الرئيسية - محليات - رمضان شهر الصبر والعطاء والتسامح والإخاء
رمضان شهر الصبر والعطاء والتسامح والإخاء
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

المكلا‮/ ‬أحمد محمد بن زاهر – ‮> ‬يحظى شهر رمضان بمكانة خاصة عند كل المسلمين بمشارق الأرض ومغاربها فهو شهر الخير والبر والرحمة والعتق من النار تتجسد فيه أسمى معاني‮ ‬الصبر والتآخي‮ ‬والمحبة والتقرب إلى الله جل شأنه الصوم والصلاة والعمل الصالح‮..‬ وبما أن التعبير عن هذه المكانة‮ ‬يتفاوت من منطقة إلى أخرى حرصت الثورة على إجراء لقاءات مع عدد من أبناء محافظة حضرموت الذين تحدثوا عن ماذا‮ ‬يعني‮ ‬شهر رمضان المبارك بالنسبة لهم وكذا أبرز العادات والتقاليد التي‮ ‬تشهدها المحافظة في‮ ‬هذه المناسبة الدينية العظيمة وهاكم الحصيلة‮:‬ ‮¶ ‬البداية كانت مع الأخ سالم محمد بن سالم الذين تحدث قائلا‮:‬ ‮- ‬يعد رمضان ضيفا عزيزا على قلوبنا فهو لا‮ ‬يأتي‮ ‬في‮ ‬العام إلا مرة واحدة فهو الشهر الذي‮ ‬أنزل فيه القرآن وتفتح فيه أبواب الجنان وتغلق أبوب النيران وتصفد فيه الشياطين وفيه ليلة عظيمة خير من ألف شهر وهي‮ ‬ليلة القدر‮..‬ ‮- ‬ففي‮ ‬هذا الشهر تحقق فريضة الصوم أهدافها النبيلة ومقاصدها السامية عندما‮ ‬يلتزم المسلم بأدائها وأخلاقياتها ويصوم صوما صحيحا عن كل المفطرات ويتجنب كل المعاصي‮ ‬والذنوب‮ ‬فالصوم فريضة هدفها الأسمى‮ ‬غرس الإخلاص والتقوى في‮ ‬القلوب لأن الصائم‮ ‬يقصد بصيامه‮ ‬رضا خالقه عز وجل والطمع في‮ ‬الثواب والخوف من عقابه‮.‬ ‮- ‬كما نتعلم منه نحن المسلمين في‮ ‬هذا الشهر دروسا وعبراٍ‮ ‬حقيقية وعظيمة‮ ‬ينبغي‮ ‬أن تغرس في‮ ‬المجتمع في‮ ‬جميع أشهر السنة‮. ‬من الأعمال الخيرة وصلة الرحم والعطف على الفقراء والمساكين وعيادة المريض وغض البصر واجتناب النميمة وإثم اللسان‮.‬ ‮- ‬فشهر رمضان واحة عطرة نتقرب من خلالها إلى الله سبحانه وتعالى وتوسع فيه دائرة المحبة والود والتراحم بين الناس فهذا هو الإسلام الحقيقي‮ ‬دين محبة وسلام وتقدم وازدهار‮.‬ التقرب إلى الله أما الأخ علي‮ ‬أحمد مبروك فيقول‮:‬ شهر رمضان أحب الأشهر إلى الخالق عز وجل‮ ‬فهو شهر الصبر والعطاء والعطف والإحسان والتسامح والإخاء‮ ‬فقد خصه الله سبحانه وتعالى بفضائل عديدة وعظيمة‮ ‬فهو شهر الصوم‮ ‬فيه تزكى النفس ويتهذب الخلق وتتجلى فيه أرفع مثل الرسالة الإسلامية السامية‮.