الرئيسية - محليات - طلاب يحرمون من امتحان الرياضيات.. والسبب نقل المركز دون علمهم!
طلاب يحرمون من امتحان الرياضيات.. والسبب نقل المركز دون علمهم!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

عبدالناصر الهلالي – في صباح الأربعاء ذهب (عشرة) طلاب من قريتهم قشيبة الواقعة في عزلة بلاد الوافي بجبل حبشي البعيدة عن المركز الامتحاني ساعة ونصف الساعة مشيا على الأقدام’وعند وصولهم إلى المركز في إطار المديرية ب(المحشا) تفاجأوا بنقل المركز إلى مدينة تعز كانت الساعة حينها السابعة’وخمسة وأربعين دقيقة..لم يعد هناك متسع من الوقت¡ وفي نفس الوقت لا توجد سيارة تقلهم إلى المركز الجديد الذي يفترض أن يؤدوا الامتحان فيه. غالبا ما توجد في الأرياف صعوبة بعد الثامنة صباحا في إيجاد سيارة خاصة في الأرياف البعيدة عن المدينة بأكثر من (70) كم ..مضت ساعات الامتحان قبل أن يصل الطلبة إلى المركز..رسوب مقدم ‘وسياسة تعليمية لا تخلو من العشوائية ..إذ تقرر في اللحظات الأخيرة ما لم يكن في حسبان الطلبة’وأولياء أمورهم. الوزارة تعلن عن نقل هذا المركز أو ذاك إلي مكان آخر غير أن هذا الإجراء ليس كافيا بنظر الطلبة لان قرى كثيرة لا توجد فيها كهرباء الأمر الذي يحرمهم من سماع تلك الإعلانات التي تأتي على الأغلب في (التاسعة) مساء. بإمكان الطلبة إذا النوم بقية أيام الامتحانات طالما أن فرص النجاح انعدمت’وليس المعدل هكذا قال لي أحدهم عند الاتصال به. ويتمنى أن تعيد وزارة التربية النظر في هذا الأمر وتعمل على إعادة الامتحانات لمن فاتهم الامتحان في عذر عدم المعرفة بنقل مراكزهم إلى أماكن أخرى. اللجان الفرعية يرأسها مدراء مكاتب التربية في المحافظات تجتمع لتقييم الأجواء التي جرت فيها الامتحانات ‘ومن ثم تصدر الأحكام وفقا للمخالفات التي تحدث. في محافظة تعز وفقا لمصادر في اللجنة الفرعية للامتحان بالمحافظة نقل حتى الآن (27) مركزا امتحانيا◌ٍ للثانوية العامة إلى أماكن أخرى من إجمالي المراكز الموزعة على مديريات المحافظة ال(193) مركزا امتحانيا◌ٍ’و(32%) من المراكز شهدت إشكالات’ومخالفات. وتشير المصادر ذاتها أن نقل المراكز تلك جاءت بعد تجمهر المواطنين أمامها بغرض تسريب الغش إلى داخل القاعات’ وإطلاق النار’ ومحاولة الغش بالقوة’وأن النقل جرى في إطار المديرية الواحدة’أو إلى مديريات أخرى. لا يعترض الطلبة على نقل المراكز إلى أماكن أخرى ..الاعتراض على عدم الإعلان مبكرا عن نقلها’والذهاب بها بعيدا كما هو الحال في نقل مركز ببلاد الوافي جبل حبشي إلى مديرية الجند القريبة من القاعدة في محافظة إب. يحتاج الطالب لكي يصل إلى هناك سيارة تكلفه في اليوم الواحد(3000) ريال علما أن أسرا كثيرة تحرم أبناءها الامتحانات بسبب عدم توفير مبلغ كهذا لكل يوم يذهب فيه للامتحان’وإذا قرر الطالب البقاء في المدينة فإن هذا يتطلب منه مصاريف قد تصل إلى ال(50) ألف ريال على مدى أيام الامتحانات ‘وهذا مبلغ صعب على طالب الريف توفيره بسهولة. الطلبة المحرومون من الامتحان في مادة الرياضيات (التكامل’والتفاضل) ليسوا الوحيدين ‘بل هناك طلبة يحرمون لنفس السبب’وهؤلاء يطالبون وزارة التربية بإعادة النظر في حالاتهم أولا’وإعادة النظر في نقل المراكز الامتحانية ثانيا ‘سيما وأن ضمن الأسباب التي تدعو مكاتب التربية إلى نقل المراكز الغش بالقوة. ويؤكد طلبة في هذا الشأن أن المراكز التي يتم نقلهم إليها يحدث فيها غش بالتراضي’ويغلب الاعتقاد هنا أن الغش بالقوة’أو بالتراضي هو ذاته الغش الذي يسيء للعملية التعليمية برمتها’وهنا يتوجب على وزارة التربية البحث عن بدائل أكثر فعالية ‘وأكثر حرصا على عدم حدوث أية خروقات تؤدي في المجمل إلى إحداث خلل في هكذا أمر. العام الماضي حدث نفس الأمر ليس في محافظة تعز وحدها ‘ولكن في كل المحافظات’وانتقدت الصحافة هذه الظاهرة كونها مرهقة للطالب ‘وولي أمره’ولا تعمل في ذات الوقت على انتشال العملية الامتحانية من واقع الخلل ..كون المخالفات تحدث في نفس المراكز الأولى ‘أو في المراكز التي تم النقل إليها. يتساءل الناس كثيرا عن سبب وقوع وزارة التربية في الخطأ في كل عام ‘ولا تستفيد من الأخطاء التي تكررت في الأعوام السابقة على اعتبار أن التراكم في الغالب يؤدي إلي تصحيح الأخطاء’وليس إلى تفاقمها. حالة الإرباك التي تعيشها الوزارة والطلبة على حد سواء بالإمكان تجاوزها إذا ما تم الترتيب الجيد للامتحانات قبل موعد البدء.