الرئيسية - محليات - القمامة تشوه جمال مدن حضرموت وتنذر بكوارث بيئية وصحية
القمامة تشوه جمال مدن حضرموت وتنذر بكوارث بيئية وصحية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

سيئون/ أحمد سعيد بزعل – يعاني أهالي وادي وصحراء حضرموت من تكدس أكوام القمامة في شوارع المدن الرئيسية والداخلية مثل سيئون وتريم وشبام والقطن وغيرها من المدن التي تسببت بقطع الطرقات وانبثاق روائح كريهة منها .. ولتسليط الضوء أكثر “الثورة ” التقت بمجموعة من مواطني ومسئولي وادي وصحراء حضرموت الذين يشكون منذ فترة طويلة من هذه المشكلة التي باتت تقلق الجميع في ظل غياب واضح من الجهات ذات العلاقة فاهاكم الحصيلة : • في البداية تحدث المواطن/ ابوبكر العيدروس قائلاٍ : يؤسفني كثيرا مشاهدتي اليومية لتكدس القمامة في الشوارع وبين المنازل وغيرها من الأماكن المختلفة والتي تعطي منظرا غير أخلاقي وخاصة لأهل هذه المنطقة المتصفين بتعاونهم ومحبتهم لكل ما هو جميل وحضاري . فرمي القمامة في الأماكن غير المخصص لها من قبل بعض الأشخاص ( صغار – كبار ) أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم .. لأنهم لا يدركون الخطر المحدق الذي نواجهه من هذه الأعمال التي تعد سبباٍ رئيسياٍ في تفشي الأمراض والأوبئة .. لذا نطالب من الجهات المعنية سرعة الحد من هذه الظاهرة والنظر في مطالب عمال النظافة الذين تسبب إضرابهم عن العمل بكارثة كبيرة لن يحمد عقباها ..

أوضاع متردية • أما المواطن / توفيق شيخ بارجاء فيقول : تعيش مدننا وقرانا في حالة يرثى لها وذلك جراء أوضاع النظافة المتردية بمدن وادي حضرموت حيث أصبحت القمامة مكدسة في الشوارع والأسواق والطرقات وأمام منازل المواطنين الذين لم يعتادوا على مثل هذه المناظر التي شوهت كل ما هو جميل .. ولا شك أن تكدس القمامة لفترات طويلة ينذر بحدوث كارثة صحية وبيئية في المجتمع وقد يسهم في انتشار الأوبئة والأمراض الخطيرة من تكاثر البعوض والذباب الناقل للأمراض والأوبئة وحينها يصعب التحكم بهذه الظاهرة الصحية والبيئية الخطيرة على حياة الإنسان . وأضاف أن على الجهات المعنية التدخل العاجل والقوي من ذوي الاختصاص سلطات مركزية ومحليه إيقاف زحف القمائم على المدن وعودة النظافة إلى طبيعتها كما ينبغي النظر إلى تظلمات عمال النظافة ومنحهم كامل مستحقاتهم المالية خاصة وإنهم يبذلون جهوداٍ كبيرة تجاه مجتمعهم ووطنهم تجعل من كل مواطن يقف احتراما لما يقومون به .

النظافة إلى أين¿ • الناشط / أمجد عبدالإله باحشوان قال : من حق المواطن أن يتمتع ببيئة نظيفة نقية من الأمراض الوبائية , لكن ذلك الحق أصبح اليوم صعب التطبيق خصوصا بعد تفشي القمامات في أزقة الحارات والشوارع العامة والخطوط الرئيسية والأسواق المحلية حتى تكاد لا تجد الطريق الممهدة للسير عليها لكثر ما حولك من قاذورات وقمامات مكدسة لأيام وأسابيع وما تنبعث منها من روائح نتنة يقشعر منها البدن .. وأشار إلى أن كل ذلك وراؤه أسباب عديدة فأولها المواطن نفسه الذي عليه أن يعي أن وضع القمامة في مكانها الصحيح هو حفاظ عليه وعلى أفراد مجتمعه وبيئته من مختلف الأمراض وإظهار لجمال مدينته كما أن هناك أمرا آخر متعلقاٍ بالمواطن هو أن وضع القمامة في مكانها الصحيح يعني توفير الجهد على عامل النظافة ذلك الكادح والتعبان في لملمة الأشياء من بقعة لأخرى. لافتاٍ بأن هذا يعني أن السبب كله يقع على عاتق المواطن فالدولة تتحمل الجزء الأكبر عبر تسخيرها لكوادر بشرية ومادية تهتم بتنظيف المدن والحارات لاسيما أن المواطن يدفع رسوما شهرية نظير ذلك فهي المسئولة الأولى عن وضع النظافة في البلد وعن تحسين معيشة عامل النظافة وتحقيق مطالبه الحقوقية ليستطيع أن يعيل نفسه وأسرته بعزة واقتدار . وتساءل باحشوان بقوله : فيا ترى إلى متى سيستمر وضع النظافة وعمالها في هذا الحال ومتى سنرى تحولا حقيقيا لنظافة دائمة وجميلة ننعم بها مدى حياتنا¿!

