الرئيسية - محليات - مناسبة لصلة الأرحام¡‮ ‬ومحطة للقاء الأهل والأحبة
مناسبة لصلة الأرحام¡‮ ‬ومحطة للقاء الأهل والأحبة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

مارب/مراد الصالحي – ‬يستقبل أبناء محافظة مارب عيد الفطر المبارك بفرح عارم وبإحياء العديد عن الطقوس والعادات الحميدة التي‮ ‬توارثوها عن آبائهم وأجدادهم‮ ‬وبتعزيز روابط الأخوة بينهم‮.. ‬ويحولون محافظتهم إلى ملتقى كبيراٍ‮ ‬للأهل والأصدقاء تغمره السعادة والألفة والمحبة‮.‬ ويقضي‮ ‬أبناء المحافظة معظم أوقات أيام عيد الفطر المبارك في‮ ‬زيارة الأرحام والأقارب والجلوس معهم لتبادل الحديث عن الأيام الخوالي‮ ‬والذكريات الجميلة‮.‬ التفاصيل حول هذا الموضوع في‮ ‬الاستطلاع التالي‮:‬

‮> ‬في‮ ‬البداية تحدث العقيد ناصر المعثوث عن عادات ومظاهر عيد الفطر المبارك بمحافظة مأرب بالقول‮: ‬مظاهر وعادات عيد الفطر بمحافظة مأرب تبدأ من الليلة الأولى لهذا العيد‮ ‬حيث‮ ‬يقوم الأطفال باستقبال عيد الفطر بما‮ ‬يسمى‮ “‬التشعيل‮” ‬وهي‮ ‬عادة توارثوها عن الآباء والأجداد وتتمثل بجمع الحطب ونقله إلى أعلى قمة جبل أو هضبة محيطة بقريتهم ومن ثم‮ ‬يشعلون النار فيها وذلك حتى‮ ‬يشعر من في‮ ‬القرى الأخرى بقدوم العيد‮ ‬وهذه العادة المتوارثة مازالت صامدة حتى اليوم‮ ‬رغم وجود وسائل الإعلام وأجهزة الهواتف التي‮ ‬تقوم بنقل وبث مواعيد المناسبات والأعياد الدينية والوطنية بالإضافة إلى الكثير من أحداث العالم‮.‬ التواصل مع الأقارب والأصدقاء وأضاف‮: ‬وفي‮ ‬الصباح الباكر لليوم الأول من عيد الفطر المبارك نذهب إلى إحدى الساحات بالمنطقة لأداء صلاة العيد‮ ‬ومن ثم العودة إلى منازلنا لنتناول مع أفراد أسرنا وجبة الفطور‮ ‬وبعد ذلك نصطحب أطفالنا إلى أماكن بعيدة من القرى‮ ‬وهنالك نقوم بتعليمهم الرماية وكيفية التعامل مع السلاح وتأمينه‮.‬ ويختم المعثوث‮: ‬كما‮ ‬يْعد عيد الفطر لأبناء المحافظة‮ ‬مناسبة مباركة وموعداٍ‮ ‬مهماٍ‮ ‬لتعزيز الروابط الأسرية والأخوية‮ ‬والتواصل مع الأقارب والأصدقاء وزيارة الأرحام‮ ‬وبفضل العيد‮ ‬يجتمع القريب مع البعيد‮ ‬ويلم شمل الأهل ويأخذ الناس قسطاٍ‮ ‬من الراحة بعد عام من العمل المتواصل‮.