‬ كما تتجسد فيه أسمى المعاني‮ ‬والصفات‮ ‬وذلك من خلال التقرب إلى الله تعالى طمعاٍ‮ ‬بمغفرته ورحمته الواسعة‮ ‬وتتعمق فيه أو اصر الإخاء والمودة حيث‮ ‬يسعى الكثير من الناس إلى فعل الخير والعطف على الفقراء والمساكين وصلة الرحم ومساعدة اليتامى والمحتاجين‮.‬ وعن أبرز العادات والتقاليد التي‮ ‬تشهدها محافظة حضرموت خلال شهر رمضان قال بأنها لا تختلف كثيراٍ‮ ‬عن باقي‮ ‬محافظات الجمهورية حيث نقوم بتهنئة بعضنا البعض بحلول هذا الشهر الكريم‮ ‬كما نقوم بتنظيف المنازل وتبييضها وشراء متطلبات المنزل من المواد الغذائية‮..‬ وفي‮ ‬الأخير نسأل الله أن‮ ‬يوفقنا إلى طاعته وعبادته‮ ‬وكل عام وأنتم بخير‮.‬ عادات وتقاليد ومن جانبه تحدث الأخ حسين عبدالله بامطرف بقوله‮:‬ بالتأكيد أن كل المسلمين‮ ‬يهنئون أنفسهم لاستقبالهم شهر رمضان المبارك بمقام‮ ‬يليق به‮ ‬فهو الشهر الذي‮ ‬أنزل فيه القرآن‮ ‬وشهر الرحمة والغفران‮ ‬يسعى فيه المؤمن ليكون من الفائزين‮ ‬فيصوم نهاره‮ ‬ويقوم ليله‮ ‬ويكثر من الصدقات‮ ‬ويتقرب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة‮ ‬واجتناب المحرمات والامتناع عن الشهوات والمباحات‮ ‬بالإقبال على صلاة القيام‮ ‬وقراءة القرآن‮ ‬وفعل البر والإحسان وإخراج الزكاة‮ ‬وبر الآباء والأمهات‮ ‬وصلة الرحم‮ ‬وتفقد المحتاجين والقيام بالواجبات بنشاط وهمة‮.‬ ولذلك‮ ‬يجب على المسلم أن‮ ‬يستثمر أيام رمضان بساعاته ودقائقه وثوانيه على الوجه الأكمل‮.‬ أما بالنسبة لأبرز العادات والتقاليد التي‮ ‬تشهدها محافظة حضرموت حيث نعمل على شراء متطلباتنا الضرورية من السوق أكان من‮ ‬غذاء أو مكملات أو أوان منزلية لعمل خاصيات هذا الشهر من أطباق‮ ‬غذائية خاصة ومن المقليات التي‮ ‬لا تظهر‮ ‬غالبيتها إلا في‮ ‬شهر رمضان المبارك‮.. ‬كما‮ ‬يعمل البعض على رش بيوتهم القديمة بالنورة ومظاهر الجمال كذلك‮ ‬يعمل البعض الآخر القاطنون في‮ ‬البيوت الحديثة على طلاء بيوتهم بشتى أنواع الطلاء الذي‮ ‬يظهر جمال البيت بما‮ ‬يعطي‮ ‬هذا الشهر الكريم حقه ونقول‮: ‬مرحباٍ‮ ‬ياشهر رمضان مرحباِ‮ ‬شهر العبادة‮.‬ بهجة متميزة الأخ‮ / ‬أحمد سعد التميمي‮ ‬قال‮:‬ يأتي‮ ‬رمضان مرة في‮ ‬كل عام نتذكر جميعاٍ‮ ‬عبق الماضي‮ ‬وبهجة لياليه المتميزة‮.. ‬فها هو المسحراتي‮ ‬يدق على طبله حتى‮ ‬يستيقظ الناس وقت السحور‮ ‬وها هي‮ ‬لحظات الطهو والصفاء والمحبة بعد أذان المغرب وقد تجمع الأهل والأقارب والأصدقاء على فنجان من القهوة الشاذلية وحبات التمر‮ ‬يقومون بعدها بتبادل الزيارات وصلاة الرحم وصلاة التراويح والذكر وقراءة القرآن حتى وقت متأخر من المساء مرددين‮: »‬شهر مبارك وعساكم من العايدين الصائمين وعساكم من عواده‮ ‬يارب العالمين‮«..