من المسئول • بدوره تحدث الأديب / صالح سالم عمير قائلاٍ : النظافة من الإيمان قبل أن تكون سلوكاٍ حضارياٍ وأخلاقياٍ وإذا ما قارنا هذه المدن و كيف كانت بالأمس القريب .. فسنجد أنها لا ترقى إلى ذلك المستوى الأنيق المتحضر الذي كانت عليه قبل سنوات. فأين اليوم الشوارع النظيفة والمشجرة و قد تراكمت القمامات في كثير من الأماكن والشوارع و الميادين و الساحات بشكل يبعث على الاشمئزاز والتقزز .. إن نظافة أي مدينة هو انعكاس مباشر لنظافة أهلها والمكان النظيف عنوان أهله ولهذا فمن المعيب أن تظل تجري المستنقعات النتنة في بعض شوارع مدننا الرئيسية سيئون و شبام و تريم و القطن و تزكم أنوف السكان دون أن نحرك ساكنا و متى ستختفي كل هذه القمامات التي تنشر الأوبئة والأمراض بين الأهالي و من هو المسئول عن كل ما آل إليه حال النظافة في هذه البلاد النظيفة المتحضرة و طالما سمعنا عن مشروع مجاري مدن الوادي فماذا بشأن هذا المشروع ومتى سيتم إنجازه و يرى النور يا ترى¿!.

من هو المسئول¿ • التربوي / احمد عيظة منيباري تحدث بالقول : النظافة من الخدمات المهمة التي تقدم للمواطن وكون المواطن يقوم بدفع رسوم للنظافة في فواتير الماء والكهرباء يفترض وجوباٍ أن تقدم له خدمة النظافة ولكن من الملاحظ في الوادي أن النظافة قد اقتصرت على المدن فقط وحتى في المدن تعتبر غير مرضية للمواطن حيث نرى أكواماٍ من الزبالة في بعض شوارع المدن ولم يستطع صندوق النظافة التغلب على كثير من العوائق أما في القرى فهي تعتبر شبه معدومة تماماٍ إذا لم نقل معدومة البتة ولهذا يفترض أن تجمع رسوم النظافة لكل منطقة وتقدم الخدمات على حسب نسبة دفع المواطنين لهذه الرسوم .

تهديد للحياة البشرية * وعن الخطر المحدق بأبناء وادي حضرموت تحدث عضو المجلس المحلي بمحافظة حضرموت الأخ/ عبدالله باوزير: القمامة كمخلفات لمجتمع يعيش حالة من خداع الذات بكثرت استهلاكه وتصرفاته التي خرجت على ما عرف عنه من انضباط أصبحت تهدد الحياة البشرية وتشكل خطراٍ بيئياٍ على الزراعة وما تبقى لدينا من أشجار في ودياننا وعلى حواف مزارعنا إلي حد أن تلك الأشجار أصبحت تثمر بلاستيكاٍ !¿ ومع الأسف لدينا صناديق نظافة ولكن مواردها تصرف على قمامة الإدارة والسياسة !!

صعوبات كثيرة وبعد أن استمعنا إلى شكاوى المواطنين في مديريات وادي حضرموت حول النظافة في المدن اتجهنا على الفور إلى مكتب المدير العام لصندوق النظافة بالوادي والصحراء الأخ/ أحمد سالم بن سلم وطرحنا عليه تساؤلات المواطنين حيث النظافة في المدن الرئيسية بوادي حضرموت بالذات لم تصل حتى إلى (50%) فهناك أسباب ومشاكل تعترض الصندوق وطرحت على طاولة عدد من المسئولين ورفعت إلى الجهات ذات العلاقة في الوزارة بالعاصمة صنعاء وحتى هذه اللحظة لم يتم حلها. وأشار إلى أن من الأسباب الرئيسية التي أوصلت النظافة بمدن وادي حضرموت إلى هذا الوضع هو مخصصات الصندوق لدى مؤسسة الكهرباء حيث تستلم مؤسسة الكهرباء الرسوم من قبل المواطنين وترسلها إلى الوزارة بالعاصمة صنعاء بدلا من أن تسددها للصندوق .. مؤكداٍ أن رصيد الصندوق وصل حتى شهر مايو الماضي إلى (280,259,077) ريالاٍ. وأضاف : أن وكيل محافظة حضرموت لشئون مديريات الوادي والصحراء العميد سالم سعيد المهالي شكل لجنة لتحقق من هذا الرصيد وطبعا اللجنة خرجت إلى مؤسسة الكهرباء ورفعت التقرير فاتضح أن المشكلة مرتبطة بصنعاء لذا تحركت اللجنة إلى العاصمة صنعاء للمتابعة في تسديد تلك المبالغ وحتى الآن لم يصدر قرار بذلك فهناك جداول وكشوفات تثبت ذلك ولكن للأسف إلى يومنا هذا لم يتم حل الموضوع , فالصندوق عليه مشاكل والتزامات كثيرة مرتبطة بالعمال والمواطنين فالناس يدفعون رسوماٍ للنظافة في حين لم تقدم لهم الخدمات الكاملة .. ومن المشاكل الأخرى التي تواجه صندوق النظافة هو عدم وجود مقلب للتجميع النهائي للمخلفات حيث كان عندنا مقلب في السابق بالقرب من منطقة تاربة بمديرية سيئون ولكن انتهت الفترة الإنتاجية ولمدة عامين ونحن نبحث عن الأرضية التي يمكن أن يقام عليها المشروع في الوقت الذي لدينا الدراسات لهذا المشروع حيث تم التنسيق مع الإخوة بمشروع التنمية على أن يتبنوا قيام هذا المقلب ولكن مشكلتنا في الأرض في الوقت الذي إننا بحثنا مع عدد من الجهات لحل المشكلة ولكن لم نتوصل إلى حل لهذا الموضوع .. فالمقلب الحالي الذي نعمل فيه هو مستأجر من فلاح فهو لا يصلح أن يكون مقلباٍ من الناحية الصحيحة فمقالب القمامة لها مواصفات فنية وشروط كيفية تطرح القمائم بالطريقة الصحيحة . تصويل/ جمعان دويل