الرئيسية - اقتصاد - في‮ ‬ظل الاستنزاف المتواصل للخارج
في‮ ‬ظل الاستنزاف المتواصل للخارج
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

10‮ ‬ آلاف كادر متخصص فقط‮ من تبقى ‬

تعاني‮ ‬اليمن من مأزق كبير لا‮ ‬يزال الكثير‮ ‬يتغافلون عنه‮ ‬يتمثل في‮ ‬غياب تام للكوادر المتخصصة في‮ ‬الأسواق التي‮ تحتاجها جهاز متخم بالموظفين والكوادر الإدارية التي‮ ‬لا تجيد سوى الأعمال المكتبية والتفرغ‮ ‬لحل الكلمات المتقاطعة‮.‬ ويرجع السبب في‮ ‬إفراغ‮ ‬الأسواق من الكوادر الماهرة والمتخصصة إلى العديد من الأسباب أهمها الاستنزاف المتواصل للعقول اليمنية وهجرتها إلى الخارج‮ .‬ وتكشف احصائية علمية رسمية حصرية بـ‮ “‬الثورة‮” ‬أن إجمالي‮ ‬العدد لكافة التخصصات يبلغ نحو‮ (‬10015‮) ‬‮ ‬وهذا العدد‮ ‬يمثل نسبة ضئيلة بالنسبة لعدد السكان الذين‮ ‬يقترب عددهم ‬24‮ ‬مليون نسمة‮.‬

ارتفعت خلال العقد الماضي‮ ‬وتيرة الهجرة للخارج لكفاءات وعقول‮ ‬يمنية‮ ‬‮ ‬أكاديمية وطبية ومن مختلف المهن والتخصصات النوعية التي‮ ‬تستند عليها أسس التطوير والنهوض التنموي‮ ‬والاقتصادي‮ ‬والعلمي‮ ‬والمعرفي‮ .‬ وتتجاوز نسبة عملية الاستنزاف المستمر للخارج خلال هذه الفترة أرقاماٍ‮ ‬تدق ناقوس الخطر في‮ ‬مؤسسات تعليمية وإدارية وخدمية وتنموية مفرغة من الكوادر المؤهلة‮ ‬‮ ‬حيث تقدر الإحصائيات خروج أكثر من‮ ‬5‮ ‬آلاف كادر متخصص نوعي‮ ‬أكاديمي‮ ‬وطبي‮ ‬‮ ‬بالإضافة إلى عشرات الآلاف في‮ ‬المهن والأعمال الأخرى المتعددة‮ اختلال يكشف الدكتور محمد‮ ‬يحيى الرفيق رئيس قسم العلوم الادارية بجامعة ذمار عن المشكلة من زاويتي‮ ‬التعليم والصحة باعتبارهما ابرز قطاعين منتجين للكوادر المتخصصة‮.‬ ويشير الى ارتفاع عدد الموظفين الإداريين العاملين في‮ ‬القطاع الصحي‮ ‬إلى أكثر من‮ ‬40‮ ‬٪‮ ‬من إجمالي‮ ‬القوى العاملة في‮ ‬المجال الصحي‮ ‬في‮ ‬محافظات الجمهورية‮ ‬‮ ‬بالإضافه إلى الانخفاض الكبير والهوة الواسعة في‮ ‬الكوادر الأكاديمية لأساتذة التعليم العالي‮ ‬الذين‮ ‬ينزحون بشكل سنوي‮ ‬إلى دول الجوار بصورة رئيسية وإلى مختلف الدول الأقليمية الأخرى‮ .‬ وهناك نقص كبير في‮ ‬الكوادر الطبية والفنية في‮ ‬ظل سوء توزيعها وعدم استغلالها بشكل أمثل‮.‬ ويعمل في‮ ‬هذا القطاع وفقاٍ‮ ‬لإحصائية رسمية حديثة طبيب لكل‮ )‬2000‮( ‬نسمة وأخصائي‮ ‬أيضا لكل ألفي‮ ‬نسمة بينما تعاني‮ ‬بعض المحافظات شحه كبيرة في‮ ‬الكادر الطبي‮ ‬‮ ‬حيث‮ ‬يعمل فيها طبيب لكل‮ )‬14‭.‬634‮( ‬نسمة وأخصائي‮ ‬لكل‮ ) ‬80‭.‬000‮( ‬نسمة مع الأخذ في‮ ‬الاعتبار ضعف‮ ‬القدرات والمهارات إما بسبب نقص التأهيل والتدريب المتخصص أو عدم الاهتمام بالتدريب المستمر خلال الخدمة‮.‬ وفي‮ ‬هذا الاتجاه‮ ‬يقدم الدكتور الرفيق دراسة استقصائية نادرة وثرية بالمعلومات والأرقام الاستثنائية التي‮ ‬تكشف أن الأسواق شبه مفرغة من الكوادر المتخصصة‮.‬ وتؤكد أن عدد الأطباء الأخصائيين قليل جدا حيث‮ ‬يصل عددهم في‮ ‬اليمن‮ (‬1631‮) ‬استشارياٍ‮ ‬‮ ‬بينما عدد أطباء العموم‮ (‬4811‮) ‬طبيباٍ‮ ‬‮ ‬وعدد أخصائيين في‮ ‬المختبرات‮ (‬1067‮) ‬متخصص مختبرات‮ ‬وعدد الصيادلة‮ (‬945‮) ‬صيدلياٍ‮ ‬‮ ‬بينما عدد أطباء الأسنان‮ (‬587‮) ‬طبيباٍ‮ ‬‮ ‬وحوالي‮ (‬430‮) ‬خريج تمريض جامعياٍ‮ . ‬ ‮ ‬معاناة تعاني‮ ‬اليمن مشكلة كبيرة في‮ ‬المتخصصين بالصحة النفسية فعددهم محدود للغاية حيث‮ ‬يصل حوالي‮ ‬41‮ ‬متخصصاٍ‮ ‬‮ ‬وأما المتخصصون في‮ ‬الصحة العامة فقد بلغ‮ ‬عددهم‮ (‬226‮) ‬فقط‮ ‬ويذوق المواطنون الويل في‮ ‬الحصول على مركز للأشعة أو خبير متخصص في‮ ‬هذا الجانب وتكشف الدراسة الاستقصائية للدكتور الرفيق أن المتخصصين في‮ ‬الاشعة لا‮ ‬يتجاوز عددهم‮ ‬66‮ ‬متخصصاٍ‮ ‬‮ ‬وكذا عدد المتخصصين في‮ ‬التغذية بنحو‮ ‬19‮ ‬متخصصاٍ‮ ‬فقط‮ .‬ والأهم من ذلك مشكلة المتخصصين في‮ ‬التخدير والذي‮ ‬لا‮ ‬يتجاوز عددهم‮ (‬127‮) ‬فقط‮ ‬وفي‮ ‬جانب الأطراف الصناعية فإنه لا‮ ‬يوجد متخصص في‮ ‬هذا المجال‮ ‬‮ ‬وأيضا بلغ‮ ‬عدد المتخصصين في‮ ‬العلاج الطبيعي‮ ‬18‮ ‬‮ ‬وفي‮ ‬طب المجتمع‮ ‬24‮ ‬متخصصاٍ‮ ‬أما في‮ ‬مجال الفيزياء فـ24‮ ‬متخصصاٍ‮ ‬وبلغ‮ ‬عدد الذين هم‮ ‬غير متخصصين‮ ‬21‮ ‬فرداٍ‮.‬