الرئيسية - سياحة وتراث - »‬عصيبية‮« ‬السدة بإب‮ .. ‬حلقة جديدة من مسلسل العبث والنهب للآثار
»‬عصيبية‮« ‬السدة بإب‮ .. ‬حلقة جديدة من مسلسل العبث والنهب للآثار
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تحقيق/عبدالباسط النوعة – ■ ‬أبلان تدق ناقوس الخطر وآثار إب‮ ‬غير مسيطر عليها ■ ‬السياني‮: ‬الأجهزة الأمنية‮ ‬غير متعاونة في‮ ‬ضبط المتورطين مع أن الأسماء معروفة ■ ‬الغشمي‮: ‬إدارة أمن السدة سحبت أفراد الحراسة من الموقع قبل شهر ‮❊ .. ‬يتواصل مسلسل العبث والتخريب بحق المواقع والمعالم الأثرية في‮ ‬بلادنا وما‮ ‬يزيد هذه الحوادث هو ما تعيشه البلاد من أوضاع صعبة فضلا من ضعف القبضة الأمنية الأمر الذي‮ ‬كان له آثار سلبية خطيرة على التراث بشكل عام والمواقع الأثرية على وجه الخصوص وآخر تلك الحوادث هو ما حصل من عبث في‮ ‬منطقة العصيبية في‮ ‬مديرية السدة محافظة إب هذا الموقع الذي‮ ‬يعد من أكثر المواقع عرضة للتخريب والعبث ولعلنا نتذكر قبل سنوات تلك الحادثة الشنيعة التي‮ ‬استهدفت هذا الموقع الأثري‮ ‬الهام من قبل عصابة من المخربين والعابثين بثروة هذا البلد‮ ‬‮ ‬وتأتي‮ ‬الحادثة الأخيرة قبل عشرة أيام بالتزامن مع توجهات قيادة محافظة إب وعزمها على تطوير متحف ظفار ليكون متحفا متكاملا ومجهزا على أعلى مستوى‮ .. ‬تفاصيل أكثر حول الاعتداء الأخير نستقيها من خلال عدد من المسؤولين فإلى التفاصيل‮:‬

يستغل العابثون بتراث البلد بسبب الحكومة والدولة بشكل عام بمسائل تتعلق بمصير الوطن والمواطن والخدمات الأساسية ويعملون على التحرك الكبير في‮ ‬سبيل نبش وتخريب المواقع الأثرية ولا نعلم هل العيب فيهم أم في‮ ‬الحكومة التي‮ ‬انصب جل اهتمامها على مسائل بعينها وغضت الطرف عن مسائل أخرى تعتقد بأنها ليست بالأهمية في‮ ‬مثل هذه الظروف التي‮ ‬تمر بها البلد ولعل التراث بشكل عام واحد‮ ‬من هذه الاهتمامات المنسية الآن من قبل حكومة الوفاق الوطني‮.‬ وهنا تدق نائبة وزير الثقافة هدى أبلان ناقوس الخطر تجاه الآثار في‮ ‬اليمن بشكل عام سواء كانت مواقع أثرية موجودة في‮ ‬المتاحف فالآثار في‮ ‬بلادنا تعيش مأساة كبيرة ويتم العبث بتاريخ وحضارة هذا الشعب على مرأى ومسمع من الدولة‮.‬ وقالت‮: ‬لعل ما حدث من عبث وتخريب مؤخرا في‮ ‬موقع العصيبة بإب‮ ‬يبعث على الأسى ويؤكد بما لا‮ ‬يدع مجالا للشك بأن الوضع الأثري‮ ‬في‮ ‬إب‮ ‬غير مسيطر عليه جبال كاملة كانت موطنا لحضارات‮ ‬غابرة تذهب في‮ ‬ظل‮ ‬غياب رقابة مركزية وغياب دور السلطات المحلية فالوضع أصبح لا‮ ‬يطاق ولا‮ ‬يمكن تحمله على الإطلاق فنهب آثار البلاد وبهذا الشكل وبهذا الاسفاف والمتاجرة بها دون استشعار لقيمتها التاريخية والحضارية‮ ‬‮ ‬فكم سمعنا عن حوادث نهب وتخريب للمواقع الأثرية في‮ ‬ظفار والعصيبية والغريب أننا سمعنا قبل أيام عن نوايا المحافظة بإنشاء وتطوير متحف ظفار كي‮ ‬يكون متحفا وطنيا كبيرا فما ذا سيضم هذا المتحف والأيادي‮ ‬تمتد إلى المواقع الأثرية وتنهب ما بها من كنوز دون رقيب أو وازع أو ضمير‮.‬ وأما عن الإجراءا التي‮ ‬اتخذتها وزارة الثقافة بعد الحادثة قالت‮: ‬أجرينا العديد من الاتصالات بالجهات الأمنية المعنية بالمحافظة كونهم والسلطات المحلية‮ ‬يعتبرون مسؤولين مسؤلية كاملة عما حدث للاسيما في‮ ‬محافظة إب التي‮ ‬تتعرض مواقعها الأثرية لنهب منظم ومنذ سنوات طويلة‮.‬ وطلبت أبلان بضرورة تشكيل لجنة تحقيق من قبل رئاسة الوزراء للتحقيق في‮ ‬ما حدث من تخريب ونبش في‮ ‬مواقع العصيبية ومن المسؤول عن ذلك ومحاسبة المقصرين‮.‬ وتؤكد أن وضع الآثار في‮ ‬اليمن في‮ ‬أسوأ حالاته وبحاجة إلى تدخل سريع وعاجل من قبل الدولة التي‮ ‬ينبغي‮ ‬عليها أن تولي‮ ‬كافة الموضوعات قدرها من الأهمية والرعاية ولا‮ ‬يتم تغليب جانب على جانب آخر‮ ‬‮ ‬موضوع الكهرباء والنفط والحوار‮ ‬مهم جدا ولكن هناك موضوعات لا تقل عنها أهمية لعل أبرزها التراث هوية الأمة التي‮ ‬تتعرض كل‮ ‬يوم للعبث والتخريب فما سيبقى لمن سيأتي‮ ‬بعدنا ¿¿‮!.‬

