الرئيسية - محليات - خطبتا العيد تشددان على ضرورة التسامح ومعالجة الخلافات بالحوار
خطبتا العيد تشددان على ضرورة التسامح ومعالجة الخلافات بالحوار
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

صنعاء/سبأ –

الشيخ الرقيحي: نحذر الساعين إلى زعزعة السكينة وإثارة الفوضى والتخريب من سوء العاقبة

,‮ الدعوة إلى تطبيق شرع الله وحدوده فيمن يمارسون أعمال التخريب ويسعون في الأرض فساداٍ

صنعاء/سبأ أدى الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ومعه عدد من كبار المسؤولين في الدولة والحكومة وأعضاء مجلسي النواب والشورى والقيادات العسكرية والأمنية والشخصيات الاجتماعية أمس صلاة عيد الفطر المبارك مع جموع المصلين بصنعاء . وفي خطبتي العيد تحدث فضيلة القاضي أكرم أحمد الرقيحي عن عظمة الشهر الكريم شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار .. لافتا إلى أن المسلم يتوج صيامه وقيامه بعيد الفطر المبارك ابتهاجا بنعمة الله تعالى على عباده المؤمنين وامتنانه عليهم بعبادة الصيام وقيام شهر رمضان الكريم. وأشار إلى أن تلك اللحظات الجليلة والشعائر والأوقات العظيمة تهفو فيها القلوب إلى خالقها وتزكو فيها النفوس إلى بارئها ولسان حالها يقول قوله عز وجل ” وِعِجلúتْ إلِيúكِ رِب لتِرúضِى ” .. مبينا تلك النفحات والبشائر والتجليات التي يمن الله بها على عباده ويقبل بها على أهل طاعته ومرضاته كريمة وعظيمة.. وقال:” بالأمس كان المسلمون في عبادة وصيام وتلاوة وذكر وطاعة وقيام فامتنعت النفوس عن الملذات وأقبلت الجوارح والأعضاء إلى العبادات والطاعات وأقبل المؤمنون على موائد الرحمة والرضوان فصاموا لله وسجدوا وأنابوا إلى الله واجتهدوا يرتلون آياته و يعبدون ويسبحون الله بحمده ويشكرون وينفقون في سبيله ويبذلون ويتصدقون ارتضاء مرضاته وخوفا من ناره وعذابه فاستحقوا من الكريم أن يكرمهم ويعظم شأنهم ويغفر ذنبهم ويقبل توبتهم ويعظم جزاءهم وثوابهم ويقبل عليهم بعفوه ورحمته وخيره وإحسانه قال صلى الله عليه وسلم وهو يحدث عن رب العالمين في الحديث القدسي الجليل ” كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعفا إلى أضعاف كثيرة ويبارك الله لمن يشاء وللصائم فرحتان يفرحهما إذا افطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه “. وأضاف:” لما قدم الحبيب صلوات الله وسلامة عليه المدينة وجدهم يفرحون ويمرحون في يومين فلما سئل عنهما قيل يومان كنا نفرح ونمرح فيهما في الجاهلية فقال لهم الحبيب الكريم عليه الصلاة والسلام ” قد أبدلكم الله خيرا منهما يوم الفطر ويوم الأضحى ” وهذا يوم الفطر”. وتابع :” إن عيد الفطر تظهرون فيه فرحتكم وتشكرون فيه خالقكم وتصلون فيه أرحامكم وتحسنون فيه إلى ضعفائكم وإخوانكم وتعظمون فيه ربكم ودينكم فليست العبادات في دين الإسلام غفلة ولا انحراف ولا انعزال ولا أنانية نغفل فيها عن ربنا ونعرض فيها عن إخواننا وضعفائنا ولو كان الأمر كذلك لما وجدنا أبناء الإسلام وقد أقبلوا في هذا الصباح وافتتحوا عيدهم بالتكبير والتهليل والحمد والثناء للملك الجليل لو كان كذلك لما رأينا خروج أبناء الإيمان من الساعات الأولى من صباحهم وفي يوم عيدهم يتسابقون زرافات ووحدانا لإجابة نداء الله وإقامة صلاة العيد ولو كان ذلك كذلك لما سمعنا الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام يحث اصحابه ويرغب اتباعه وامته أن يصلوا في هذا اليوم أرحامهم ويعطفوا على فقرائهم وضعفائهم ويفرجوا كربتهم ويسدوا جوعتهم قائلا ” اغنوهم في هذا اليوم “. ولفت إلى ضرورة أن تعم الفرحة كل القلوب ويسعد جميع المسلمين في هذا اليوم صغيرا وكبيرا غنيا وفقيرا فتكون المودة والتعاطف والسكينة والتـألف بينهم وأي نعمة أعظم من سكينة وتراحم ووئام واطمئنان تعم جميع القلوب والنفوس . وتساءل الخطيب الرقيحي أيهما أفضل وأجمل وأكمل أن تتلاقى القلوب وتتآلف الصفوف ويجتمع الاخوان في صعيد ومسجد واحد يقبلون على الله سبحانه وتعالى ويتناسون خلافاتهم هل بعد هذه المنة من منة ¿ وهل بعد هذه الرحمة من رحمة أمنا وسكينة