الرئيسية - محليات - مـدينــة◌ْ الشøـــرق.. قöبúل◌ِة◌ْ المناطق الوسطى ونقطه عبور للسياح
مـدينــة◌ْ الشøـــرق.. قöبúل◌ِة◌ْ المناطق الوسطى ونقطه عبور للسياح
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

استطلاع وتصوير/فايز محيي الدين البخاري – القمامةْ أبرز ما يواجهه الزائر لمدينة الشرق ويلمحه منذ الوهلة الأولى

من أي الطْرق أتيتها تجدها ماثلةٍ للعيانومن أي السْبْل يممتِ وجهكِ تكون هي نقطة العبور لأنها وحدها فقط الطريق الأكثر ارتياداٍ من قبل الكثير من أبناء المناطق الوسطى وسلسلة الجبال الغربية في وسط هضبة اليمن.. إنها مدينة الشرق التي طالما دوى اسمْها في الآذان وبلغِتú شهرتْها الآفاق وطالما عبرها المسافرون وقصدِها المتسوقون والسياح وكانت وجهةٍ لكثيرُ من أبناء المناطق الوسطى في سلسلة الجبال الغربية حيث محمية عتمة ووصاب العالي ووصاب السافل ومديرية القفر وبلاد آنس وعنس الغربية ومعظم مناطق ريمة وبالذات الشرقية وساكني وادي رماع الشهير.. فكل تلك المناطق تقصد مدينة الشرق لأكثر من سبب على رأسها التسوق أو التنقْل عبرها إلى مناطق أْخرى.

*فأبناء وصاب وعْتمة والقفر وريمة يقصدونها وهم مسافرون إلى صنعاء أو الحديدة في الذهاب والإيابوأهالي آنس وجبل الشرق والمنار ومغرب عنس يقصدونها للتسوق في الغالب وحين يريدون الذهاب جهة الحديدة أو محافظة إب وتعز عبر مديرية القفر إلى منطقة السحول..وأبناء الحديدة وباجل بالذات الذين يرتبطون بها بخط إسفلتي يعتبرونها محجتهم ومقصدهم وهم في طريقهم إلى ذمار أو إب أو الضالع أو البيضاء ومختلف المناطق الوسطىباعتبار الخط الذي يمر بها هو الأقرب من بين كل الخطوط التي تؤدي إلى تلك المناطق ويربط المناطق الوسطى بسهل تهامة والمناطق الساحلية الغربية. لذلك فمدينة الشرق لا يقر لها قرار ولا تهدأ الحركة فيها ليلاٍ أو نهاراٍحيث وقد أضحتú طريقاٍ تجارياٍ هاماٍوهذا بحد ذاته روجِ لها كثيراٍ في مجال السياحة وجعلها مقصداٍ للكثير من السياح الذين يتقاطرون عليها من كل مكانوبالذات السياح اليمنيين.

مدينة العبيد *ولعل أشهر الأسماء التي سْميِتú بها مدينة الشرق ولا تزال متداولة حتى اليوم خاصة لدى كبار السن هي (مدينة العبيد) وقد لاحظتْ ذلك بنفسي عند أول زيارة لي لهذه المدينة عبر الخط الذي يصلها بمديرية عتمة من محافظة ذمار ومديرتي القفر والمخادر من محافظة إبوكنتْ قد أزمعتْ زيارتها من خلال هذا الخط الذي يبدأ من منطقة الدليل بمديرية المخادر أسفل نقيل سمارة حيث توجد فرزة للسيارات والباصات التي تقل المسافرين من الدليل في إب إلى عتمة ومدينة الشرق ومن ثم إلى باجل في الحديدة أو صنعاء عبر مدينة معبر ونقيل بني سلامة في آنس أو إلى جبال ريمة ووصابين. المهم أني أثناء مروري من القفر وعتمة قادماٍ من الدليل نحو مدينة الشرق كنتْ أسأل بعض مِن أجدهم في طريقي عن المسافة أو المْدة الزمنية المتبقية لوصولي إلى مدينة الشرق فكان البعض يجيب بالنفي عن عدم معرفته بمدينة الشرقوحينئذُ فقط أتدارك الأمر وأسأل فوراٍ عن (مدينة العبيد) فيجيبونني بكل سهولة ويسر وقد فهموا مقصدي. وهذا ما أعاد إلى ذهني ما كنتْ قد قرأتْهْ في بعض كْتب الرحالة الذين زاروا اليمن قبل قيام الثورة السبتمبرية المباركة والذين مروا من هذه المدينة وهم في طريقهم إلى صنعاء قادمين من الحديدة حين كانت محطة هامة لقوافل المسافرينوكانت لاتزال تْسمى مدينة العبيد..وبدأتú خواطر قراءاتي تلك تتوالى لتقارن بين ما كان عليه الوضع من بؤسُ وفقرُ وفاقة ومرض ومجاعة وتخلْف وجهل حسب وصف الرحالة وبين ما أصبح عليه الوضع اليوم في ظل الجمهورية ودولة الوحدة,ولاشك أن الفرق شاسعوشاسعَ جداٍ.

