–

استمع فريق المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية والقضايا ذات البعد الوطني أمس إلى محاضرتين¡ حول قضية مارب والجوف والانتهاكات الخاصة بحقوق الإنسان جراء حروب صعدة الست. ركزت المحاضرة الأولى للخبير الوطني الدكتور ناجي بن صالح ثوابه¡ حول قضية الجوف حضارة وتاريخ¡ والخصائص الجغرافية للمحافظة¡ إلى جانب الموارد التي تشتهر بها المحافظة¡ ومورثها الثقافي والحضاري¡ والمشاكل التنموية والتعليمية والصحية التي تعاني منها المحافظة¡ والتي سببت في أن تكون المحافظة طاردة للسكان¡ وأن تتحول من سلة للغذاء إلى سلة للهموم. وتطرق الدكتور ثوابه إلى غياب التنمية والرقابة وآثارهما على تدني مستوى الحياة المعيشية داخل المحافظة¡ وكذا الفجوة بين الموارد والإمكانيات. وأشار إلى عدد من الميزات لمحافظة الجوف أرضا◌ٍ وإنسانا◌ٍ¡ إلى جانب الموارد البيئية الطبيعية في المحافظة. وقال : “يعاني أبناء المحافظة من تدني شديد في مستوى الوعي العام بسبب الوضع الاجتماعي والتركيبة القبلية والانعكاسات الحزبية¡ كما تعاني من تشوه متعمد من قبل وسائل الإعلام¡ وإذا ما تأخرت المشاكل فإنها ستتعقد وتتسع في ظل أن البيئة المحلية في الجوف غير مستوعبة من قبل مسؤولي الدولة”. وتناول في سياق حديثه عدد من المدن الأثرية على مستوى الوطن والتي تعاني من إهمال شديد وعدم عناية بما فيها مدينة زبيد التاريخية وغيرها من المدن. فيما ركزت المحاضرة الثانية لإبراهيم شرف الدين¡ إلى انتهاكات حقوق الإنسان جراء حروب صعدة الست. تطرقت المحاضرة في هذا الخصوص إلى حرمة الاقتتال في الدين الإسلامي¡ لافتا◌ٍ إلى أن الحرب على صعدة هدفت إلى إسقاط صوت أو كلمة دعا إليها صاحبها لمواجهة مشروع احتلال بدأ ينكشف مشروعه بوضوح. وأشار إلى أن الحرب على الحوثيين بدأت بالاعتقالات لكل من يردد شعار الصرخة¡ وكذا إصدار أوامر ضبط قهرية خارج إطار الشرعية القضائية¡ بما فيها اعتقال حسين بدر الدين الحوثي ومن ثم تصفيته بطريقة مخالفة للقانون . ولفت إلى أن الحرب شنت بقرار من طرف واحد .. مستعرضا◌ٍ الانتهاكات التي رافقت الحروب الست¡ إلى جانب تدمير البنية التحتية والأسواق والمدارس. كما استدل بعدد من الأمثلة لبعض القضايا المخالفة لقانون الإجراءات الجزائية مورست أثناء الحروب الست¡ وكذا ما وصفه بتضليل إعلامي مارسته بعض وسائل الإعلام والذي اعتبره في حد ذاته جريمة وانتهاكا◌ٍ.