الرئيسية - محليات - خزانات الضالع .. خطوة نوعية للاستفادة من حصاد مياه الأمطار
خزانات الضالع .. خطوة نوعية للاستفادة من حصاد مياه الأمطار
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الضالع/ مطهر هزبر – يعد النقص الشديد في المياه هو القضية التنموية الرئيسية الأولى في محافظة الضالع – سواء للشرب أو الزراعة – وذلك بسبب انخفاض الهطول المطري وموسميته وجريان مياه الأمطار عن مناطق سقوطها وضعف المياه الجوفية وتدني نوعيتها واستنزافها بشكل كبير . ويعتبر الحصول على ماء نظيف وكافي هي مشكلة حادة في جميع مديريات المحافظة ويكاد لا يتوفر لأي منطقة في الضالع ماء كافي للشرب طوال العام. لهذا السبب تضمن مشروع إدارة موارد المجتمع بمحافظة الضالع الممول من صندوق الايفاد بإشراف وزارة الزراعة والري مكونا كبيرا لتطوير وصيانة مصادر المياه وخاصة مياه الشرب عبر حصاد مياه الأمطار التي تضيع من مناطق سقوطها وزيادة حجم مصادر المياه في المناطق الوعرة عن طرق حصاد مياه الأمطار الضائعة بجريانها بعيدا عن المنطقة . ( خزانات فردية وجماعية ) وأوضح المهندس / عادل دهمان كبير مهندسي مشروع إدارة موارد المجتمع في محافظة الضالع أن المشروع استهدف خلال فترته الممتدة من (2007- 2014م ) توفير مياه شرب نظيفة في عدد من المديريات التي يعمل فيها المشروع عن طريق إنشاء برك أو خزانات صغيره مسقوفة لحصاد مياه الأمطار (فردية أو جماعية) بمعدل (10.5) متر مكعب ماء للأسرة الواحدة في اليوم لاستخدامه خلال موسم الجفاف الممتدة بين اكتوبر حتى فبراير من كل عام . وأشار المهندس دهمان أن المشروع تمكن حتى العام 2013م من إنشاء وترميم (6800) خزان فردي و(90) خزانا جماعيا بسعة إجمالية قدرها ( 1000000) متر مكعب من مياه الأمطار منها ( 70000) متر مكعب من أسطح المنازل تستفيد منها حوالي (6500) أسرة وكذا تنفيذ حوالي (90) خزانا جماعيا للاستخدامات المنزلية وشرب الحيوانات بسعة إجمالية قدرها (20000) متر مكعب تستفيد منها حوالي ( 4200) أسرة و(10000 ) متر مكعب للري تستفيد منه حيازات صغيره لـ150 أسرة فقيرة بمساحة تقدر بحوالي (40 هكتارا) وكذلك 50 ري مزرعي فيما لا تزال هناك عدد كبير من هذه الخزانات قيد الإنشاء والتي بدورها ستوفر 100000 متر مكعب ماء إضافي . (مساهمة مجتمعية ) وحول تعاون المجتمع مع فريق مكون إدارة الموارد الأرضية والمائية قال المهندس حمادي السلامي من فريق التحفيز الفني والاجتماعي لمشروع إدارة موارد المجتمع بالضالع أن الفريق لقي تجاوبا كبيرا من قبل المجتمع المحلي الذي ساهم بشكل كبير في إنجاح أنشطة المشروع .. منوها إلى أن الفريق ساهم في تحريك المجتمعات نحو متطلباتها التنموية وتشجيعها لتكوين جمعيات مشهرة رسميا .. مضيفا أن فريق تحفيز المشروع يساعد المجتمعات المستهدفة على تحليل وضعها ووضع أولوياتها التنموية ومن ثم إعداد خطة عمل تنموية استراتيجية عامة للمجتمع بالمشاركة حيث بلغ متوسط مساهمة المجتمع في خزانات الشرب الفردية بحوالي 50% في حين بلغ متوسط المساهمة في خزانات