الرئيسية - محليات - تكافل اجتماعي وتسابق على إكرام عابر السبيل
تكافل اجتماعي وتسابق على إكرام عابر السبيل
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

مارب/مراد الصالحي – البذل والعطاء السخي ومساعدة الفقراء والمحتاجين في محافظة مرب يصبح جميع أبنائها أسرة واحدة عند قدوم شهر رمضان المبارك .. وتتوقف الأعمال والمظاهر السلبية وتغيب ظاهرة الثأر ويحل التكافل الاجتماعي في مختلف مديريات المحافظة ويصبح الناس كالجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ولايبقى بينهم مواطن ولا أسرة بحاجة إلى المتطلبات الأساسية لشهر رمضان المبارك ولا يسير عابر سبيل من الطرقات التي تربط المحافظة بالعديد من المحافظات ولا زائر إلا ويناله الكثير من كرم أبناء سبأ.. وفي الأسطر التالية بعض من التفاصيل التي سنحت لنا الفرصة لأخذها من أفواه عدد من أبناء المحافظة الذين التقت بهم (الثورة): بداية تحدث الأخ صالح بن سالم النسيب عن مظاهر وطقوس شهر رمضان بمحافظة مأرب قائلا: أولا شهر مبارك وكل عام والجميع في خير وعافية وبلادنا الحبيبة في تقدم وتطور وازدهار وأمن وسلام أما بالنسبة لمظاهر الشهر الفضيل في مأرب فتتمثل في ارتفاع نسبة التكافل الاجتماعي والألفة والمحبة بين أبناء المحافظة وفي قراءة القرآن الكريم وزيارة الأرحام والأقارب والفقراء بالإضافة إلى إعداد الوجبات الغذائية المختلفة وتبادلها بين الأسر وتقديم أطباق منها للأسر المحتاجة وقيام معظم الأسر بالمحافظة بالتجمع في كل جمعة من شهر رمضان المبارك لتناول الفطور وكذلك السمر حتى تظل الأسر متماسكة فشهر رمضان يغسل القلوب ويبث الأفراح وينشر السعادة والألفة والمحبة والسلام بين الأهل والأصدقاء. إكرام المسافرين ü وأضاف ومن مظاهر شهر رمضان بمأرب أن أبناء المحافظة الساكنين على جوانب الطرق الرئيسية إلى حضرموت أو المهرة أو البيضاء أو شبوة توارثوا عادة حميدة من أسلافهم وذلك في جلب المسافرين لتناول الإفطار والعشاء في كل أيام الشهر الفضيل. بالإضافة إلى أن الكثير من الأسر بالمحافظة تقوم بالبذل والعطاء السخي لمساعدة بعض الأسر الفقيرة وخاصة قبل قدوم عيد الفطر المبارك حتى يتسنى لتلك الأسر شراء كسوة العيد لأطفالها لترسم الابتسامة على شفاههم وشفاه كافة من حولهم وتتجلى المودة والألفة بينهم في أجمل صورها وتعم روح التسامح والإخاء أرجاء المحافظة في هذا الشهر الكريم. ثقافة التسامح كما تحدث الشيخ عبداللطيف علي عامر بالقول: إن شهر رمضان المبارك مناسبة ربانية عظيمة لصفاء القلوب ولتعزيز الروابط الاجتماعية بين أبناء محافظة مأرب خاصة وبين المجتمع اليمني عامة كما هو الحال مع بقية المجتمعات الإسلامية وفي هذه المناسبة الدينية تشاع ثقافة التسامح والإخوة في مختلف مديريات المحافظة فينعكس ذلك على استتباب الأمن والاستقرار بالمحافظة وتتوقف أعمال التقطعات وظاهرة الثأر. حياة القرون الوسطى ü وقال لا يخفى على الجميع أن محافظة مأرب مغيبة من قبل المسؤولين في الدولة ومن الحكومات المتعاقبة منذ عقود الأمر الذي يستدعي رفع معاناة أبناء هذه المحافظة جراء الحرمان من الخدمات الضرورية كخدمة الكهرباء والصحة والماء وغيرها من الخدمات وبسبب هذا الحرمان تتضاعف معاناتنا في شهر الصوم والعبادة لارتفاع حرارة الجو التي تتطلب وجود تيار كهربائي يحرك المراوح ويشغل المكيفات والثلاجات لتخفف عن الناس حرارة الجو المحرقة والضمأ القاتل للصائمين فحياتنا في رمضان وغيره من الأشهر ما زالت تتشابه مع الحياة التي عاشتها البشرية خلال عصور القرون الوسطى بسبب انعدام أبسط مقومات الحياة وعدم توفر الخدمات الأساسية والبنية التحتية ولو أبسط صورها. جشع التجار ü أما الناشط المحامي مسعد أحمد ناصر صالح فيقول: قبل أيام قليلة من حلول الشهر الفضيل تقوم بعض الأسر بالمحافظة بشراء اليسير من حاجاتها من السلع والمواد الغذائية لرمضان أما البعض الآخر من الأسر فلا تستطيع شراء متطلباتها واحتياجات شهر رمضان الكريم بسبب جشع التجار واستغلالهم لهذه المناسبة الدينية العظيمة من شهر رمضان من كل عام لتحقيق مكاسب مالية غير مشروعة وهذا يترتب عليه حرمان الأسر الفقيرة من حقها في الحصول على مواد غذائية بأسعار غير مبالغ فيها وقتل الفرحة في نفوس تلك الأسر وهو ما يستوجب على القائمين على مكتب الصناعة والتجارة بالمحافظة تحمل مسؤولياتهم في ضبط المخالفين وتقديمهم للقضاء وكذلك التأكد من تواريخ بعض السلع وضبط من يقوم بتزوير التواريخ على السلع من التجار المخالفين غير العابئين بأرواح الناس داخل المحافظة ولن يكون ذلك إلا بتطبيق القانون