‬ طابع خاص الأخ مقبل المرادي‮ ‬قال من جانبه‮: ‬عيد الفطر فرصة للتواصل والتزاور وإشاعة المحبة والأْلفة بين الأهل والأصدقاء فأغلب الرجال والشباب والأطفال في‮ ‬هذه المناسبة العظيمة‮ ‬يقومون بعد صلاة فجر‮ ‬يوم العيد بارتداء الملابس الجديدة بالإضافة إلى أنهم‮ ‬يضعون‮ “‬العكاوة‮” ‬التي‮ ‬تعتبر جزءاٍ‮ ‬أساسياٍ‮ ‬من ملابس العيد عند بعضهم‮ ‬ويضعونها على رؤسهم وهذه‮ “‬العكاوة‮” ‬مصنوعة من الحماحم والريحان والزعفران‮ ‬وبعد ذلك‮ ‬يقوم أفراد الأسرة ومعهم الأطفال بالذهاب إلى كبير الأسرة للسلام عليه فيستقبلهم بالترحيب وبعدها‮ ‬يقول الواصلون‮ “‬من العايدين‮” ‬ويجيب المستقبل‮ “‬من الفائزين‮”‬‮ ‬أي‮ ‬من الفائزين بالجنة‮ ‬ومن ثم‮ ‬يجلسون لتناول القهوة والفطار الدافئ مع كبيرهم حتى‮ ‬يحين موعد صلاة العيد‮ ‬وقد جرت العادة أنه لا تقام صلاة العيد في‮ ‬المسجد وإنما في‮ ‬مكان مستوي‮ ‬وهذا المكان‮ ‬يمتاز بأنه‮ ‬يتوسط عدة قرى‮ ‬يجتمع فيه الأهالي‮ ‬لصلاة العيد فقط‮ ‬وبعد إقامة الصلاة وإتمام الخطبة‮ ‬يبدأ سلام العيد بين المصلين بطابع خاص تميزت به مأرب عن بقية المحافظات الأخرى‮ ‬يتمثل في‮ ‬أن الأمام‮ ‬يصطف وحده ومن ثم‮ ‬يأتي‮ ‬أول رجل للسلام عليه‮ ‬وبعد السلام‮ ‬يقف ذلك الرجل إلى جوار الإمام ثم‮ ‬يأتي‮ ‬الثاني‮ ‬ويسلم على الإمام ومن بجانبه ثم‮ ‬يصطف بجانبهما وهكذا حتى‮ ‬ينتهي‮ ‬آخر رجل من المصلين من السلام على المصطفين‮.‬ ويضيف المرادي‮: ‬إن العيد مناسبة عظيمة عند جميع المسلمين تزيد من تآلف القلوب وتقارب الناس وتضاعف من صلة الأرحام التي‮ ‬تعد السمة الأساسية لهذه المناسبة‮ ‬كما أن هذه المناسبة الدينية العظيمة‮ ‬محطة للتزودبروح الفرح والسعادة والتلاحم الاجتماعي‮ ‬وفيها‮ ‬يقوم الأغنياء ومن الميسورين من المواطنين بتفقد أحوال الفقراء والمساكين من الجيران ومساعدتهم حتى لا‮ ‬يحرموا من فرحة العيد‮.‬ طقوس متوارثة من جانبه تحدث الأخ عامر بن القطبة بالقول‮: ‬إن العيد في‮ ‬مأرب خاصة واليمن بشكل عام له طقوس وعادات مستلهمة من أجدادنا العظماء المتميزة بالأصالة والجمال والممزوجة بالموروث الشعبي‮ ‬الجميل والعادات والتقاليد الأصيلة التي‮ ‬ترسم الابتسامة على وجوه المواطنين وتشيع روح التسامح والإخاء أرجاء المحافظة وعموم اليمن‮.‬ ويقول‮: ‬بعد صلاة العيد والاستماع لخطبتها نعود للمنازل لذبح الذبائح لوجبة الغداء لأفراد أسرنا والضيوف من أهلنا القادمون من المدن‮ ‬كما أننا نقوم بتوزيع جزء من تلك الذبائح على بعض الجيران والأصدقاء‮ ‬وبعد اقتراب وقت الظهيرة في‮ ‬يوم العيد نتناول وجبة الغداء وبعدها تبدأ طقوس تقليدية هي‮ ‬جديدة علينا في‮ ‬مأرب حيث لم تكن موجودة لدى آبائنا وأجدادنا‮ ‬وتتمثل في‮ ‬الجلوس لمضغ‮ ‬القات‮ ‬فيما كان الأمر في‮ ‬عهد آبائنا وأجدادنا‮ ‬يقتصر على الاجتماع بعد عصر‮ ‬يوم العيد لشرب القهوة وتبادل الحديث حول أحوال القرية وأحوال المديرية وكيفية حل بعض الخلافات فيها‮ ‬إلا أننا في‮ ‬الفترة الأخيرة ولكون مديريتنا أي‮ ‬مديرية جبل مراد الوحيدة الصالحة لزراعة شجرة القات قام البعض من الأهالي‮ ‬قبل عدة سنوات بزراعة هذه الشجرة فأصبح الكثير من الشباب‮ ‬يحرصون على تناول القات في‮ ‬مثل هكذا مناسبة‮.