا◌ٍ على من ولد من والدين مسلمين أو اعتنق الدين الإسلامي لاحقا◌ٍ وإنما تشمل كل البشر (كتراث إنساني). الاختلاف يعطي خصوصية جميلة للأديان وليس من الضروري التشابهº بل إن الاختلاف نعمة وفكرة إلهيتين. وفي الباب الثاني يعرج المؤلف إلى البحث في السفر الأخير من العهد الجديد وهو رؤيا يوحنا لأهميته في الماضي والحاضر.. ويعتبره غامضا◌ٍ وأن المحافظين الجدد والكثير من الطوائف تستعمل الجمل والكلمات وتفسرها بطرق مختلفة بعضها يقود إلى التبشير المسلح أو العنف الديني أو (التنصير الإكراهي) أو وصف آخرين بالضالين والكفار!! في الباب الثالث يتحدث المؤلف عن المسيحية والآخر حيث يبدأ بالحديث عن المسيح والآخر ثم عن الجماعة المسيحية الأولى وعصور ما قبل الإسلام وما بعد ظهور الإسلام وهنا يتحدث عن حالة العرب في العام 600م وكذا عن الإسلام والحروب الصليبية وفي البابين الرابع والخامس يدرس المؤلف مواقف إيجابية في العلاقات المسيحية الإسلامية عبر العصور مرورا◌ٍ بالعصر الحديث¡ حيث يبدأ باستعراض العلاقة أيام النبي والإسلام الأولى حيث يستذكر الهجرة إلى أرض الحبشة وما صاحبها من وقوف النجاشي في جانب المسلمين ثم يتحدث عن نصارى نجران ووقوف النبي عليه الصلاة والسلام إلى جانبهم. بعد ذلك يتحدث عن العصر العباسي الأول ويعتبره من أعظم العصور العربية والإسلامية لانفتاحه على الثقافات المختلفة وتمهيده لساحات لقاء بين الحضارات المنتشرة في البلاد الإسلامية التي شكلت في ذلك الزمن إمبراطورية واسعة الامتداد. بعد ذلك يتحدث المؤلف عن العصور الوسطى حيث يتحدث عن المفكرين الذين قاموا بتأليف الكتب وعن كتبهم التي تتحدث في مجملها عن الحوار والتقارب بين الأديان. بعد ذلك أفرد المؤلف البابين السادس والسابع لنظرة المفكرين والمستشرقين الإيجابية في القرون الماضية¡ حيث ينوه إلى أن الباحثين العرب عليهم في أحايين كثيرة أن يعودوا إلى كتب المستشرقين لمعرفة حجم تراثهم وعدد مخطوطاتهم¡ وأماكن وجودها في مختلف مكتبات العالم وماحقق منها حتى الآن بشكل علمي وما لم يحقق¡ وهكذا يتبدى لنا أن الاستشراف الجاد يقوم بعمل علمي مفيد جدا◌ٍ¡ وبعيد عن أي مماحكة جدلية أو محاولة التهجم على العرب والإسلام. وفي الباب الثامن تم التطرق إلى موضوع الأصولية حيث يشير إلى أنها (رفض الآخر المختلف¡ وإدعاء امتلاك الحقيقة الكاملة بعد ذلك يعرج إلى شرح سهل ومرن لبعض الأصوليات¡ منها الأصولية الشيوعية والرأسمالية وكذا الأصولية (الصهيونية المسيحية) إضافة إلى الأصولية الإسلامية ويشير المؤلف في هذا الجانب إلى جود ثمة تقارب في مختلف الأصوليات على رفض الآخر وعدم الاعتراف به ويشير إلى إمكانية التقارب بينها عبر التحاور. وفي الباب التاسع يدرس المؤلف بسرعة وببساطة موضوع التصوف الإسلامي لاهتمام الباحثين والمفكرين المسيحيين به بشكل كثيف وعميق وكذلك لقربه من روح المسيحية¡ وفي الباب العاشر يذكر المؤلف بعض الأحاديث والمقولات عن فكرة الشفاعة في الإسلام والتي تشابه إلى حد كبير مفهوم شركة القديسين التي تؤمن بخلاص الجميع نتيجة رحمة الله وحبه الآخرين. ويعرض المؤلف في الباب الأخير خمسة فصول عن هموم مشتركة كالإلحاد والنمو الديمقراطي مع صعوبة الحضور الإنساني¡ وصدام الحضارات أو حوارها¡ وموقف الغرب من الإسلام بعد هجمات الحادي عشر من أيلول. ختاما◌ٍ: يجب أن نشير إلى أن هذا الكتاب يعتبر فاتحة لعهد جديد من العلاقات الإسلامية – المسيحية الطيبة وخاتمة للصدام الإنساني على أرض تسعى لأن تكون أكثر إنسانية .