الرئيسية - محليات - تظل أبواب المنازل مفتوحة على مصراعيها طوال النهار إكراما◌ٍ للأهل والأقارب والأصدقاء المعايدين
تظل أبواب المنازل مفتوحة على مصراعيها طوال النهار إكراما◌ٍ للأهل والأقارب والأصدقاء المعايدين
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

العادات في الريف اكثر إبهاراٍ من العادات في المدينة كون مراسمها تعود الى الزمن الجميل

عندما يهل هلال شهر شوال معلنا نهاية شهر رمضان المبارك وبداية العيد تعم الفرحة الجميع و يبدأ أبناء تعز في الطرقات أثناء الذهاب لصلاة العيد تبادل التهاني ويعبرون عن فرحتهم بإتمام شهر رمضان ويطلبون من الله القدير أن يتقبل صيامهم وقيامهم وان يكون صوما مقبولا فالعيد يعتبره أبناء تعز نعمة كبرى تمتلئ القلوب بالمودة والإخاء والصفاء يتميز العيد في تعز بالتراث والعادات والتقاليد اليمنية ففي أيام العيد يمتزج التراث التعزي بفرحة العيد الكبيرة لتتجلى فيها الابتسامة على شفاه الناس والألفة بين القلوب وروح السماحة والإخاء في أجمل صورها وتتميز قرى محافظة تعز عن مدنها بتجلي مظاهر العيد فيها بشكل أكبر وان كانت الفرحة لا تغيب عن مدنها وخصوصا فرحة الأطفال فهم يرون أن العيد هو يومهم المفضل في السنة فيه يلبسون كل ما هو جديد ويليق بفرحة العيد بالإضافة الى تمتعهم بأصناف الحلوى الفاخرة وملاهي الأطفال والكثير من الهدايا والعيديات و في أيام العيد يتم إحياء حفلات للأهازيج والرقصات والألوان الشعبية التي تشتهر بها محافظة تعز .