‬ تحضير الكعك الحاجة أم قحطان تطرقت في‮ ‬بداية حديثها عن المشاعر التي‮ ‬تنتاب المرأة بمأرب عند قدوم عيد الفطر المبارك حيث قالت‮: ‬هنالك الكثير من النساء بالمحافظة‮ ‬يشعرن بالفرحة والسعادة بعيد الفطر المبارك أكثر من الرجال لأن العيد‮ ‬يمنحهْن فرصة ثمينة للقاء بأبنائهن وأحفادهن وإخواتهن من المقيمين في‮ ‬العاصمة صنعاء وفي‮ ‬العديد من محافظات الجمهورية‮ ‬والذين‮ ‬يأتون لزيارتهْن والسلام عليهْن بعد فراقهم لهْن لأشهر عديدة‮ ‬فالعيد هو جائزة من رب العالمين للنساء‮ ‬تتجلى في‮ ‬زيارة وصلة الأرحام‮.‬ وأضافت‮: ‬العيد بالنسبة للنساء هو فتح صفحة جديدة في‮ ‬حياتهن صفحة خالية من منغصات المعيشة‮ ‬وفي‮ ‬أيام عيد الفطر المبارك‮ ‬يتفرغن لإعداد وتحضير الكعك وجعالة العيد لأفراد اسرهن والزائرين من الأهل والأقارب ولاستقبال أقاربهن الذين‮ ‬يقومون بمعايدتهن‮.. ‬كما أنها جرت العادة أن تقوم المرأة المأربية بتقديم وجبة المعصوبة المشبعة بالعسل وزيت الجلجل إلى جانب جعالة العيد للزائرين لهْن في‮ ‬الصباح الباكر‮ ‬بالإضافة إلى أنهْن‮ ‬يقمن بوضع نقش الحناء على سواعد البنات وأرجلهْن في‮ ‬ليلة عيد الفطر المبارك‮.‬ مناسبة لزيارة المواقع الأثرية ومن القاطنين بالمحافظة مع أفراد أسرهم التقينا بأحد أبناء محافظة ذمار الذي‮ ‬يعمل بإدارة الأمن بالمحافظة وهو الأخ محمد أحمد‮ ‬يحيى فتحدث قائلاٍ‮: ‬العيد مناسبة عظيمة عند جميع العرب والمسلمين وأنا وأْسرتي‮ ‬نستغل وجودنا في‮ ‬هذه المحافظة العريقة ذات الحضارة العظيمة‮ ‬خاصة أيام الأعياد والإجازات الرسمية في‮ ‬قضاء أوقاتنا في‮ ‬زيارة المواقع الأثرية كمعبد عرش بلقيس وقبل قدوم صلاة الظهر نعود للمنزل لتناول وجبة الغداء وبعدها نحضر أنفسنا للذهاب إلى سد مأرب لنقضي‮ ‬بقية اليوم ولكي‮ ‬يلعب أطفالنا في‮ ‬جنابات السد حتى آذان المغرب‮.‬ ويضيف محمد‮: ‬إن العيد مناسبة للفرح والسرور ويجب أن لا ننشغل بما‮ ‬يْعكر سعادتنا وسعادة من حولنا‮ ‬صحيح أن العيد أقبل علينا بعد أن أكتوينا بنار الأسعار المرتفعة في‮ ‬الملابس وجعالة العيد إلا أن ذلك لم ولن‮ ‬يفسد علينا وعلى أطفالنا ابتهاجنا وأفراحنا بعيد الفطر المبارك‮.‬

تصوير/ فؤاد الحرازي