الرئيسية - محليات - وسائل الاتصال العصرية تهدد بانقراض طقوس العيد التقليدية
وسائل الاتصال العصرية تهدد بانقراض طقوس العيد التقليدية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

قبل أربع سنوات كانت الطرقات والجبال في الريف تمتلئ بالمواطنين المعايدين للأرحام والأقارب

بسبب الانتشار الهائل لوسائل الاتصالات والتواصل الاجتماعيعزف العديد من المواطنين في محافظة ذمار وفي كافة محافظات الجمهوريةعن صلة الأرحام وزيارة الأقارب في عيد الفطر المباركواكتفوا بتوجيه تهانيهم وسلامهم لأقاربهم وأرحامهم عبر اتصال سريع بالهاتف النقالأو عبر دردشة فسبوكية مقتضبة من الأماكن التي يتواجدون فيهاإما لاستكمال الدراسة أو للبحث عن فرص عملإلا أن هذا لا يعني مطلقاٍ اندثار مظاهر وطقوس وعادات العيد التي اعتاد عليها المواطنون بالمحافظة منذ مئات السنينحيث ما يزال السواد الأعظم منهم يؤدونها كما توارثوها من آبائهم وأجدادهموهاكم التفاصيل حول هذا الموضوع:

* البداية كانت مع الأخ الزبيري سنان عليالذي عبر عن خشيته من أن يأتي عيد الفطر المبارك في العام المقبل وقد اندثرت في محافظة ذمارالمظاهر والطقوس العيدية التي توارثها أبناء المحافظة من آبائهم وأجدادهمحيث قال :يلاحظ في عيد الفطر المبارك من كل عام أنِ معظم الطقوس والتقاليد العيدية التي اعتدنا عليها بمحافظة ذماروتوارثناها عن آبائنا وأجدادنا تتقلص عاماٍ بعد عام ونخشى أن يأتي عيد الفطر في العام المقبل أو في الأعوام القليلة القادمة وقد اندثرت هذه الطقوس والعادات والتقاليد بشكل كاملبسبب الانتشار الهائل لوسائل الاتصالات والمعلومات وغيرها من الوسائل الحديثة التي جعلت البعض من المواطنين يستبدلون زياراتهم للأرحام وللأهل بإرسال رسالة تهنئة لهم أو الدردشة معهم عبر هذه الوسائلوفي أحسن الأحوال الاتصال بهم عبر الهواتف المحمولة. أعداد قليلة واستطرد الزبيري :قبل أربع سنوات كانت الطرقات والجبال في الريف تمتلئ بالمواطنين المتجهين لمعايدة الأرحام والأقاربمنذ الصباح الباكر لليوم الأول من عيد الفطر المباركوإلى ان تغرب شمس ذلك اليوموكذلك في اليومين الثاني والثالث من العيد وإن كان بشكل أقلأما اليوم فإنك لا تجد سوى أعداد قليلة جداٍ من المواطنين المعايدين لأقاربهمفي تلك الطرقات والجبال.. اللهب المضيء * أما الأخ علي أحمد العنسي فيقول: إن من أبرز مظاهر الاحتفال بعيد الفطر في ذمارهو قيام الأطفال في أول ليلة من ليالي العيد باستقباله بصناعة أحجام كروية صغيرة من «الرماد» الذي يخلفه الحطب الذي توقده النساء أثناء إعدادهن للوجبات الغذائيةحيث تتشكل هذه الأحجام بعد أن يتم عجن أو خلط هذه المادة(الرماد)بالزيوت الحارقةومن ثم يقوم الأطفال بإشعال النار فيها فتتحول هذه الأشكال الكروية إلى لهب يضيء القرى كما يقومون بترديد الأهازيج الشعبية ابتهاجا بقدوم العيد: العيد جاء يا إخوتي…أهلاٍ به..