‬ ‮ ‬ولشهر رمضان الفضيل مكانة خاصة في‮ ‬نفوس المسلمين بمشارق الأرض ومغاربها‮.. ‬فهو شهر الخير والبر والرحمة‮ ‬يتسابق فيه المسلمون للتقرب للبارئ عز وجل والإكثار من الطاعة والعبادة‮.. ‬ويظهر جلياٍ‮ ‬تميز هذا الشهر عن سائر شهور السنة في‮ ‬سلوك وعادات الناس وتسود مظاهر الفرح والحب في‮ ‬الصلاة والعبادة التقوى والطهر‮..‬ ويبقى لشهر رمضان الكريم جوه وعالمه الخاص الذي‮ ‬يختلف من فرد لآخر ومن محافظة إلى أخرى وفي‮ ‬اليمن لهذا الشهر عادات وتقاليد تختلف وتتنوع بتنوع المحافظات واختلاف بيئتها بين السهل والجبل والبحر والوادي‮ ‬واعتدال المناخ وارتفاع درجة الحرارة وانخفاضها وإن كان هناك تشابه نوعاٍ‮ ‬ما فإن الاحتفال بمظاهر رمضان في‮ ‬صنعاء‮ ‬يختلف عنه في‮ ‬الضالع وردفان ولحج والحديدة وصعدة وحجة وحضرموت‮.‬ ففي‮ ‬حضرموت لازالوا‮ ‬يحتفلون احتفالاٍ‮ ‬كبيراٍ‮ ‬برمضان ولياليه المطرزة بالفرح والبهجة والعبادة والطهر إذ‮ ‬يقرأون القرآن في‮ ‬كل‮ ‬يوم وليلة من لياليه ويتباهون رجالاٍ‮ ‬ونساء وأطفالاٍ‮ ‬بعدد الأجزاء التي‮ ‬أتموها حتى استكمال القرآن بإجزائه الثلاثين كاملة وعدا أنهم‮ ‬يحيون ليله بصلاة التراويح وصلاة القيام من بعد العشاء وحتى قت متأخر من الليل الرمضاني‮ ‬المميز‮ ‬وتعقد الدروس الدينية في‮ ‬معظم المساجد صغيرها وكبيرها بعد صلاة العصر تتخللها الرهبة‮ ‬حيث‮ »‬يوهب‮« ‬أهل القرى لأمواتهم الصدقات من التمور وتوزيعها بالمساجد وتسمية أمواتهم وذكرهم بالاسم ثم توهب إلى أرواحهم هذه الصدقات‮.. ‬ويقدم الإفطار في‮ ‬المساجد للفقراء والمساكين وعابري‮ ‬السبيل ومتوسطي‮ ‬الحال‮ ‬كما توزع التمور في‮ ‬الحارات والأحياء للصائمين من قبل الميسورين والجمعيات الخيرية وتفتح دواوين بعض الأسر الميسورة للإفطار الجماعي‮. ‬وبعد الإفطار‮ ‬يتزاور الأهل والأقارب والأصدقاء ويتبادل الناس بعض أكلات الافطار بين الجيران لتستكمل المائدة بما عند الجار لجاره فيوزع هذا الشوربة ويوزع الآخر المخمر أو الباقية أو اللحوم وغيرها من الأكلات الشعبية الرمضانية‮..‬ ولرمضان في‮ ‬محافظة حضرموت أكلات خاصة لا تتكرر إلا في‮ ‬العام مرة واحدة ولكونها لا تتكرر إلا من رمضان لرمضان فيبدو وكأنها جديدة على الناس في‮ ‬هذا الشهر فقط ومن الأكلات التي‮ ‬لا تتشابه مع الأكلات اليومية لبقية العام‮ .