الرئيسية - محليات - العقيدة العسكرية الجديدة ستسهم في معالجة أوضاع الجيش
العقيدة العسكرية الجديدة ستسهم في معالجة أوضاع الجيش
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

 - 
أكد العـميد الركن / علي نـاجــي عبـيد - رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية  للـــــقـــــــوات المـــســلـــــحــــة أن إيجاد  جيش وطني قوي ) يؤدي دوره الدستوري في حماية السيادة بشكل أساسي يتطلب أولاٍ تعريف ماهية السيادة في ظل العولمة و نافع عبد الرقيب –

تعريف السيادة والوطنية من أهم مخرجات الحوار الوطني وضوح مفاهيم السيادة والوطنية يحدد الدور المستقبلي للجيش

أكد العـميد الركن / علي نـاجــي عبـيد – رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية  للـــــقـــــــوات المـــســلـــــحــــة أن إيجاد جيش وطني قوي ) يؤدي دوره الدستوري في حماية السيادة بشكل أساسي يتطلب أولاٍ تعريف ماهية السيادة في ظل العولمة وتعريف ما هو ومن هو الوطني وأن هذا من أهم ما يمكن أن يخرج به مؤتمر  الحوار الوطني .. وأكد أنه لا يمكن التحدث عن حماية السيادة المتمثلة في حماية الحدود البرية والبحرية والأجواء يقوم بها جيش عريض وطويل إذا وْجد وهي تخترق على مرأى ومسمع من الناس في العاصمة وفي العواصم العربية والعالمية الأخرى في ظل ( العالم قرية واحدة) أو على الأصح غرفة واحدة وكذلك الحديث عن  (من هو  الوطني ) ففي الستينات كانت الأمور واضحة من هو جمهوري ومن هو ملكي¿ من هو مع الثورة ومن هو مع الاستعمار البريطاني¿  من هو مع الثورة ومن هو مع الثورة المضادة¿ من هو مع الحزبية ومن هو ضدها¿ في ظل شعار (من تحزب خـان) والآن لا بد من أن نعرف(بتشديد  وكسر الراء) (الوطني) في ظل الظروف الجديدة هل هو الفاسد الذي ينهب أكثر أو العكس¿ أو من يمتلك قوة المال والسلاح ويمتلك إمكانيِة المتنفذ¿ هل هو من يخضع للقانون أو من هو فوقه¿ هل هو صديق أجهزة هذه الدولة أو تلك من الدول الشقيقة أو الصديقة¿ أو من يستلم (معاشاٍ) أو (دعماٍ) من هذه الدولة أو تلك ¿   …. الخ. واستطرد القول – فمتى ما وصلنا إلى تعريف دقيق لهاتين المسألتين (السيادة والوطنية) وبالتالي من هو الوطني¿ نستطيع أن نتحدث عن دور وطني محتمل أي مستقبلي للجيش للإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار وبناء الدولة الحديثة المغيبة!. وأوضح العميد عبيد أن تعريف السيادة بحـاجة إلى بحث في ظل الظروف الذي يعيشها العالم التي تعتبره قرية واحدة وبروز ما يسمى (بالعولمـة) مع توقع ظهور (العالمية) .. مشيرا إلى أن هذه من أكثر ما يمكن أن يقوم به مؤتمر الحوار  الوطني وبإسهام الجامعات ومراكز الدراسات والتي على أساس نتائجها سيتم الحديث عن ماهية شكل الدولة الوطنية وسيادتها .. وأكد أن السيادة الوطنية تتحقق من خلال تحقيق المواطنة السوية والمتساوية ورفع مستوى الحياة المعيشية للمواطن بحيث يحس بأنه كامل الإنسانية أينما ذهب في  الداخل أو الخارج أو بعبارة أخرى (الكف عن التكفف رسمياٍ وفردياٍ على مستوى الدولة والفرد). وأشار رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية للقوات المسلحة إلى أن إعادة الهيكلة هي مصطلح يبسط عملية إعادة بناء القوات المسلحة المعقدة جداٍ والتي بدأت بخطوات محنكة في ظل ظروف استثنائية نشبهها (بأنقاض ملغومة) نأمل أن تتكلل