الرئيسية - عربي ودولي - السودان .. ونهاية الصراعات
السودان .. ونهاية الصراعات
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

يرى كثير من المتابعين للأوضاع الجارية في السودان أن ما قاله الرئيس عمر حسن البشير خلال اليومين الماضيين بأن العام القادم سيشهد نهاية للصراعات المسلحة في البلاد¡ إنما يعكس في الحقيقة والواقع وعيا◌ٍ مسبقا◌ٍ بوجود جهد محلي لإنهاء تلك الصراعات التي أرهقت الأمن والاستقرار في ذلك البلاد لحقب تاريخية مختلفة ودائما◌ٍ ما كانت نتائج الحروب الداخلية ودوائرها المتكررة لا غالب فيها ولا مغلوب بين المتصارعين والمتقاتلين¡ لكن الوطن كان يدفع ثمن تلك الحروب الذي تجري فيه حرب بسبع ولايات من جملة ولاياته السبع عشرة كانت في صراع ومواجهات دائمة أثرت على الشعب وعلى الحكومة والمعارضة وأضعفت السودان كدولة ودائما◌ٍ ما كان العامل الخارجي يغذي النزاعات بهدف زعزعة الأمن والاستقرار. فإلى أي مدى يمكن أن يكون ما قاله الرئيس السوداني كلاما◌ٍ واقعيا◌ٍ وليس تفاؤلا◌ٍ بأن الصراعات القبلية والأثنية والتمرد بكافة أشكاله وأنواعه ستنتهي وخاصة ما يدور ويجري في ولايات دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. فـ(دارفور) الواقعة في الغرب تشهد نزاعا◌ٍ مسلحا◌ٍ منذ عشر سنوات بين الحكومة ومتمردين ينتمون للإقليم¡ والجنوب أيضا◌ٍ لطالما شهدت حروبا◌ٍ عدة وحتى بعد استقلال جوبا ظل التوتر قائما◌ٍ بين الجانبين وما نتج عن ذلك من ضحايا بشرية وأضرار وخسائر مادية وقبلها كانت الحركة الشعبية والقوات الحكومية ناهيك عن الاقتتال المتجدد بين القبائل في دارفور ونزاعات دائما◌ٍ ما تنشب لتشمل معظم ولايات السودان. ولو تركت للحكومة والمعارضة بعيدا◌ٍ عن التدخلات الخارجية فرصة للحلول العملية لكان الوضع أفضل حالا◌ٍ مما هو عليه في الظرف الراهن¡ لأن جزءا◌ٍ كبيرا◌ٍ من الاضطرابات التي يشهدها السودان تتدخل فيها أياد خارجية إقليمية ودولية. وإن كان الرئيس البشير يتوقع فعلا◌ٍ نهاية مشاكل بلاده قريبا◌ٍ فإن تلك المشاكل بحاجة إلى تضافر الجهود الوطنية المخلصة لإخراج السودان من أتون تلك الصراعات المؤلمة التي لا تزال البلاد تتلظى بلهيبها إلى اليوم.