الرئيسية - محليات - التلفاز ومحلات الإنترنت تستحوذ على معظم أوقات الأطفال
التلفاز ومحلات الإنترنت تستحوذ على معظم أوقات الأطفال
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الحديدة/فتحي الطعامي –

* تمثل الإجازة الصيفية فترة زمنية مهمة لدى الطلاب وأولياء أمورهم والآباء على حد سواء فالكثير من هؤلاء الطلاب يعتبرونه فترة راحة جاءت بعد جهد وتعب ودراسة وسهر ليالي وأنه آن لهم يستريحوا من عناء كل ذلك خلال إجازتهم الصيفية.. وفي المقابل يعتبر بعض الآباء العطلة الصيفية فرصة لاستكمال ما نقص من العملية التعليمية لدى أبنائهم وكذا العمل على معالجة كل السلوكيات السلبية التي قد يكتسبها الابن من بعض أقرانه في المدرسة.. فيما البعض الآخر من الآباء يعدون العطلة الصيفية فرصة لتأهيل أبنائهم الطلبة في نواحي عدة سواء كانت تلك مجالات مهارية أو معرفية أو رياضية.. لكن هذا الأمر لا يسلكه غالبية الآباء فالعديد منهم ربما لا يعنيه كثيراٍ انتهاء العام الدراسي وتوجه أبنائه إلى فترة الإجازة الصيفية فهي جزء من عامهم ولا داعي لزيادة الاهتمام بهم فيها!! كما أن الدولة وبأجهزتها التعليمية والتربوية والإرشادية هي الأخرى لا تولي الفترة أي اهتمام عبر برامج هادفة.. حيث تفتقر الجهات الحكومية لعمل الخطط للاستفادة من هذه الفترة الزمنية بما يرتقي والمستويات الفكرية والسلوكية لهؤلاء التلاميذ فلا تربية وتعليم تفتح أبوابها خلال هذه الفترة لتأهيل الطلاب ولا إعلام يكثف من الاهتمام بهذه الشريحة في فترة الإجازة.. كل ذلك يؤدي إلى ضياع هذه الفترة الزمنية (الإجازة الصيفية) بدون فائدة.

* يظل الطالب منشغلاٍ خلال العام الدراسي بين الدراسة في نصف يومه والمذاكرة والمراجعة في النصف الثاني من اليوم إلا إنه وبعد انتهاء العام الدراسي -وكما هو حاصل الآن- يدخل هذا التلميذ في فترة الإجازة الصيفية والتي يفترض أن تكون فرصة لاستكمال جوانب النقص لديهم إلا أن غالبية التلاميذ بمحافظة الحديدة لا يكترثون لأهمية الاستفادة من العطلة سوى كونها فرصة للراحة والنوم وعدم التقيد بأن مواعيد مقيدة كما كان الحال في فترة الدراسة. وقال العديد من هؤلاء التلاميذ الذين قابلناهم أنهم لا يستثمرون العطلة الصيفية في تأهيل أنفسهم أو في السفريات الصيفية أو الدخول في دورات تأهيل فكل ما يعرفون من العطلة هو اللعب في رياضة الكرة وقضاء معظم أوقاتهم مع الإنترنت والفيس بوك للدردشة مع الأصدقاء والزملاء.. وأشاروا إلى أنهم يعيشون في فراغ قاتل خلال فترة الإجازة الصيفية فلا شيء يشغلهم كما كان الأمر في فترة الدراسة.. وهذا الرأي يتوافق مع رأي إبراهيم وهو والد لـ(3) أبناء والذي أكد أنه خلال فترة الإجازة الصيفية يعيش أبناؤه في فترة فراغ كبير بعكس انشغالهم أثناء الدراسة.. وأضاف أنه وللأسف لا يوجد توجه لدى الدولة للاستفادة من هذه الفترة من خلال عمل البرامج الهادفة لتنمية مهارات ومواهب الطلبة. فرصة للتأهيل يعتبر العديد من المختصين أن الإجازة الصيفية فرصة للارتقاء بوضع الأبناء والسعي لاستكمال جوانب النقص لديهم التي كانت في العملية التعليمية وكذا إكسابهم العديد من المعارف والمهارات التي يحتاجونها.. حيث يقول الأستاذ بجامعة الحديدة الدكتور محمد يوسف إن العطلة الصيفية -وهي فترة زمنية طويلة- ينبغي الاستفادة منها في وضع برنامج هادف يشترك في وضعه الجهات الحكومية المختصة الآباء