وسلام قال تعالى ” وِاذúكْرْوا إذú أِنúتْمú قِليلَ مْسúتِضúعِفْونِ في الúأِرúض تِخِافْونِ أِنú يِتِخِطِفِكْمْ النِاسْ فِآوِاكْمú وِأِيِدِكْمú بنِصúره وِرِزِقِكْمú منِ الطِيبِات لِعِلِكْمú تِشúكْرْونِ” والرسول صلى الله عليه وسلم يؤكد هذا المعنى والحقيقة فيقول ” من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها”. وأوضح أنه لا تستقيم الحياة والكون ولا تنهض الأمم والشعوب والحضارات مالم يتجسد الامن والامان فيها وقال “هل عبدالله في أرضه وهل تطبق أحكام دينه إلا في ظل الأمن والأمان¿ وهل تحفظ النفوس والأرواح وهل تصان الحقوق والممتلكات وهل تسعد الافراد والجماعات وهل تنهض الشعوب والمجتمعات وهل يشتد ساعد البلدان والاوطان إلا بأمن وأمان¿ وهل تسفك الدماء وهل يسود البلاء والخراب والدمار والشقاء وهل تدمر البلدان والأوطان والمجتمعات الا حينما يتزعزع الامن وتختل دعائمه وأركانه ¿”. وأضاف :”وهل تهدر الحقوق وتستباح الحرمات والأعراض وتنهار الشعوب والمجتمعات والاوطان إلا حينما يتلاشى الاستقرار وينعدم الأمن والأمان فما من نعمة أعظم بعد الايمان بالله سبحانه وتعالى من أمننا وأمان يجمع الشعوب ويسود المجتمعات والاوطان “. ونبه العلامة أكرم الرقيحي أهل القلوب والأذهان إلى التفكر بما يدور حولهم وما يخطط ويهدد حاضر الأمة ومستقبلها وأمنها وازدهارها .. محذرا بهذا الخصوص من يسعون إلى زعزعة امنهم وإثارة خصامهم وتعكير صفوهم وإثارة الخراب والدمار والتخويف والارهاب لا سيما من حازوا عن سبيل الهدى وسلكوا غير سبيل الرشاد واعتنقوا غير مبادئ الدين الإسلامي السمح فقصدوا البلاد والعباد بالشر والمكر وراحوا يتحينون الفرصة لينالوا من مؤسسات الدولة والجيش والأمن والمصالح العامة والممتلكات الخاصة. كما حذر من يسعون إلى زعزعة السكينة العامة وإثارة الفوضى والتخريب والتعدي على مصالح الناس وأنابيب النفط وأبراج الكهرباء من سوء العاقبة .. مبينا حكم الله وجزائه فيهم قال سبحانه وتعالى” إنمِا جِزِاء الِذينِ يْحِاربْونِ اللِهِ وِرِسْولِهْ وِيِسúعِوúنِ في الأِرúض فِسِادٍا أِن يْقِتِلْواú أِوú يْصِلِبْواú أِوú تْقِطِعِ أِيúديهمú وِأِرúجْلْهْم منú خلافُ أِوú يْنفِوúا منِ الأِرúض ذِلكِ لِهْمú خزúيَ في الدْنúيِا وِلِهْمú في الآخرِة عِذِابَ عِظيمَ “. وأكد الخطيب الرقيحي ضرورة أن تطبق أحكام الله وحدوده فيمن يسعى في الأرض فسادا دون تأخير ولا تهويل أو تسويف حتى يرتدع الآخرين عن أعمال الفوضى والتخريب والاعتداء .. لافتا إلى من يحاول اليوم تأجيج الانقسامات بين أبناء اليمن الواحد ويثير الخلافات الطائفية والمذهبية والعرقية والمناطقية وإشعال الفتنة والأحقاد والعداوات في بلاد الايمان والحكمة عليهم أن يتعظوا بما يجري في بعض البلدان العربية من خلافات ونزاعات وصراعات.. وقال :” يكفي أن نشخص بأبصارنا يمنة ويسرة من حولنا لنرى ما فعله او ما فعلته العداوات والخلافات والانقسامات في إخوان لنا في بلدان عربية وإسلامية” .. داعيا أبناء اليمن إلى استشعار المسؤولية وتغليب الحكمة والمنطق والمصالح العليا للوطن على ما دونها من المصالح للخروج باليمن إلى شاطئ الأمان والسلام والمحبة والاستقرار . وأكد أهمية أن تعالج كل القضايا والخلافات بالحوار الوطني الشامل الذي شكلت هيئاته ولجانه وانقضت المرحلة الاولى منه وتوشك المرحلة الثانية على الانتهاء والانقضاء وما سيخرج به المؤتمر من قرارات صادقة وجدية تلامس أوضاع الناس وتستوعب تطلعات الشعب وآماله وهمومه ومشاكله وتحل أوضاعه وقضاياه في الجنوب والشمال والشرق والغرب .. موضحا أنه بمقدار انبثاق تلك القرارات من العقيدة والدين والمرجعية الدينية فإنه سيكتب له النجاح وسيلتف الجميع من حوله وسيسير الجميع في ركبه. واختتم الخطيب الرقيحي خطبتي العيد بالقول:” إن المرحلة الحالية خطيرة والمصائب والتحديات جمة وكثيرة وتتطلب من الجميع التعاون وتشابك الأيدي والاجتماع حول القيادة السياسية وعلى طاولة الحوار وقد اجتمع الكل بالفعل ومطلوب الاستمرار في الحوار والوصول إلى مخرجات تخدم جميع أبناء اليمن” .