الرئيسية - محليات - رمضان صعدة.. طقوس وعادات بنكهة مميزة
رمضان صعدة.. طقوس وعادات بنكهة مميزة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

صعدة/خالد أحمد السفياني – يختلف رمضان تماماٍ عن بقية شهور العام فهذا الشهر الكريم يأخذ طابعاٍ خاصاٍ ومميزاٍ يطغى فيه الجانب الروحي على واقع الحياة المادية ليشكل استراحة من السعي المستمر واللهث وراء مكاسب الحياة وأطماعها إلا في حدود تأمين الحياة المعيشية ومتطلبات شهر الصيام والذي يتسم بأنه شهر الصوم والعبادة والطاعات والتقرب إلى المولى سبحانه بالأعمال الصالحة والإحسان والبر الذي يخلق الروحانية في المجتمع. وطابع الحياة الرمضانية في محافظة صعدة لا يختلف كثيراٍ عن بقية محافظات الوطن إلا أن ثمة خصوصيات تتمتع بها صعدة خلال هذا الشهر المبارك وفي هذا الاستطلاع نحاول جاهدين عكس الصورة العامة للحياة الرمضانية في صعدة على النحو التالي: سكون وروحانية > في محافظة صعدة أضاف الشهر الكريم بلفحاته المباركة أجواء السكينة والروحانية في الحياة العامة فثمة برنامج متشابه في حياة الأغلبية من الناس خلال الشهر المبارك حيث تبدأ الحركة تدب في المدن والأرياف مع أذان صلاة الظهر حيث ينطلق الصائمون لأداء الصلاة في المساجد وتلاوة القرآن ومن ثم الخروج للأسواق لشراء الحاجات اليومية ومتطلبات الإفطار ومستلزمات البيوت فتدب الحركة في الأسواق وتتزايد الحركة بصورة مضطردة طوال ساعات حتى الساعة الأخيرة قبل الإفطار إذ يعود الصائمون إلى منازلهم للتأهب للإفطار وتنفض الأسواق ويبدأ الجميع في التوجه للمساجد للإفطار وأداء صلاة المغرب ومن ثم العودة إلى البيوت لتناول العشاء وأخذ قسطاٍ من الراحة بعد ذلك ومن ثم التوجه إلى المساجد لأداء صلاة العشاء وصلاة التراويح وفيما تظل المساجد معمورة بالعبادات والترتيل للقرآن الكريم فإن جزءاٍ من الصائمين يأخذون عدة ساعات للمقيل في البيوت يتجاذبون الحديث مع أسرهم أو في قراءة القرآن الكريم وتعم أجواء الهدوء والسكينة المدن والقرى من بعد صلاة العشاء حتى الساعات الأولى من الفجر عندما تنطلق من المساجد أصوات التسبيح لتزعزع سكون رمضان وتبعث في الأجواء والقلوب الروحانية التي يستشعر الجميع فيها عظمة وفضل هذا الشهر الفضيل ومغانم وثواب المولى سبحانه لعباده الصائمين في هذا الموسم الإيماني لتحثهم على النوافل والقربات والطاعات وتبدأ حركة الناس والأفراد ممتدة حتى بعد صلاة الفجر التي تبدأ معها فترة النوم التي يلف السكون فيها الأحياء والقرى إلا النزر اليسير حتى الظهيرة ويشكل هذا البرنامج صورة متكررة يومياٍ طوال الشهر المبارك باستثناء أيام معدودة أواخر الشهر تبلغ الحياة والحركة ذروتها في الأسواق والشوارع والمحلات لتوفير احتياجات ومتطلبات العيد. حركة الأسواق في رمضان > في رمضان المبارك تمتلئ الأسواق بالبضائع والسلع والمواد الغذائية البعض منها تم توفيره لاستيعاب احتياجات الشهر المبارك والبعض الآخر في إطار توفير احتياجات فترة العيد من الملابس والأثاث والأحذية والعطور وحلويات العيد وفيما تكون المتطلبات الرمضانية ذات أسعار شبه مستقرة فإن إقبال الناس محدود على شراء الاحتياجات الضرورية اليومية منها لتعكس واقع حياة بسيطة ومتواضعة أكثر من سنوات مضت بفعل تراجع ومحدودية الدخل للناس فهناك قرابة 70% من السكان شكلت ظروف المحافظة خلال سنوات مضت لفقدان كثير من وجوه الدخل أو نسبة الدخل وتقلص حجم الدخل اليومي وتقلصت معه صورة وواقع الحياة المعيشية فأصبحت كثير من الأسر تكتفي بالشيء البسيط كربع كيلو لحم أو ربع أو نصف دجاجة وقليل من الخضروات ناهيك أن شريحة الفقراء كانت تعتمد خلال سنوات ماضية على صدقات وهبات رمضان المباركة من التجار ورؤوس الأموال والجمعيات الخيرية وهي مصادر أضحت مفقودة تماماٍ ولم تعد تتجاوز 10% عما كانت عليه