منطقة أمنية • ‬ويقول الأخ‮ ‬مهند السياني‮ ‬رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف أن ما‮ ‬يحدث للآثار اليمنية من تخريب للمعالم والمواقع الأثرية ونهب لحضارة البلد وما حدث مؤخرا في‮ ‬إب قضية نناقشها منذ بداية الحفر في‮ ‬منطقة العصيبية تم التواصل مع وزارة الداخلية وطلب استحداث منطقة أمنية في‮ ‬ظفار لحماية المعالم والمواقع الأثرية‮.‬ ويضيف‮: ‬عملنا بكل الجهود ولكن للأسف الشديد لم نلق تعاونا من قبل الجهات الأمنية المفروض أن الجميع سلطة محلية وجهات أمنية وسلطات أثرية تقف ضد هذه الأعمال وفي‮ ‬موقع العصيبية‮ ‬يوجد نبش على مستوى كبير جدا ومن أشخاص‮ ‬يقال أنهم معروفون بالاسم فالمفروض على الأجهزة الأمنية أن تقوم بدورها وتساعدنا في‮ ‬القبض عليهم كي‮ ‬ينالوا جزاءهم الرادع لدينا بلاغات بأسماء من‮ ‬يقومون بالعبث فأين دور الجهات الأمنية لا سيما ونحن رفعنا لهم بهذه البلاغات ومهما واجهتنا من عوائق سنتابع أولئك المجرمين والعابثين قضائيا عبر نيابة المدن التاريخية حتى‮ ‬يتم القبض عليهم‮.‬ وأوضح أن القطع التي‮ ‬سرقت لم‮ ‬يتم تحديدها أو معرفة أية معلومات أكيدة تدل على سرقة قطع أثرية أثناء عملية النبش‮.‬ واستغرب السياني‮: ‬قيام بعض وسائل الإعلام بنشر صور قطع أثرية ادعت أنها ماتم نهبه في‮ ‬حادثة الاعتداء الأخيرة في‮ ‬موقع العصيبية فمن قام بالتصوير ومتى وكيف تم التقاط هذه الصور¿‮.‬

سحب الخدمة الأمنية • ‬من جهته‮ ‬يقول الأخ فؤاد الغشم مدير عام الآثار بمحافظة إب أن المسؤولية في‮ ‬ما حدث مؤخرا من اعتداء وتخريب على موقع العصيبية تتحملها إدارة أمن السدة التي‮ ‬قامت قبل ثلاثة أشهر بسحب الخدمات الأمنية التي‮ ‬كانت تتولى حراسة الموقع منذ حادثة الاعتداء التي‮ ‬تعرض لها الموقع قبل خمس سنوات ومنذ ذلك الحين لم‮ ‬يتم التعرض لهذا الموقع أبدا بعد أن كانت الاعتداءات متواصلة ومستمرة إلى أن تم تخصيص حراسة أمنية مكونة من أفراد وطقم عسكري‮ ‬وخيمة دائمة‮ ‬‮ ‬وما إن تم سحب هذه الخدمات الأمنية من قبل أمن السدة لأسباب مجهولة حتى قعت هذه الحادثة‮.‬ مشيرا إلى أن موقع العصيبية وموقع الشاهد الأثريين اللذين‮ ‬يقعان في‮ ‬مديرية السدة‮ ‬يعتبران من أكثر المواقع الأثرية عرضة للتخريب والنبش وبصورة تفوق المواقع الأخرى بكثير‮ ‬وهذا ناتج أولاٍ‮ ‬عن ضعف الرقابة الأمنية‮.‬ وثانيا‮: ‬عن قلة الوعي‮ ‬لدى أبناء المنطقتين وقد تم مطالبة قيادة المحافظة بضرورة إقامة منطقة أمنية لحراسة الموقعين ووافقت المحافظة وتم الرفع إلى قيادة وزارة الداخلية التي‮ ‬وافقت أيضا على إقامة هذه المنطقة بيد أن الأمور لا زالت متوقفة بسبب عدم تحديد موقع لإقامة هذه المنطقة من قبل المجلس المحلي‮ ‬بمديرية السدة‮.‬ لافتا بأن دور السلطات الأثرية هو فقط الدراسات العملية والتنقيبية والقيام بإبلاغ‮ ‬الجهات الأمنية عن أية حوادث واعتداءات وعبث للمواقع أو المتاحف ومتابعة هذه القضايا في‮ ‬المحاكم والنيابات إذا ما تم القبض على العابثين والمخربين للمواقع الأثرية ومهربي‮ ‬الآثار‮.‬