سيئون/ أحمد بزعل – ■ “الشعبانية”.. طقوس وأهازيج وألعاب شعبية الاحتفالات تنطلق وقت السحر وتمتد حتى بزوغ الشمس ولمدة أربعة أيام

منطقة هود الأثرية والتاريخية تبعد عن مدينة سيئون ب(140) كم ويوجد فيها قبر نبي الله هود عليه السلام على سفح جبل في الجهة الشرقية من بئر برهوت وتشهد هذه المنطقة ابتداء من بداية شهر شعبان زيارات من داخل اليمن ومن خارجها لتبلغ ذروتها في العاشر من شعبان وتنتهي في منتصف شعبان. الثورة ” ومساهمة منها في إبراز السياحة الدينية في حضرموت تابعت عن كثب الاستعدادات للاحتفال والطقوس المختلفة من الألعاب والرقصات الشعبية وتوزيع الهدايا الخاصة بالاحتفال الذي من المقرر أن يشهد مشاركة كبيرة في هذا الموسم وإلى الحصيلة :

كان مكان القبر وموضعه وعرا وغير ممهد وبحسب ما يذكر حول القبر فإن الشيخ الفقيه حكم بن عبد الله باقشير المتوفي سنة ( 879 هجرية) قام بعمارة مشهد القبر عمارة تامة وبناه بالحجر والنورة وأقام عليه قبة ومهد محيطه خاصة من جهة الغرب وذلك ليقابل الزائرين ويجلسون أمامه ثم بعد ذلك تم اليه اضافة بناء فقد بني السيد الشريف الفاضل ابوبكر بن محمد بلفقيه قبة ضخمة على جانب الحجرة المتصدعة في منتصف القبر عام (1097 هجرية) ثم تلاها عمارات متعددة فقد مهد السيد علوي بن عبد الله الكاف الدرج المعروف اليوم وبنى حول القبر موضعا واسعا وبنيا◌ٍ حول الصخرة التي اطلق عليها (الناقة) بناء من الحجر مما جعله مكانا◌ٍ وموضعا◌ٍ واسعا◌ٍ يتسع لجموع الزوار. يذكر أن القبر كان يشهد زوارا منذ عصر ما قبل الإسلام ومما ذكر عن زيارة القبر بعد الإسلام ما جاء عند الهمداني المتوفي سنة ( 355) هجرية أن قبر النبي هود عليه السلام كان يزوره أهل حضرموت وأهل المهرة في أي وقت خلال العام وفي القرن السابع الهجري في عهد الشيخ عبد الله باعباد القديم كان الناس يذهبون مع الشيخ لزيارة القبر بعد جني التمر وكانوا يعتمدون كما ذكر على توقيت غير الأشهر القمرية في موسم الزيارة وأول من جعل موسم زيارة قبر النبي هود عليه السلام على توقيت الشهر القمري الشيخ ابوبكر سالم العلوي المتوفي سنة 992 هجرية اذ جعل وقت الزيارة في شهر شعبان وجعل المبيت للزيارة ليلة النصف من شعبان وقيل إن أول من حدد موعد الزيارة للقبر هو شهاب الدين احمد بن عبد الرحمن.

طقوس الزيارة من حيث طريقة الزيارة فقد تغيرت طريقة الزيارة للقبر في عهد الأمام عبدالله بن ابوبكر العيدروس من الزيارة بالكيفية الفقهية التي تقتصر على السلام والترحم إلى الطريقة الصوفية التي تتناول التوسل والاستمداد والتبرك أثناء الزيارة للقبر كما أن هناك طقوس ماقبل الزيارة حيث يقوم الوعاظ منذ شهر جماد الثانية بحث الناس على زيارة قبر نبي الله هود عليه السلام ويتناقل الناس الحديث عن موسم الزيارة في مختلف المجالس. وفي ليالي الزيارة التي تبدأ من قبل الفجر وتمتد إلى طلوع الشمس لمدة أربعة ايام من العاشر من شعبان إلى منتصفه أو ما يطلق عليها الشعبانية حيث تقوم كل مجموعة من الزوار بالتجمع أمام محل إقامة منصبها والمنصب شخص يتم اختياره من مجموعته التي يعرفهم ويتم بعد ذلك ممارسة الكثير من الألعاب الشعبية وكذلك الرقصات ومنها رقصة الشبواني والخابة وفي ليلة الخامس عشر بقراءة دعاء شعبان المشهور ويتم زيارة المشاهد والأضرحة ثم تقام الألعاب الشعبية بين الحويف والخابة ويجتمعون جميعا في مكان معين وبالشعبانية تنتهي مراسيم الزيارة لقبر نبي الله هود عليه السلام ويعود الزائرون إلى بيوتهم ويقومون بتوزيع الهدايا على الأهل وهي من بقايا مالديهم من موسم الزيارة من كعك وجلجل وثياب ومساوك وغيرها مما تفرضه العادات الشعبية هناك يذكر أن موسم الزيارة العام الماضي شارك فيه أكثر من 50 ألف زائر من داخل اليمن ومن خارجها وخلال هذا العام تم توفير كثير من الخدمات في موقع القبر لتسهيل الزيارة بكل سهولة وتم رصف الطرق وسفلتتها وعمل الإنارة بتكلفة قدرها 15 مليون ريال وذلك ضمن البرنامج الاستثماري لمديرية السوم التي يقع فيها القبر.