من قبل والشيء الجميل الذي يتميز به هذا الشهر هو توفر مادة الغاز الذي يلبي احتياجات الناس المتزايدة منه في رمضان وبتسعيرة ثابتة وضعت حداٍ لمعاناة الناس في سنوات مضت. أيضاٍ غالبية الأسر في الريف والمدينة تحرص نتاج ظروفها المادية الصعبة على شراء بعض احتياجات ومتطلبات العيد من وقت مبكر تخوفاٍ من تزايد أسعار الملابس وغيره باضطراد مع اقتراب فترة العيد خاصة وأن القطاع الخاص يهيمن على السوق كلياٍ وفيما كانت المؤسسة الاقتصادية فرع صعدة تلعب خلال سنوات في تأمين احتياجات المواطنين من المواد الغذائية والملابس والآثاث إلا أن هذا الدور اختفى تماماٍ رغم وجود الفرع ووجود معارض له لكنها مشلولة الأداء لأسباب غير معلومة على مدى قرابة ثلاث سنوات حتى الآن. ظواهر ملفتة > إن الأيام الأولى من الشهر الفضيل قد عكست بعض الصور الإيجابية والظواهر الملفتة فنزعة الناس للإخلاص للمولى سبحانه خلال هذا الشهر وتقديم القربات والمسابقة إلى الخيرات والطاعات تبرز أكثر وتزداد عن واقعها خلال هذا الشهر الفضيل أكثر من سنوات مضت لتعكس توجهاٍ أكبراٍ من الناس نحو الخالق عز وجل بحيث لا تجد أي مظاهر تخل بالصيام وسلوكيات الصائم إلى جانب عدم وجود أي مظاهر تخل بالأمن والسكينة العامة وتعكر أجواء الصيام ومن المظاهر الطيبة تدافع الصائمين إلى المساجد للإفطار وقد حملوا كثيراٍ من الأطعمة والوجبات المتنوعة التي يتشارك بها مع أصحابها الغرباء والفقراء والمساكين وعابري السبيل تعكس روح الإخاء والتكافل الاجتماعي وصور البر والإحسان المتعددة حيث يحرص القادرون من الناس على إخراج القدر الممكن من الإفطار إلى المساجد بصورة يومية مع حلول فترة المغرب. ومن الملفت أن مدفع رمضان الذي تعود الناس على سماعه على مدى سنوات مضت قد توارى واختفى وثمة تفاوت في مواعيد الإفطار بين المساجد وفق رؤى مذهبية إذ أن بعض المساجد تتأخر بين (10-12) دقيقة عن الأذان لكن الجميل أنه لا خلافات وكل يفطر حسب اعتقاده وكل يعبد الله على شاكلته برغم أن المساجد المعمورة تمثل مذاهب مختلفة منها الزيدي والسلفي والشافعي على حد سواء. ضعف في الخدمات > ومن الملفت أيضاٍ خلال شهر الصيام تراجع مستوى كثير من الخدمات العامة وغياب النظافة العامة كلياٍ في مدينة صعدة والمدن الثانوية علاوة على غياب مكتب الأوقاف والإرشاد ونشاطاته خلال رمضان إذ لا يقدم المكتب أي من متطلبات رمضان للمساجد من حيث رفدها بالمصاحف وإجراء أية إصلاحات أو تحسين في مرافقها بالرغم أن المكتب يظل حاضراٍ طوال السنة في عملية التحصيل للإيرادات وخلال شهور مضت حقق إيرادات غير مسبوقة في تحصيل إيجارات أراضي الوقف والعقارات التابعة له واستخراج كثير من أراضي الوقف المبسوط عليها وتأجيرها للمنتفعين واستطاع أن يحقق نجاحاٍ في الخطة الإيرادية للمكتب أفضل بكثير من السنوات السابقة. استقرار الكهرباء يعد تعثراٍ وتنحصر مخاوف الناس خلال رمضان في مدينة صعدة والمدن الثانوية حول خدمات الكهرباء وكان مكتب كهرباء منطقة صعدة قد اتخذ إجراءات مبكرة للاستعداد لرمضان من خلال صيانة بعض المولدات العاملة في محطة كهرباء صعدة مما أدى إلى ضعف الخدمات وانقطاع التيار طوال شهر شعبان على أمل استمرارية الخدمات وانتظامها خلال الشهر الكريم ورغم التعثر لواقع الخدمات بداية الشهر الكريم وغياب عدالة التوزيع للتيار في بعض الأحياء والتجمعات السكنية خلقت منغصات للصائمين في أول أيام الصيام إلا أن المكتب تلافى نسبياٍ ذلك وبدأت الخدمات في التحسن حيث يصل التيار للمنازل يومين وينقطع في اليوم الثالث والذي أصبح مقبولاٍ.. ونأمل أن يتمكن المكتب ومسئولو المحطة من الاستمرار بهذا الواقع طوال الشهر إن لم يكن هناك تحسناٍ للأفضل وأن يكون عظمة وفضل هذا الشهر الكريم دافعاٍ لعدالة التوزيع على المستهلكين لينالوا دعوات طيبة من الصائمين.