‬ العقيقة والتي‮ ‬هي‮ ‬عبارة عن أكلة للإفطار من التمر المغموس بالزيت الجلجل الصافي‮ ‬أو بعض الحبات من ثمار الحبة السوداء وتفحس ويستخرج منها نواة التمرة ويوضع أحياناٍ‮ ‬على درجة حرارة حيث‮ ‬يفقس بها بعض البيض لتقدم وجبة‮ ‬غنية مغذية تعرف باسم العلقة أو العقيقة‮.‬ إضافة إلى الأرز بطبخاته المختلفة‮ ‬الصيادية بالسمك والزربيان باللحم والوقلة والتقروحة والكبسة باللحم وتقدم كوجبة عشاء‮ ‬يفضلها الكثير من الأسر‮. ‬وتساوى الفقراء والأغنياء في‮ ‬أكل الأرز في‮ ‬محافظة حضرموت‮.‬ وأيضاٍ‮ ‬الخبز الذي‮ ‬هو عبارة عن أقراص تصنع بالبيت بعد إضافة بعض المحسنات عليها ويصنع الخبز البلدي‮ ‬والمحلي‮ ‬أما من القمح‮ “‬البر‮” ‬والذرة‮ “‬الطعام‮” ‬وتوضع بالتنور المصنوع من الفخار ويؤكل بالسمك أو الخضار أو اللحم المدهور بالتنار وهي‮ ‬من الأكلات الأكثر انتشاراٍ‮ ‬في‮ ‬العشاء والفلاح‮ “‬السحور‮”.‬ أمي‮ ‬صايمة ومن العادات والتقاليد الراسخة في‮ ‬مناطق حضرموت في‮ ‬شهر رمضان استعداد الأطفال لمظهر احتفالي‮ ‬رمضاني‮ ‬منذ رؤية هلال شهر رمضان بأيام ليرسموا رمضان على جدران المنازل وحيطان الأحياء ويقوم برسم رسومات لا‮ ‬يفهمها إلا هؤلاء الأطفال ببراءتهم وصدقهم ولا‮ ‬يعلمها إلا الله ولكن في‮ ‬أغلبها خطوط تعبر عن فرح طفولي‮ ‬لا حدود له‮ ‬ويعملون من الحجار والطوب حيطة رمضان أو‮ “‬دكة أمي‮ ‬صيمة‮” ‬ويجتمعون بها كل ليلة من ليالي‮ ‬الشهر الكريم وهم‮ ‬يحملون أكياسهم المليئة بالأكلات الشعبية في‮ ‬إفطار أسرهم وما تم شراؤه من الأسواق من حلويات‮ “‬الغافوت‮” ‬وهي‮ ‬حلويات رمضان مصنوعة من السكر بشكل قوالب وأدوات الطبخ والسكاكين والجنابي‮ ‬ومقاطر وشبابيك وأشكال حيوانات وينشدون أثناء هذا التجمع الطفولي‮ ‬قصيدة مشهورة ذات تاريخ قائلين‮:‬ أمي‮ ‬صيمة‮ .. ‬هاتي‮ ‬لقمة من البريمة‮ .. ‬البريمة حتى إذا حان أذان المغرب معلناٍ‮ ‬إفطار الصائم‮ ‬يبدأون بأكل محتويات أوعيتهم ويفرغون ما بداخلها في‮ ‬بطونهم ليعودوا بعد ذلك إلى بيوتهم بعد أن‮ ‬يفطر أهاليهم بسلام دون ضجيج الأطفال وقد أعدوا الإفطار ورتبوه واستعدوا بفرش سفرة الأكل مع عودة الرجال من المساجد بعد تأدية صلاة المغرب‮.. ‬وقديماٍ‮ ‬كان‮ ‬يسمع الأطفال قذائف مدافع رمضان ليسمع دويها جميع أهل المدن والأرياف ويعود بعدها إلى منازلهم‮.‬