والأبناء يتم فيه استكمال جوانب النقص وكذا تزويدهم في الجوانب المعرفية والتثقيفية.. حيث ينبغي إدخالهم في دورات كمبيوتر ولغة إنجليزية وكذا دورات في الإسعافات الأولية.. وشدد الدكتور محمد يوسف على ضرورة أن يكون الجانب الترفيهي والترويحي حاضراٍ في ذلك البرنامج خاصة وأن الأبناء يحتاجون إلى هذا الجانب خاصة وأنه جاء بعد عام دراسي متعب.. فينبغي الخروج بالأبناء إلى المتنزهات والحدائق وتنظيم رحلات إلى المناطق السياحية والأثرية لهؤلاء الأبناء لتلبية الاحتياجات النفسية لديهم.. وقال الدكتور محمد يوسف إن كثيراٍ من الأبناء يكتسبون صفات غير صحيحة في المدارس بسبب اختلاطهم مع غيرهم من الطلاب ولذا يفترض على الآباء معالجة تلك السلوكيات غير السوية عبر ترشيد سلوك الأبناء.. آباء مشغولون وفي المقابل اعترف العديد من الآباء بأنهم لا يعملون على الاعتناء بأبنائهم خلال العطلة الصيفية ولا يوجد لديهم رؤية واضحة للاستفادة من هذه الفترة الزمنية وقال بعض الآباء إن العطلة الصيفية تضيف هما جديدا لهم حيث يظل الأبناء في المنازل طوال اليوم ويضاعفون من المشاكل فيما بينهم كما قال (أحمد غالب) أب لثلاثة أبناء يدرسون في الإعدادية وأكد أنه لا يقوم بمتابعة أبنائه خلال فترة الإجازة الصيفية بسبب انشغاله المستمر عنهم ولم يفكر يوما في مراقبتهم خلال العطلة.. وأضاف أن أبناءه الثلاثة يقضون أغلب أوقاتهم في اللعب في الحارة وهو لا يراهم سوى في وقت الغداء ثم يعود إليهم في المساء حيث يكونون قد ناموا.. فهو -وكما يقول- يعمل في محل تجاري يخرج منذ الصباح الباكر ليعود إلى منزله في فترة الظهيرة لتناول الغداء ومن ثم يخرج ولا يعود في وقت متأخر من الليل.. وقال أحمد غالب: يا ابني نحن مشغولون جدا عن أبنائنا طوال العام سواء في فترة الدراسة أو في فترة العطلة الصيفية.. نحن مشغولون في طلب الرزق من أجل أن ينعم أبناؤنا بحياة كريمة لكن مع ذلك نحن مقصرون.. أنت تسألني عن متابعتي لوضعهم التعليمي وضرورة تحسينه وكذا العمل على الارتقاء بهم في الجوانب التأهيلية والتربوية والتثقيفية. فكيف بإمكاني أن أقوم بذلك وأنا مرتبط بعمل يدر علي راتب ضئيل لأوفر لهم ولبقية أفراد أسرتي احتياجاتهم الضرورية. وضع أحمد غالب مع أبنائه هو حال الكثير من الآباء والذين ينشغلون عن أبنائهم ولا يفكرون في متابعتهم خلال العام الدراسي ولا أثناء الإجازة الصيفية.. تقليد الممثلين! تزداد في الإجازات الصيفية مشاهدة الأطفال للتلفاز ولا تقتصر تلك المشاهد على البرامج المخصصة للأطفال ورغم أن بعض المحطات المخصصة لبرامج الأطفال تزيد من ساعات البث أثناء العطلة الصيفية إلا أن بعض الأبناء تغريهم برامج الكبار من أفلام وبرامج منوعة ومسلسلات وغيرها… والحجة معروفة: «يمكن أن نسهر فليس لدينا مدرسة غداٍ..» إن هذا الأمر يعد معاناة حقيقية للأهل الذين يعجزون عن السيطرة على الموقف أو أنهم يتغاضون في بعض الأحيان عند ذلك. وقد لوحظ في الفترة الأخير أن كثيرا من الأطفال أصبحوا متعلقين بما تعرضه بعض القنوات الفضائية من المسلسلات التركية وأصبح العديد من هؤلاء الأطفال يحاول أن يقلد ما يجري في تلك المسلسلات ويطلقون أسماء الممثلين في هذه المسلسلات عليه وعلى زملائهم.. الأمر الذي يحتم على أولياء الأمور من الآباء وعلى الجهات المعنية إيجاد البدائل المناسبة للأطفال حسب أعمارهم وما يحتاجونه من برامج تلفزيونية..