الرئيسية - محليات - أطفال مارب إصرار على مواصلة الصيام
أطفال مارب إصرار على مواصلة الصيام
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

مارب/مراد الصالحي – ● في‮ ‬محافظة مارب وكغيرها من محافظات الجمهورية لا‮ ‬يقتصر صيام شهر رمضان المبارك على البالغين من الرجال والنساء بل‮ ‬يصوم إلى جانبهم الكثير من الأطفال ممن هم في‮ ‬سن‮ ‬6‮-‬13‮ ‬عاما رغم محاولات آبائهم وأمهاتهم ثنيهم عن ذلك‮.‬ فأمام إصرار هؤلاء الأطفال على الصيام تجد بعض أولياء الأمور من الآباء والأمهات‮ ‬يقف محتاراٍ‮ ‬ومن ثم سرعان ما‮ ‬يغض الطرف عن أداء أطفاله للصيام رغم خشيته عليهم من مخاطر امتناعهم عن الأكل والشرب طيلة نهار شهر رمضان الذي‮ ‬يعد النهار الأطول منذ عدة عقود‮..‬ والبعض الآخر من الآباء والأمهات وإن أبدى معارضته الشديدة لصيام أطفاله إلا أنه حين‮ ‬يجد عدم الجدوى من معارضته تلك‮ ‬يرضخ لرغبات وإصرار أبنائه وبناته الأطفال فيبارك صيامهم وهو مكره‮ ‬في‮ ‬ثنايا الاستطلاع التالي‮ ‬المزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع‮:‬

في‮ ‬البداية تحدث الطفل هاشم محمد علي‮ ‬الذي‮ ‬لم‮ ‬يكمل عامه الحادي‮ ‬عشر عن صيام الأطفال في‮ ‬شهر رمضان بالقول‮: ‬يشعر كافة الأطفال بمحافظة مارب بأنهم‮ ‬يعيشون في‮ ‬أجواء مغمورة بالخيرات والمسرات والطيبة والألفة حين قدوم شهر رمضان المبارك ويحرصون على الصيام مثلهم مثل الشباب والآباء والأمهات حتى وإن أعاقهم أقاربهم عن تناول وجبة السحور بقصد منعهم من الصيام بحجة أنهم لم‮ ‬يتسحروا وأن الإقدام على الصيام دون تناول وجبة السحور‮ ‬يشكل خطرا كبيرا على صحتهم وبنيتهم الجسدية‮.‬ إصرار شديد وأضاف‮: ‬لقد حاول والدي‮ ‬ووالدتي‮ ‬منعي‮ ‬من الصيام في‮ ‬الأسبوع الأول من شهر رمضان كوني‮ ‬ما زالت صغيراٍ‮ ‬وأنه لا‮ ‬يجوز مطلقاٍ‮ ‬أن أصوم وكل من هم في‮ ‬عمري‮ ‬لأن صيامنا سيؤدي‮ ‬إلى هلاكنا‮ ‬وحين وجد والدي‮ ‬ووالدتي‮ ‬أنني‮ ‬صمت اليوم الأول من رمضان بدون سحور رغم محاولاتهما المستميتة منعي‮ ‬عن مواصلة الصيام في‮ ‬ذلك اليوم بدأت محاولاتهما تقل‮ ‬يوماٍ‮ ‬بعد آخر أمام إصراري‮ ‬الشديد على الصيام كما‮ ‬يصومون وليس كما‮ ‬يصوم بعض الأطفال الذين‮ ‬يحدد لهم أقاربهم موعد إفطارهم الأول وقت الظهر ومن ثم‮ ‬يواصلون الصيام إلى أن‮ ‬يحين الموعد الثاني‮ ‬لإفطارهم الذي‮ ‬هو في‮ ‬وقت آذان صلاة المغرب‮.