الرئيسية - عربي ودولي - المأساة الإنسانية السورية تزعزع استقرار دول الجوار على أمد طويل
المأساة الإنسانية السورية تزعزع استقرار دول الجوار على أمد طويل
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

أمام حجم المأساة الإنسانية السورية¡ أقرت اللجنة التنفيذية لمفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة الملتئمة في جنيف¡ بأن المساعدة الدولية محدودة¡ معبرة عن قلقها من زعزعة استقرار البلدان المجاورة لسوريا على أمد طويل بسبب تدفق أكثر من مليوني لاجئ إلى أراضيها. وهذا الاجتماع الذي تعقده اللجنة التنفيذية لمفوضية اللاجئين في حضور ممثلين عن الحكومات المعنية¡ يهدف مرة جديدة إلى توعية المجتمع الدولي بشأن خطورة الوضع. فهناك 2,1 مليون لاجئ خارج أراضي سوريا ونحو خمسة ملايين نازح في داخلها¡ أي ثلث التعداد السكاني السوري.

وفي هذا السياق¡ لفت مساعد وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز إلى “انه اكبر نزوح سكاني في العالم خلال العقود الثلاثة¡ أكثر من الإبادة الرواندية أو عمليات التطهير الاتنية في البلقان”. ونوه انطونيو غوتيريس رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين مرة جديدة بـ”سخاء” البلدان الأربعة الرئيسية التي تستضيف لاجئين سوريين وهي لبنان والأردن وتركيا والعراق¡ مشيرا إلى الأعباء الهائلة التي ترزح تحت ثقلها هذه البلدان نظرا إلى إمكاناتها المحدودة. فالنسبة للبنان الذي يعد نحو 4,4 مليون نسمة¡ فإن وجود 760 ألف لاجئ يوازي 11 مليون لاجئ يصلون إلى المملكة المتحدة¡ و15 مليونا إلى ألمانيا أو 58 مليونا إلى الولايات المتحدة¡ كما قال. وقال وائل أبو فاعور وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية “ندعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته”¡ مشيرا إلى ظهور حركات مناهضة للاجئين ودعوات إلى إغلاق الحدود. وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو: أن “على المجتمع الدولي ان يستبدل الكلمات بأفعال”. وقد أنفقت بلاده ملياري دولار على اللاجئين الـ500 ألف اذين تستقبلهم¡ اقل من 10% من هذا المبلغ ممولة من المساعدة الدولية. واعتبر غوتيريس أن المساعدة الإنسانية لم تعد تكفي ودعا إلى القيام بـ”خطوات عاجلة لدعم التنمية في مجال الصحة والتعليم والسكن والمياه والطاقة”. ويعتزم تحريك البرامج الثنائية للتنمية والمؤسسات المالية الدولية في استثمارات طويلة الأمد. وفي حال تفاقم الوضع¡ رأى المفوض الأعلى انه سيتعين التفكير حتى بعمليات “إجلاء إنسانية عاجلة للاجئين نحو أماكن أخرى خارج المنطقة لتخفيف الضغط عن البلدان المجاورة”¡ ودعا أوروبا إلى استضافة المزيد من السوريين. وأكدت المفوضة الأوروبية للمساعدة الإنسانية كريستالينا جورجييفا “علينا أن نبقي حدودنا مفتوحة”. وأشار بيرنز إلى أن الولايات المتحدة تؤمن مع أكثر من مليار دولار ثلث المساهمة الدولية لتحتل المرتبة الأولى في هذا المجال. وأكد: “يجب التركيز أكثر على برامجنا لنوفر للأطفال فضاءات آمنة حيث يمكنهم اللعب والتعلم والتعافي من الصدمات وأعمال العنف والنزوح”. وتساءل غوتيريس عما إذا كانت “الآليات التي نملكها لتقاسم عبء (اللاجئين) دوليا على مستوى التحدي”. وشدد على أن التعبئة من اجل سوريا يجب أن لا تدفع إلى إغفال التزامات المفوضية العليا الضرورية تجاه لاجئين آخرين وبخاصة في إفريقيا¡ في جمهورية إفريقيا الوسطى وفي السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومالي والصومال. وأكد غوتيريس أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين باتت بعد عمليات إعادة تنظيم كبيرة منذ العام 2006م¡ قادرة اليوم على تقديم مساعدة إلى 600 ألف شخص في غضون 72 ساعة.