بالنجاح وهذه القضية هي واحدة من المسارات (الأجندة) الهامة المطروحة أمام مؤتمر الحوار الوطني أعانه الله .. موضحا أن عملية إعادة بناء القوات المسلحة (الهيكلة) تقوم على أساس السياسة العسكرية للدولة والتي ينبغي أن تقوم على أساس المتغيرات الراهنة والمحتملة في المستقبل وعديد من العناصر الأخرى وعلى ضوء ذلك تحدد العقيدة العسكرية للجيش التي تعرف بأنها (مجموعة القيم والمبادئ التي تهدف إلى إرساء نظريات العلم العسكري وعلوم فن الحرب وتحدد مسائل بناء واستخدام القوات المسلحة في زمن السلم والحرب بما يحقق الأهداف والغايات المرجوة) والتي ستساعد على معالجة أوضاع القوات المسلحة الراهنة التي بدأت عملياٍ بانقسام الجيش أثناء حرب 94م وما تلاها من إبعاد وتهميش الجيش الجنوبي الذي كان يمتلك خبرات يعتز بها كل وطني وكان يمكن الاستفادة منها ولا تزال الإمكانية قائمة للاستفادة من تلك التجربة الهامة ولابد من اتخاذ خطوات جادِة على هذا المسار ومنها إعادة بنائه ولما يؤدي إلى بناء جيش يقوم بدوره في بناء الدولة المدنية الحديثة إن شاء الله . وأضاف العميد الركن علي ناجي عبيد : انه بالنظر إلى أن القوات المسلحة جزء من منظومة الدولة فهي تؤثر وتتأثر بما يجري على الواقع ومنها ظاهرة الفساد المتفشية ليس في مؤسسات الدولة فحسب بل وفي أوساط المجتمع اليمني بشكل عام فإن القوات المسلحة لها النصيب الأوفر منه والذي لا يستطيع أن ينكره إلا جاحد ولهذا اتخذت القيادة العسكرية والسياسية في البلاد قرار استحداث منصب المفتش العام في القوات المسلحة واختيار الشخصية الملائمة المتسمة بالنـزاهة وذلك بناء على الدراسات العلمية التي قدمتها لجان الهيكلة اليمنية والشقيقة والصديقة وبمساهمة مركز الدراسات الإستراتيجية بهدف محاصرة ظواهر الفساد وتجفيف منابعه والدفع بعملية بناء القوات المسلحة بخطوات حثيثة إلى الأمام وبما يمكنها من أداء مهامها على أكمل وجه والمتمثلة بحماية السيادة بعيداٍ عن التجنح الحزبي والتعصبات الضيقة مثل القبلية والمناطقية والمذهبية وبما يوفر مناخات ملائمة للعمل السياسي والحزبي في البلاد في ظل  الديمقراطية والتعددية بدءاٍ من عدم تدخلها في الشؤون الحزبية وعدم تدخل الأحزاب في شؤونها أو السعي لاستخدام إمكانياتها لصالح هذا الحزب أو ذاك …. الخ . وقال العميد الركن عبيد: إن لوسائل الإعلام الدور الرئيسي ليس في  ترسيخ العلاقات بين القوات المسلحة والشعب فحسب ولكن في بلورة عملية إعادة بناء قوات مسلحة وطنية تقوم بمهامها (الدستورية) وبهذه المسألة أي (المهام الدستورية)  بالتحـديد تتحدد العلاقة بينهما على أن تستوعب وسائل الإعلام انتقالها من مرحلة الرقيب اللامسئول  الذي يحرص فقط على أن تكون وسيلة الإعلام للتطبيل وبالتالي تكون مهمتها في هذا الاتجاه فقط  بحيث تفضل (الرقيب المسئول) . الجدير ذكره أن مركز الدراسات الإستراتيجية نشأ مع نشوء الأكاديمية العسكرية العليا في العام 2005م وتم افتتاحه في العام 2008م ولاحقاٍ حظي بالاستقلال عن الأكاديمية ولديه مهام تتمثل بالقيام بالبحوث العلمية والدراسات الإستراتيجية في المجالات العسكرية السياسية الاقتصادية والاجتماعية التاريخ والحضارات العلاقات اليمنية العربية والدولية والمستقبليات إلا أنه يكاد يكون يقوم ببعض المهام بما يحفظ ماء الوجه نتيجة عدم توفر الميزانية والتي نأمل أن تحل قريباٍ.