‬ وأردف‮: ‬وبعد أسبوع من محاولات والدي‮ ‬ووالدتي‮ ‬اقتنعا بعدم فائدة محاولاتهما معي‮ ‬فتوقفت تلك المحاولات لأواصل الصيام معهم دون أي‮ ‬منغصات سوى منغصات الحر الشديد الذي‮ ‬يسبب لنا العطش الشديد‮.‬ الصبر على الجوع والعطش ومن جانبه‮ ‬يقول الطفل قابوس عبدالولي‮ ‬البالغ‮ ‬من العمر ثمان سنوات‮: ‬إنني‮ ‬وأصدقائي‮ ‬الأطفال نستطيع الصبر على الجوع والعطش طيلة نهار رمضان ونقوم بكل واجباتنا تجاه أسرنا ومع هذا نجد آباءنا وأقاربنا‮ ‬يحذرونا من الهلاك إذا واصلنا صيامنا كون أجسامنا لاتتحمل الجوع والعطش‮..‬ ‮ ‬وأردف‮ : ‬لا‮ ‬يمكن أن نشعر بالسعادة إلا إذا جاء موعد الإفطار ونحن صائمون فنتناول وجبة الإفطار جماعة مع أقاربنا أو في‮ ‬المسجد وقد استطعنا وكثير من الأطفال التغلب على آبائنا الذين‮ ‬يصرون على أن نفطر‮ ‬وأصبحوا والحمد لله‮ ‬يشجعونا على الصيام ويفرحون بنا عندما‮ ‬يأتي‮ ‬موعد الإفطار ونحن معهم نشكل حلقة على مائدة الإفطار‮ ‬وحين‮ ‬يشاهدونا نصلي‮ ‬معهم صلاة المغرب والعشاء جماعة‮.‬ الخشية من الإرهاق والهلاك ومن أولياء أمور الأطفال بالمحافظة تحدث الأخ‮/ ‬محمد علي‮ ‬الزهدمي‮ ‬بالقول‮: ‬لقد أبديت معارضتي‮ ‬الشديدة لصيام ثلاثة من أبنائي‮ ‬الذين مازلوا في‮ ‬سن الطفولة خشية عليهم من التعب والإرهاق والمرض‮ ‬خاصة وأن رمضان هذا العام جاء في‮ ‬وقت الصيف‮ ‬وساعات الصيام تصل إلى‮ (‬15‮) ‬ساعة‮ ‬وهم لايقوون على الامتناع عن الأكل والشرب خلال تلك الساعات الطوال‮ ‬في‮ ‬ظل حرارة الجو الشديدة‮ ‬حتى وإذا استطاعوا الصيام فإن ذلك سينتج عنه أعراض صحية وخطورات عدة على أطفالي‮ ‬إلا أن خولة التي‮ ‬تبلغ‮ ‬من العمر عشر سنوات لم تتقبل معارضتي‮ ‬ليصامها وصيام اثنين من إخوانها‮ (‬أحدهما‮ ‬يكبرها بعام والآخر بعامين‮) ‬حيث تفاجأت بها تصوم في‮ ‬اليوم الأول من رمضان‮ ‬رغم معارضتي‮ ‬الشديدة التي‮ ‬واجهتها بتوسلي‮ ‬بأن أتركها تجرب الصيام‮ ‬وأمام توسلاتها واستعطافها لي‮ ‬رضخت لها‮ ‬وتركت شقيقيها لحالهما‮ ‬يصومان‮ ‬وها هو شهر رمضان قد أوشك على الرحيل وأطفالي‮ ‬يواصلون صيامهم‮ ‬يوماٍ‮ ‬بعد آخر‮ ‬باستثناء طفلتي‮ ‬خولة التي‮ ‬لم تقو على صيام نحو عشرة أيام بسبب حرارة الطقس التي‮ ‬تزيد من عطش الأطفال ومختلف شرائح المجتمع‮.‬ صيام نصف نهار رمضان أما الأخ محمد علي‮ ‬شلوان فيقول‮: ‬تمكنت من إقناع أصغر أبنائي‮ ‬الذي‮ ‬يبلغ‮ ‬من العمر عشرة أعوام من خطورة صيام‮ ‬يوم كامل على حياته‮ ‬واتفقت معه على أن‮ ‬يبدأ صيامه من الصباح حتى وقت آذان صلاة الظهر‮ ‬كما‮ ‬يفعل من هم في‮ ‬سنه‮ ‬والحمد لله الوضع مستمر على هذا الحال‮ ‬وإن شاء الله‮ ‬يستمر إلى آخر‮ ‬يوم في‮ ‬رمضان‮.