في البداية تحدث الأخ غازي احمد علي من مديرية صبر قائلا: “عيد الفطر المبارك مناسبة عظيمة وفرصة كبيرة لتلاقي الأقارب والأحباب في أيام العيد تمتلك الفرحة الصغار والكبار وان اختلفت في العصر الحاضر بسبب انشغال الناس وابتعادهم عن بعضهم البعض وأضاف غازي احمد علي في الماضي كان الناس يعتمدون وبشكل أساسي على رؤية الهلال لدخول الشهر وحلول العيد إلا أن الناس قد لا يرون الهلال أحيانا لظروف جوية أو ما شابهها من المواقف التي حدثت قبل حوالي 25سنة أننا واصلنا الصيام ظنا منا أن ذلك اليوم الذي صمناه مكملا لشهر رمضان إلا أنه وردنا خبر بعد صلاة الظهر يؤكد أن ذلك اليوم هو يوم العيد وليس صيام ما دعانا للإفطار ومن ثم التوجه المعايدة الأقارب بقية ذلك اليوم. قهوة الافطار يقول الأخ / محمد علي عثمان من ماوية: عاداتنا إعداد قهوة الإفطار طبعا مع التمر وبعدها نذهب لصلاة العيد بجامع الجند وبعدها نعود للقرية ونصطف للسلام وترديد الأهازيج الشعبية وقد سعدنا وفرحت القلوب وفي يوم العيد نقوم بزيارة الأهل والأقارب والأصدقاء والأرحام ونعود للجلوس في القرية وتناول الفواكه والحلوى المعدة للعيد والذهاب بالأطفال للحديقة العامة بعد ان يكونوا قد لبسوا ملابس العيد. التآلف والمحبة ويقول ياسين عبده سيف كان للعيد قديما فرحة كبيرة جدا حيث يتم الإعلان عنه بعد رؤية الهلال ويقوم الناس بالاحتفال به بالرمي بالبنادق وفي صباح العيد اعتاد الناس على إخراج الزكاة قبيل الصلاة وبعد أداء الصلاة لا نخرج من المصلى حتى يصافح كل منا الآخر ويتم بها إنهاء الخلافات وتسود روح التآلف والمحبة بعد ذلك يخرج الجميع الى جميع منازل القرية منزلا تلو المنزل ويبدأ بعدها تقديم الوجبات بالتناوب بين الأسر والتي اعتاد أبناء محافظة تعز خلال الأعياد. فطائر الذمول أما الأخ/ فؤاد علي المطري من مدينة تعز فقال: في الصباح نتناول وجبة الإفطار وهي عبارة عن فطائر الذمول أو ملوح (الخبز الطاوة) وهي الوجبة الأولي للعيد وتعد الوجبة مفضلة في تعز وتكون ربة البيت أعدتها منذ الفجر وبعدها نذهب لتأدية الصلاة بكل خشوع مبتهلين إلي الله سبحانه وتعالى بالدعاء والاستغفار وتختلف العادات في تعز وما أكثرها فمنهم من يتناول وجبة الفطور قبل الصلاة ومنهم بعدها ثم يجتمع أبناء الحارة ويتوافدون أفواجا في مكان معروف وسط الحارة وعلى شفاهم البسمة نتبادل السلام والتهاني مع الأهل والأصدقاء حتى وقت الظهر ثم نذهب للبيوت للراحة أو السلام على الأرحام الذين في الأماكن البعيدة وما من شيء يمنع الرجل التعزي المضياف من أن يقدم لزائريه أفضل ما عنده من طعام وشراب وتظل المنازل في أيام العيد مفتوحة. إنقراض العادات ويقول جميل احمد طه ناجي: الفرحة بالعيد لم تتغير الجميع يفرح لمقدمه ولكن العادات والتقاليد المتمثلة في تبادل الزيارات وصلة الرحم بين الأهل وحتى الجيران والأصدقاء تغيرت تبعاٍ لمجريات العصر لتحل محل هذه العادات الاتصال الهاتفي او تبادل التهاني عبر الانترنت ورسائل الجوال. مما ينذر بانقراض العادات الاجتماعية المتمثلة في اظهار حرارة المشاعر بفرحة العيد واطلالته ورغم ذلك يبقى للعيد دائماٍ حنيناٍ واشتياقاٍ يأخذنا الى الماضي لنهيم في عبق الايام الخوالي. الريف أفضل وتحدث الأخ/ عبدالقاهر عبدالقوي عبيد قائلاٍ: أن العيد في الريف له طعم آخر حيث يجتمع كل الأهل والأصدقاء في مكان واحد للصلاة وبعدها الانطلاق للسلام على الأرحام وتناول القات في مقيل واحد يضم الجميع وفي اليوم الثانى يقوم الكثير بذبح الاغنام والابقار وسلخها واعداد اللحم بانواع متعددة ويقوم الاهل والجيران بتناول الغداء مع بعضهم البعض وهم فرحون مسرورون وما اسعد الناس عندما تكون الفرحة والسعادة والمودة والمحبة عنون لحياتهم وحقيقة يعيشونها في هذه الايام المباركة. فرحة الأطفال أما الأخ عارف رزاز فيقول: ان المعايدة وزيارات الأقارب في عيد الفطر المبارك وفي بقية المناسبات الدينية تتناقص عاماٍ بعد آخر بشكل غريب حيث تكفلت وسائل الاتصال بهذه المهمة واصبح البعض يكتفي بالاتصال باصدقائه وجيرانه لتهنئتهم بالعيد وهذا لا يعني ان فرحة العيد غير موجودة فالفرحة بهذه المناسبة متجذرة في النفوس وخاصة في نفوس الاطفال كون العيد يوفر لهم اجواء المتعة والفرح من خلال انتشار وسائل الترفيه والاستمتاع بمشهد الالعاب النارية التي لم تكن موجودة في السابق. الشاب زيد شكري الحماطي: فرحتنا بالعيد كبيرة ففيه نلتقى بالاصدقاء والاقارب ونذهب لزيارة كبار السن والمرضى ونعايدهم كما ان العيد فرصة رائعة للتعرف على تراث آبائنا وأجدادنا من خلال التقاليد ومراسم العيد والأكلات الشعبية التي يتم احياءها في هذه المناسبة.