أهلاٍ به العيد جاء يا بهجتي…كل المنى في قربه وأضاف:كما تبدو طقوس ومظاهر العيد بارزة في نقوش الحناء على أيادي وسواعد وأرجل الأطفال من البنات وعلى أنامل النساء الشابات والمتزوجاتوفي الملابس الجديدة التي يرتديها الصغار والكبار من الجنسين خلال أيام العيد. الوجبة الأهم * وتقول الأخت/انتصار ثابت :لقد جرت العادة أن نستقبل العيد بإعداد أنواع مختلفة من الكعك والبسكويتمن بعد الإفطار إلى ميعاد السحور في اليومين الأخيرين من شهر رمضانأما البنات الصغار والفتيات فيجلسن حولنا يلعبن ويشاهدن ما نقوم بهفنقوم بإعطاء البعض منهن قطعاٍ صغيرة من العجين ليتعلمن طريقة إعداد كعك العيدلكن الآن تضاءلت هذه العادات الجميلةوأصبحت معظم الأسر تشتري الكعك جاهز من الأسواق والبقالات والمحلات التجارية. وأضافت:وفي العيد يجلس الأهل والأقارب إلى جوار بعض وتلتقي الأمهات بأبنائهن وأزواجهن بعد فراق عام كامل بسبب مواصلة الكثير من شباب المحافظة لدراستهم الجامعية أو بحثهم والكثير من الرجال عن فرص عمل في العاصمة صنعاء وفي غيرها من المحافظاتكما يتميز بتبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء وبصلة الأرحام وبانشغال النساء بإعداد مختلف أنواع حلوى العيد وبإعداد وجبة الغداء التي تعد الأهم من بين الوجبات الثلاثكونها تتكون من عدة أطباق وأصناف غذائية منها «الفتوت» و»العصيد» و»الملوج» والأرز والسلتةوبنت الصحن المغمورة بالسمن البلدي والعسل الطبيعي. مجالس النساء * الأخ الجهمي أحمد ثابت قال من جانبه :ما أن يهل عيد الفطر السعيد على أبناء محافظة ذمار إلا وتشاهد مظاهر الفرح والبهجة تعم أرجاء المحافظةويتبادل الأهل الزيارات في ما بينهم صباحا وفي أوقات الظهيرة والعصروتجد الشباب وكبار السن في المدن وفي القرى يقضون معظم ساعات النهار خلال أيام العيدفي تناول القات بأحد دواوين الحي أو القرية التي تتسع لأعداد كبيرة من الناس ولا ينامون إلا في أوقات متأخرة من الليلأما النساء فيقمن بإعداد وتقديم الكعك وجعالة العيد لأفراد الأسرة ولمن يأتي اليهم معايداٍ من أقاربهم وأهاليهم وجيرانهم وأصدقائهم..كما يقضين جزءاٍ من الوقت في تناول القات وتبادل التهاني والأحاديث في مجلس بمنزل إحداهنإلا أن أعدادهن في ذلك المجلس يكون أقل بكثير من أعداد الرجال الذين يتواجدون في مجالس أو دواوين أكثر طولاٍ وعرضاٍ من مجالسهنوهذه العادة موجودة في معظم قرى ومدن ومديريات المحافظة. وأردف قائلاٍ:في الصباح الباكر من اليوم الأول للعيد يذهب الرجال والشباب والأطفال جميعاٍ لأداء صلاة العيد في «المصلى» أو في الجامع وبعد أداء الصلاة والانتهاء من سماع الخطبة وتبادل السلام في ما بين المصلينيتوجه كل منهم إلى قريباته وأقربائه ليسلم عليهم ويعايدهمومن ثم يعودون إلى منازلهمفيقوم البعض من المتيسرين منهم بذبح الماعز أو الأبقار التي يشترونها خصيصاٍ لعيد الفطر المباركويتجه البعض الآخر إلى الأسواق والساحات التي تذبح فيها المواشي لشراء اللحوم وبحسب ظروف كل واحد منهمفيما يتجه الأطفال لممارسة طقوسهم الخاصةالتي تتوزع بين اللهو واللعب وشراء وأكل حلويات وجعالة العيدوشراء الألعابكما يحرص الأطفال على القيام بزيارات سريعة لأقاربهم وجيرانهمبقصد الحصول على عسب العيد ممن يقومون بزيارتهم.