‬ وأضاف‮: ‬يجب علينا آباء وأمهات أن نجعل من رمضان فرصة لتعليم الأبناء فضائل الصوم واتباع نهج الرسول الكريم‮ (‬ص‮) ‬وغرس قيم التكافل والمحبة في‮ ‬قلوبهم وعقولهم‮ ‬وحثهم على الصلاة في‮ ‬المساجد والابتعاد عن الجماعات التي‮ ‬تدعو إلى التعصب الأعمى أو الارتباط بجماعة أو طائفة لها أجندات ضيقة‮.‬ تشجيع وليس وجوباٍ‮ ‬وتكليفاٍ وعن صيام الأطفال من الناحية الشرعية‮ ‬يقول إمام جامع الثيلة الشيخ أحمد محمد آل صالح‮: ‬إن الدين الإسلامي‮ ‬الحنيف لا‮ ‬يوجب على الأطفال صيام شهر رمضان المبارك وإنما أوجب هذه الفريضة على البالغ‮ ‬العاقل‮ ‬أما الأطفال فإنهم من ضمن من لا‮ ‬يؤخذهم الله سبحانه وتعالى بما‮ ‬يقومون به من أعمال خارجة عن إرادتهم وقد وضح ذلك نبينا محمد‮ (‬ص‮) ‬في‮ ‬قوله‮ (‬رفع القلم عن ثلاثة‮.. ‬عن النائم حتى‮ ‬يستيقظ‮ ‬وعن الصبي‮ ‬حتى‮ ‬يحلم‮ ‬وعن المجنون حتى‮ ‬يعقل‮«‬‮ ‬لذلك فإن صيام الأبناء الصغار في‮ ‬رمضان ليس على وجه الوجوب والتكليف وإنما على وجه التشجيع والتحبيب والترغيب‮ ‬ويفضل تشجيع الطفل على الصيام من سن الثامنة حتى‮ ‬يتأقلم على الالتزام بتعاليم ديننا الإسلامي‮ ‬بالتدريج‮ ‬ولكي‮ ‬يكبر وقد عود نفسه على طاعة الله لما فيه من الأجر والثواب‮.‬ خطوات متدرجة وأضاف‮: ‬إننا في‮ ‬محاضراتنا والخطب التي‮ ‬نلقيها في‮ ‬العديد من المساجد بالمحافظة نحرص على توعية الآباء على أن‮ ‬يقوموا بدورهم في‮ ‬هذا الجانب وأن‮ ‬يحببوا أطفالهم بفرائض الدين الإسلامي‮ ‬وتعويدهم على الصلاة والصيام في‮ ‬سن مبكر وفق خطوات متدرجة تبدأ بترغيبهم بالصيام‮ ‬وليس بالضرورة أن‮ ‬يصوم من هو في‮ ‬سن الطفولة النهار كاملا بل بالتدريج‮ ‬أي‮ ‬أن‮ ‬يكون صيامه مثلاٍ‮ ‬من الفجر وحتى الظهيرة ومن ثم من الظهيرة حتى وقت الإفطار‮ ‬وصولاٍ‮ ‬إلى صيام‮ ‬يوم كامل‮ ‬بحيث لا‮ ‬ينتهي‮ ‬شهر رمضان المبارك إلا وقد صام الأطفال الذين هم في‮ ‬سن الثانية عشرة أو الثالثة عشرة‮ ‬من‮ ‬يومين سبعة أيام‮ ‬أما من هم أقل منهم سناٍ‮ ‬فإنه‮ ‬يفضل أن‮ ‬يكتفوا بصيام نصف نهار من كل‮ ‬يوم من شهر رمضان‮ ‬وبهكذا نستطيع أن نعود أطفالنا على الصيام ونشجعهم على اتباع سنة نبينا‮ (‬ص‮)‬‮ ‬وأداء الفروض التي‮ ‬أوجبها الله علينا وعلى الأمة الإسلامية جمعاء‮.‬