على التجار الجشعين ممن ماتت ضمائرهم. بالإضافة لتفقد المطاعم في مديرية المدينة وفحص غرف مطابخها والوجبات التي تقدمها لمرتاديها للتأكد من صلاحيتها للاستهلاك الآدمي وكذلك يجب على الجهات المعنية فحص السلع المغشوشة والمقلدة التي تنتشر في بعض أسواق المحافظة وضبط المخالفين وكذلك ضبط الباعة المنتشرين على الأرصفة الذين لا يضعون احتياطات لحماية سلعهم من أشعة الشمس والأتربة.. فضائل شهر رمضان التقينا برجل الدين الشيخ علي بن ذياب الذي تحدث حول فضائل شهر رمضان المبارك والحكمة الإلهية من تشريع الصيام فيه حيث قال: إن من فضائل هذا الشهر الكريم أن الله سبحانه وتعالى أنزل فيه القرآن قال تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) صدق الله العظيم بالإضافة إلى أن الله تعالى خص الصيام لنفسه وقد روى الرسول محمد صلى الله عليه آله وسلم عن ربه في هذا الموضوع في الحديث القدسي القائل: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) صدق رسول الله كما أن من فضائل هذا الشهر أن أبواب الجنة تفتح فيه وتغلق أبواب النار وأن من صام نهاره وأقام ليله بالعبادة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وأن فيه ليلة هي خير من ألف شهر وهي ليلة القدر فعلينا جميعا أن نغتنم الفرصة في رمضان لنصل إلى الغاية من الصوم وهي العبادة لله سبحانه وتعالى وأن نتقي الله في أنفسنا وفي أولادنا وأزواجنا وأهلنا ووطننا حتى يعود الصوم علينا بفوائد كثيرة منها الروحية والاجتماعية والصحية وغيرها من الفوائد. وأضاف: لاشك أن مساعدة الفقراء في رمضان أفضل من غيره من الأشهر إلا أنني أنصح نفسي والجميع بالمزيد من التصدق والعطف على الفقراء والمساكين فالصوم يعلمنا ألم الجوع الذي يعيشه الفقراء لندرك احتياجاتهم ونقوم بتقديم العون والمساعدة لهم التي فيها الثواب والجزاء من الله سبحانه وتعالى بالإضافة إلى الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان في المساجد اقتداء بالنبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم الذي يجزينا الله عنه الأجر الكثير والثواب الجزيل وندعو الله سبحانه وتعالى أن يعيد علينا رمضان وكافة أبناء الوطن وجميعنا في خير وعافية وسلام وبلادنا العزيزة على قلوبنا أكثر أمناٍ واستقراراٍ وتقدما ورفعة. تربية روحية لجيل المستقبل ü واختتم الشيخ علي حديثه بالتأكيد على ضرورة أن يقوم جميع العلماء والخطباء والمثقفين والآباء والأمهات بمحافظة مأرب خاصة وفي اليمن عامة بدورهم في تربية أبنائهم التربية الصحيحة القائمة على اتباع نهج وسنة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي أرسله الله رحمة للعالمين وعلى حب الوطن وقيم التسامح والمحبة وعلى غيرها من الفضائل خاصة في شهر رمضان المبارك في سبيل مصلحة الوطن ومصالحهم لما فيه خدمة الدين الإسلامي الحنيف الذي يتعرض للتشويه من قبل بعض الجماعات المنتمية له لأن أبناءنا وبناتنا هم جيل المستقبل الذي يقع على عاتقه بناء الوطن وتقدمه ورفعته والمحافظة على وحدته. المشاكل الصحية لمرضى السكر ü ومن جانبه تحدث الطبيب بمستشفى مأرب محمد أحمد عثمان عن الأعراض الصحية التي تظهر لبعض المواطنين بالمحافظة خلال شهر رمضان الكريم قائلا: مع دخول شهر رمضان تظهر بعض المشاكل الصحية لدى العديد من المواطنين ممن يعانون من أمراض السكر والقلب وغيرها من الأمراض التي تؤدي إلى مضاعفات خطيرة على صحة المصابين بها في حال صيامهم إلا أن النسبة الكبيرة من هذه الحالات التي تصلنا إلى المستشفى تتشكل من المصابين بمرض السكر الذين تتدهور حالتهم الصحية كثيرا نتيجة لصيامهم وعدم اتباعهم للإرشادات الصحية فيما يتعلق بالحركة وبالوجبات الغذائية أضف إلى ذلك حرارة الجو الشديدة التي تفقد المصابين بالسكر نسبة كبيرة جدا من السوائل في أجسامهم وينتج عنها الضمأ الشديد خاصة لمرضى السكر الذين يشربون كمية كبيرة من المياه بعكس غيرهم. وأضاف الطبيب عثمان: هناك كبار في السن مصابون بالسكر يأتي بهم أقاربهم وهم في حالة إغماء وآخرون وهم في وضع صحي متدهور للغاية والسبب هو صيامهم في وضع صحي لا يسمح لهم بذلك حتى أولئك الذين يشعرون بخطورة إقدامهم على تأدية الصيام على صحتهم تجدهم يتحرجون ممن حولهم فيعتقدون أنه لا يجوز لهم الإفطار في شهر رمضان فيصومون وهم مدركون لما سيلحق بهم من معاناة ومضاعفات كما أن هناك أيضا مصابون بالسكر يستطيعون أن يصوموا دون أن يتعرضوا لمضاعفات إذا كبحوا جماح رغباتهم في تناول الحلويات والمأكولات الغنية بالدسومة وهؤلاء هم الذين لم يتجاوزوا الـ(40) عاما من عمرهم.