شرطة مأرب تعلن منع حركة الدراجات النارية داخل المدينة بصورة نهائية استكمال تجهيزات إصدار البطاقة الذكية في حيران غرب حجة طارق صالح يبحث مع سفير الإمارات مستجدات الأوضاع العرادة يناقش مع المستشار العسكري للمبعوث الأممي المستجدات العسكرية والأمنية وتأثيرها على عملية السلام مجلس القيادة الرئاسي يناقش المستجدات الوطنية والاقليمية وفد عسكري يطلع على سير العمليات العسكرية في محور علب بصعدة الارياني يرحب بإعلان حكومة نيوزيلندا تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية نيوزيلندا تصنف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية الارياني: استمرار تجاهل التهديد الحوثي وعدم التعامل معه بحزم، سيؤدي لمزيد من زعزعة الامن والاستقرار المكتب التنفيذي لأمانة العاصمة يناقش انتهاكات الحوثي وتحديات النازحين
عبد العزيز حمود الجنداري –
احتفلت اليمن في العام الماضي لأول مرة عبر تاريخه باليوم العالمي للمتاحف والذي حدده المجلس الدولي للمتاحف 18مايو من كل عام وذلك نظرا لأهمية المتاحف ودورها العظيم في حفظ وعرض ونشر تاريخ الشعوب ويحتفل به في جميع أنحاء العالم . وقد قررت هيئة الآثار والمتاحف إعادة افتتاح متحف التراث الشعبي بصنعاء والذي كان مغلقا أمام الزوار لفترة تقارب سبع سنوات احتفاء بهذه المناسبة وإعادة الاعتبار لهذا المتحف والذي تم إغلاقه بحجة الترميم لهذه الفترة الطويلة , وتم إعداد وتجهيز المتحف بصورة مستعجلة وتم افتتاحه في مايو 2012 في عرس ثقافي بحضور وزير الثقافة ومسؤولي هيئة الآثار والمتاحف وجمع غفير من المثقفين والصحفيين , وقد قمت بعد أكثر من شهر من افتتاحه بزيارة للمتحف وفوجئت بإغلاقه من جديد أمام الزوار بحجة إعادة ترتيبه وتطويره وتحسينه وحتى كتابة هذه المقالة بحسب معلوماتي المتواضعة لم يتم عمل شيء داخل هذا المتحف ولايزال مغلقا في بادرة لا تعطي أي أمل في تحسين أو تطوير المتاحف اليمنية . …. ومتحف التراث تم إعداده وتجهيزه في التسعينيات من القرن الماضي وكان مبنى دار الشكر والذي كان المتحف الوطني فيما سبق يتبع الأمانة العامة للمتحف الوطني بصنعاء في إطار ما يعرف بمجمع المتحف الوطني رأت الإدارة في حينه الاستفادة من الدعم الهولندي المشارك في مشروع تطوير مجمع المتحف الوطني وتجهيز المبنى ليكون أول متحف للتراث الشعبي في اليمن في إطار خطتها لتطوير العمل المتحفي ونشر الوعي الثقافي بأهمية الحفاظ على تراثنا اليمنى خلال توثيق وعرض ونشر تراثنا الشعبي وحفظه للأجيال القادمة وتم وضع خطه وبرنامج لجميع الأدوار وتم إعداده وتجهيزه من المجموعات الأثرية التابعة للمتحف الوطني بصنعاء والتي تزيد على ألف وخمسمائة قطعة شعبية متنوعة وعلى النحو التالي : أــ الدور الأرضي : خصص للمعلامة التقليدية والتي يتم تعليم الأطفال فيها مع مجموعة صور مدارس مختلفة تبين التطور والتقدم الذي طرأ على الطرق التعليمية بعد الثورة . ب ــ الدور الأول : حصص للحياة البدوية بحيث تم إعداد خيمة بدوية مع كل مستلزماتها والأدوات المستخدمة فيها وقاعة لبقية الأدوات التي يستخدمها البدو مع عرض شرائح للحية البدوية وقاعة خاصة بتعليم الأطفال مزودة بجهاز تلفزيون ووسائل تعليمية. ج ــ الدور الثاني : خصص لبعض