ضفاف رماع مِن يقصد مدينة الشرق من جهتها الشرقية لابد أنú يْعرج إليها من مدينة معبر وسط سهل قاع جهران الشهير بمحافظة ذمارومنها ينطلق غرباٍ باتجاه مدينة ضوران آنس ونقيل بني سلامة حتى يصل إلى بدايات وادي رماع من جهة الشرق الذي تربض على إحدى تلاله مدينة الشرق الباسمة. ومِن يأتي من جهة محافظة إب فإن مدينة الدليل أسفل نقيل سمارة هي منطلقه الذي سيبدأ منه نحو مديرية القفر ثم عتمة وصولاٍ إلى مدينة الشرق التي سيكحل عينيه برؤية مناظرُ بديعة في طريقه إليهاخاصة في عتمة وعلى ضفاف وادي رماع وفي أصقاع مديرية القفر ذات الحمامات الكبريتية المتعددة. أما إنú قصدها المرءْ من جهة الحديدة وسهل تهامة فلاشك أن مدينة باجل التي تترتبط بها بطريق إسفلتي ستكون هي منطلقه الذي يبدأ منه..فيما أبناء ريمة ووصاب وعتمة-وهم كْثرْ- بحكم المجبرين على المرور بها في معظم أسفارهم. في مدينة الشرق أو مدينة العبيد كما يحلو لكبار السن تسميتها حسب ما درجوا عليه يستذكر المرء قصص رحالةُ كْثرُ مروا من هذه المدينةوعشرات الآلاف من العبيد الذين كانوا يجلبون إليها في طريقهم للبيع في المرتفعات أو نحو سهل تهامةوفي الغالب كان اتجاههم نحو الهضبة الوسطى قادمين من ساحل تهامة بعد استجلابهم من منطقة القرن الأفريقي وبعض دول أفريقيا الوسطى والجنوبية التي كانت على تواصل كبير بأبناء شبه الجزيرة العربية واليمنيين بالذات.

خدمات منعدمة هذه المدينة التي لاتزال تْسجل حضوراٍ قوياٍ في طْرق التجارة والتسوق وعبور المسافرين وأفواج السياح ينقصها الكثير من الخدمات التي ترقى بها إلى مصاف المْدن المشهورة مثلها والأكثر قصداٍ وزيارةٍ من قبل المسافرين والمتسوقين والسياح. وعلى رأس تلك الخدمات التي تفتقر إليها مدينة الشرق انعدام عْمال النظافةحيثْ تْرى القمامة مْكدسة في كل شارعُ وزقاقُ بشكل يوحي على عبث وتجاهل من قبل السلطة المحلية في مديرية جبل الشرقوكأن مسألة النظافة غير واردة في قاموسهم على الإطلاق. وثاني تلك الأشياء التي يلمسها مِن يزور مدينة الشرق هي انعدام المرافق السياحية التي تستقطب السياح وتدفعهم للبقاء فيها أو حتى لصرف ريالُ أو دولارُ واحدوفي مقدمتها بالطبع الفنادق والمطاعم السياحية التي لايوجد ولا واحد منها رغم أهمية موقع هذه المدينة المنسية من الخدمات الحاضرة بقوة في وجدان وقلوب كل أبناء المناطق الوسطى والغربية سالفة الذكر الذين يقطعونها ذهاباٍ وإياباٍ في أسفارهم المتعددة. والمشكلة الكبرى التي تعاني منها مدينة الشرق تتمثل في انتشار عصابات التقطع على مشارفها والتي راح ضحيتها العديد من المسافرين الذين يتم نهبهم وأحياناٍ قتلهم بدمُ بارد وهذا ما يدفع بالكثيرين إلى العزوف عن المرور بهذه المدينة المهمة في موقعها.

قمامة متكدسة إضافة إلى ذلك تعاني مدينة الشرق من تآكل طبقة الاسفلت في الشارع العام الذي بدا يتيماٍ في الوقت الذي لا تعرف الشوارع الأخرى حتى متراٍ واحداٍ من الاسفلت أو الرصف وهذا فاقمِ البلاءِ على المواطنين إلى جانب انعدام المرافق الصحية الحكومية أو الأهلية المؤهلة فعلاٍ لا ستقبال الحالات المرضية المتعددة وبالذات التي تنتج عن حوادث السيارات والمركبات وهي كثيرة مما يستدعي نقلها إما إلى الحديدة أو باجل أو ذمار أو معبر أو إب وحينها لا تصل الحالة إلا وقد لفظتú أنفاسها إنú كانتú بوضعُ حرج. والأدهى والأمر أنه لا يوجد فندق سياحي واحد أو مطعم راقي يكفل بجذب السياح أو إبقائهم مْدِة أطول في هذا المكان الحساس الذي طالما كان ولا يزال محجة هامة يقصدها العابرون إلى الكثير من المناطق اليمنية. أما القمامة وانتشارها الكثيف في كل أرجاء مدينة الشرق فحدثú ولا حرج وكأن هذه المدينة لا تتبع اليمن ولا يوجد لها مسئولون يعالجون أوضاعها أو ربما أنها لا تدر دخلاٍ للسلطة المحلية التي ترى كل ذلك بأْم عينيها على مدار الساعة ومع ذلك لم تحركú ساكناٍ. أتمنى أنú أزور مدينة الشرق مرِةٍ أْخرى وقد انقشعِتú عنها كل تلك المْعاناة التي تكتوي بها هي وأهلْها وزائروها ليل نهار!