الشرب الجماعية وفي الكرفان والمواجل 38%. وأوضح السلامي أنه غالبا حصاد مياه الأمطار الساقطة على أسطح المنازل غالبا إلى خزانات الشرب الفردية وفي هذه الحالة يجب أن يكون سطح المنزل مبطنا بالاسمنت , وان يكون نظيفا وبمساحه كافيه ويتم إيصال الماء مباشرة من السطح إلى الخزان عبر أنبوب بحجم مناسب . ويجري وسط هذه المصادر خزانات ماء الشرب الفردية عندما يكون سطح المنزل صغيرا أو غير جاهز ووجود سطح جبلي قريب ونظيف ومحمي من نقطة تجميع الماء على السطح يتم توصيله إلى الخزان عبر أنبوب بحجم مناسب يمتد بين سطح الجبل إلى الخزان مباشرة أما مصدر المياه المحصودة للخزانات الجماعية فهو أما من مياه الينابيع أو من منحدرات الجبال النظيفة وفي الحالة الثانية يتم دخول الماء إلى الخزان عبر حوض ترسيب . وذكر أن هناك عدد من نماذج خزانات مياه الشرب التي إنشاءها مشروع إدارة موارد المجتمع بمشاركة المجتمعات المحلية في مختلف مديريات الضالع ومن أهمها: – خزانات فردية حجرية . – خزانات فردية مبنية من الاسمنت المسلح . – خزان جماعي لحصاد مياه الأمطار النظيفة من سطح الجبل. – خزان جماعي لحصاد مياه العيون . – خزان جماعي منحوت في أعالي الجبال . – خزان أو (كرفانات) مختلفة الأحجام للاستخدامات المنزلية وشرب الحيوانات . (تخفيف معاناة المهمشين) من ضمن الفئات التي استفادت من خزانات المياه في مختلف مديريات الضالع هي فئة المهمشين الذين يعيشون في أكثر من تجمع بالمحافظة خلال زيارتنا الميدانية الى احد تجمعات المهمشين في منطقة الصدرين التابعة لمديرية قعطبة حيث اطلعنا خلال زيارتنا على خزانات المياه التي تم توفيرها من قبل مشروع إدارة موارد المجتمع بالضالع لفئة المهمشين في هذه المنطقة حيث بلغ عدد الخزانات البلاستيكية التي تم توفيرها حوالي (96) خزانا بلاستيكيا وهي المنطقة الوحيدها التي تم تزويدها بخزانات بلاستيكية نظرا لأن أهالي الأراضي التي يعيش عليها المهمشون منعوا إدارة المشروع من بناء خزانات اسمنتية أو حجرية على هذه الأرض . وعن هذا الموضوع قال الأخ/ عبده قاسم رئيس جمعية الأمل التنموية التي تضم في عضويتها المهمشين من عدد من التجمعات في الضالع : إن الخزانات التي تم توفيرها من قبل مشروع إدارة موارد المجتمع ساهمت بشكل كبير في التخفيف من معاناة اسر المهمشين في البحث عن الماء بشكل يومي وخاصة معاناة النساء والأطفال الذين كانوا يقضون جزء من كبير من يومهم في البحث عن الماء لأسرهم .. معتبرا أن هناك عدد من الأطفال دفعوا حياتهم ثمنا للبحث عن الماء وذلك جراء دهسهم بالسيارات في الخط السريع منوها بهذا الصدد أن النساء استفادت من أوقاتهن التي كانوا يقضونها في البحث عن الماء في تعلم الخياطة والتطريز وتعلم أشياء مفيدة. ويضيف الأخ / عبده قاسم أنه بالرغم من أهمية مشروع خزانات المياه للمهمشين إلا أن المهمشون يأملون في أن تقوم الجهات المختصة في عمل خزان كبير للمياه في المنطقة ومد شبكة أنابيب من هذا الخزان إلى الخزانات المنزلية حتى تنتهي معاناة المهمشين في منطقة الصدرين.