الصناعات الحرفية مثل المحدادة التقليدية ــ صناعه الأدوات النحاسية ــ صناعه الفخار ــ صناعه المنسوجات والمغامق التي يستخدمنها النساء كغطاء للوجه ــ قاعة للمصنوعات الجلدية من أحذية ــ وأحزمة …الخ د ــ الدور الثالث : خصص للبيت الصنعاني وفيه تم تشخيص جلسه مقيل للرجال بملابسهم التقليدية جلسة (تفرطة) النساء عند الولادة ــ غرفة الأكل ــ المطبخ الصنعاني والأدوات المستخدمة فيه ــ الحمام التقليدي. حيث إن افتتاح متاحف جديدة يعزز الشعور بالوعى بأهمية تراثنا وحضارتنا الضاربة جذورها في أعماق التاريخ . واستمر المتحف يؤدي دوره العظيم في التعريف بتراثنا الشعبي المتنوع لجمهور الزوار من مختلف الجنسيات حتى جاءت المفاجأة غير السارة عندما قررت قياده الهيئة العامة للآثار والمتاحف قبل سنوات إغلاق المتحف أمام الزوار بحجة الترميم وسلم المبنى بكل محتوياته إلى مقاول رغم معارضه مديرة المتحف الشديدة والذي نتج عنه بحسب إفادتها تدمير 70% من محتويات المتحف ودون أن يتم محاسبة أحد أو فتح تحقيق في الموضوع لمعرفة ملابسات تلف مجموعة كبيرة من تراثنا الشعبي . وجاءت مناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف فرصه ثمينة لإعادة افتتاح بعض المتاحف المغلقة منذ سنوات ومنها متحف التراث الشعبي ونظرا لضيق الوقت وعدم توفر الإمكانات المناسبة لإعادة تاهيله من جديد بصورة مناسبة وبما يليق بمكانه اليمن الحضارية فقد تم تجهيز القاعات بطريقة يبدو وأنها لم تدرس جيدا من حيث إعداد سيناريو عرض لبعض الأجنحة والقاعات والذي تفاجأت عند زيارتي للمتحف في نفس يوم الافتتاح وقبيل قص الشريط حيث بدت بعض القاعات كأنها لا تحمل أي هوية أو عنوان من حيث أسلوب العرض وخلط معروضات مختلفة تتكرر في بعض القاعات بالإضافة إلى كتابة بطاقات الشروح باليد وإلصاقها على زجاج خزانات العرض بطريقه لم تعد تشاهد في المتاحف المنتشرة في مختلف بلدان العالم وقد نصحت رئيس الهيئة الجديد ووكيله القديم بإعادة النظر في أسلوب العرض بالمتحف ودراسة فكرة جديدة يتم خلالها إعداد سيناريو عرض يبرز أهمية تراثنا اليمني خصوصا وأننا نشاهد افتتاح متاحف جديدة في كثير من الدول فتعد وتجهز بطريقة رائعة تبرز أهمية ما يملكونه من تراث وجعل المتاحف أحد أهم محطات الترويج السياحي لجذب الزوار من جميع أنحاء العالم ورفد خزينة الدولة بالعملات الصعبة وهاهي الذكرى الجديدة للاحتفال بيوم المتاحف العالمي وهذا المتحف لايزال مغلقا أسير الإهمال في الوقت الذي كنا نتوقع فيه افتتاح متاحف جديدة في هذه المناسبة خصوصا المغلقة من ها منذ سنوات . لذا أوجه نصيحتي مره أخرى عبر مقالتي في إعادة النظر في هذا المتحف وغيره من المتاحف اليمنية والتي توجد في محافظات الجمهورية بالإضافة إلى المواقع الأثرية والتي تتعرض للنبش العشوائي بشكل متواصل لإخراج محتوياتها وبيعها بأرخص الأثمان فمن لا ماضي له لا مستقبل له وآمل ان يتفهم الجميع حكومة وزواراٍ وجهات معنية أهمية الحفاظ على التراث وفتح متاحف جديدة وتطوير ماهو قائم منها وأن تنتبه القيادة الجديدة والقديمة لهيئة الآثار والمتاحف ضرورة إتقان العمل الذي تتبناه سواء في مجال المتاحف والآثار ورحم الله امرأ عمل عملا صالحا فأتقنه …….. [email protected]