الرئيسية - عربي ودولي - ذكرى رحيل عبدالناصر
ذكرى رحيل عبدالناصر
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

منذ 15 يناير 1928م وحتى 28 سبتمبر 1970م فترة زمنية تقدر باثنين وخمسين عاما◌ٍ عاشها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر حياة حافلة بالنضال الوطني والقومي والأممي جسد من خلالها معاني الالتزام بالقضايا العادلة للأمتين العربية والإسلامية¡ كما جسد أنبل معاني الانتماء العربي والإسلامي. وخلال تلك الفترة قاد ثورة 23 يوليو 1952م التي غيرت تاريخ مصر وأنهت النظام الملكي وأممت قناة السويس وبنت السد العالي وأنجزت الإصلاح الزراعي ومجانية التعليم وأخرجت مصر من الظلمات إلى النور وشهدت الأمة العربية في عهد عبدالناصر نهضة قومية كان عنوانها دعم ومؤازة الثورات العربية وأخذت القضية الفلسطينية سلم الأولويات في فكر وتوجهات الزعيم الراحل الذي أحيت مصر الذكرى الـ 43 لرحيلة. وقد عاش مناضلا◌ٍ قوميا◌ٍ ضد الاستعمار والامبريالية العالمية وقاد مصر خلال عقد الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي مؤسسا◌ٍ قاعدة صناعية ونهضة زراعية تم من خلالها بناء أكثر من ألف مصنع كما بنى القوات المصرية المسلحة ورد الاعتبار للتاريخ الوطني المصري وأدخل مصر مرحلة جديدة وكان عنوانها البارز كما أشرنا دعم ومؤزرة القضية الفلسطينية. وخاضت القوات المسلحة المصرية حرب الاستنزاف ضد الكيان الصهيوني والتي كان محورها الأساسي لا صوت يعلو فوق صوت المعركة¡ حيث تظافرت الجهود المخلصة على صعيد تحضير مصر داخليا◌ٍ وخارجيا◌ٍ كقوة عظمى في الشرق الأوسط¡ كان خلالها جمال عبدالناصر في طليعة الذين أسسو كتلة الحياد الإيجابي وعدم الانحياز وأوجدت مصر «الناصرية» توازنا◌ٍ حقيقيا◌ٍ في العلاقات الدولية. خاصة ومصر وفقا◌ٍ لشروط الزمان والمكان كانت مؤهلة فعلا◌ٍ لتلك القيادة الطبيعية التي خط معالمها الزعيم عبدالناصر سياسيا◌ٍ واقتصاديا◌ٍ وثقافيا◌ٍ¡ فعلى الصعيد السياسي شكل عبدالناصر رؤية سياسية متكاملة بدءآ◌ٍ من هيئة التحرير كتنظيم سياسي أحدث إصلاحات في العملية السياسية مرورا◌ٍ بالاتحاد الاشتراكي الذي شكل الثورة السياسية المنظمة للعملية الثورية وقال عنه الزعيم فيدل كاسترو إنه م◌ْلهم الثورات ليس عند العرب فحسب ولكن على مستوى العالم ووقفت جولد مائير أمام ذلك الإلهام الثوري الذي أيقظ الحس العالمي لتقول من قلبها لا من لسانها: لو كان عبدالناصر يهوديا◌ٍ لحكمنا به العالم. وفي الذكرى التاريخية لرحيله ثمة عظات وعبر كثيرة يمكن استخلاصها من سيرة شجاع وسيرة قائد دافع عن القيم العادلة لشعبه ووطنه وأمته العربية على مدى ثمانية عشر عاما◌ٍ فترة حكمه لمصر والتي لم تخل من سلبيات وأخطاء¡ لكنها كانت ناتجة عن أخطاء الدولة وأصاب كثيرا◌ٍ وأنجز أشياء كبيرة لمصر وكان ذلك نتاج صواب الثورة ورؤيتها التقدمية في إصلاح أوضاع مصر ويبقى في هذه الذكرى التأريخية الزعيم جمال عبدالناصر واحدا◌ٍ من أبرز القادة على المستوى العالمي الذين غيروا وجه التاريخ الإنساني.