اليونان تتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي لشهر مايو
الأمم المتحدة: 92 بالمائة من الرضّع في غزة محرومون من الغذاء الأساسي
التكتل الوطني للأحزاب يناقش مع السفير الياباني سبل دعم جهود مواجهة التحديات الإنسانية والاقتصادية
وزير الخارجية يبحث مع السفير الكوري آفاق التعاون المستقبلي
وزير الداخلية يتفقد شرطة مأرب ويطلع على الجاهزية الأمنية
المعهد الوطني للصحة يحتفي بتخرج الدفعة الثانية واستقبال الثالثة
المدير الإقليمي لليونيسيف يطّلع على وضع منظومة المياه في عدن
اليمن يشارك في مؤتمر رجال الأعمال الصينيين والعرب في دورته الـ11 وندوة الاستثمارات في دورته الـ9
مجلي: الحوثيون هرّبوا أدوات الدمار إلى اليمن عبر شركائهم وداعميهم الإيرانيين
ورشة عمل حول وضع القطاع الزراعي في سقطرى

من شاهد الفيلم العربي السوري التقرير لدريد لحام لا شك يتذكر ضمن مشاهد النهاية مجموعة من الممثلين يرددون وقوفا نشيدا يقول مطلعه:
يا تراب الوطن.. ومقام الجدود
ها نحن جئنا لما دعينا إلى الخلود
هذا النشيد كان يؤديه الطلاب في تعز بلحن يمني في مدارس المدينة الثلاث في أواسط الخمسينيات والمدارس الثلاث هي: «الفلاح» و»النجاح» و»الأحمدية».. وكانت حينها المدارس الوحيدة في تعز إذ لم تكن ثمة مدارس سواها اللهم إلا الكتاتيب التي كانت تسمى «معلامات» جمع معلامة.
ويبدو أن المد القومي الذي أخذ يتنامى مع وجود التيارات القومية العربية في مصر والشام كان كبير الأثر على اليمن وهو ما حدا بالنظام الإمامي إلى الاضطرار لمجاراته في إطار خطب ود اليمنيين وبلغ هذا الموقف ذروته إثر قيام الوحدة بين مصر وسوريا حيث بارك الإمام هذه الوحدة ومضى يعزز العلاقات مع دولتها على نحو أفضى إلى إعلان اتحاد المملكة المتوكلية اليمنية مع الجمهورية العربية المتحدة وهو ما فرح به اليمنيون وعبروا عن الفرح بوسائل شتى منها الأناشيد المدرسية حيث كان للأناشيد ذات الطابع القومي حضورها أذكر منها في تعز أنشودة يقول مطلعها:
اليوم نغني الحرية
نحن القومية العربية
في اليمن ومصر وسورية
وفيما كانت إذاعة صنعاء تردد في الفترة إياها أناشيد قومية كان الأحرار يواصلون النضال ويدحضون ادعاء النظام اتخاذه المنحى القومى.
بل إن جريدة «الفضول» التي أصدرها عبدالله عبدالوهاب نعمان في عدن كانت تنشر نصوصا ساخرة في قوالب مماثلة لما يذيعه راديو صنعاء من أناشيد.
فعلى سبيل المثال كانت الفضول تقابل أنشودة.
بلاد العرب أوطاني
وكل العرب إخواني… الخ
بنص مماثل من أبياته:
بلاد العرج أوطاني
وكل العرج إخواني
بعرطوط وجيعان… الخ
تواصل
واتسعت خطوات التواصل اليمنية العربية حيث زاد إقبال اليمنيين على القاهرة وتوجههم إليها خاصة من عدن:
ونجد في نصوص الشاعر المناضل عبدالله هادي سبيت التي غناها الفنان اسكندر ثابت التعبير الأصدق عن تأثير المد القومي العربي على اليمن وعن مدى التواصل الذي كان بين اليمنيين وأهل الكنانه.
من هذه النصوص أنشودة تدعو إلى النضال ضد المستعمر يقول مطلعها:
يا شاكي السلاح
شوف الفجر لاح
حط يدك على المدفع
زمان الذل راح
ثمة نص آخر لسبيت غناه كل من الفنانين اسكندر ثابت ومحمد مرشد ناجي ينذر الاستعمار وعملاءه بالويل يقول مطلعه:
يا ظالم ليش الظلم ذا كله
كم نايم في العالم صحا عقله
يا ظالم لا بد يوم ما تندم
باتعلم إن الكل بك يعلم
يا ظالم.. يا ظالم
من »الحوطة« إلى »الروضة«
في أواسط الخمسينيات شهدت لحج انتفاضة شعبية ضد الوجود الأنجلو سلاطيني حياها شعراٍ وغناء كل من «سبيت» و»ثابت» بأغنية وطنية تقول:
يا مسافر من ضفاف النيل لا وادي تبن
بلغ الأشواق للحوطة ومن فيها سكن
شل سلامي بلغ الفادي بروحه للوطن
واخبره عني وقل له كيف به قلبي افتتن
يا مسافر….الخ
هذه الرائعة أعاد اسكندر ثابت تسجيلها لصوت العرب بمصاحبة فرقة موسيقية مصرية واستبدل فيها كلمة الحوطة «حوطة لحج» بالروضة «روضة صنعاء» تحية للحدث التوري العظيم الذي شهدته صنعاء في الـ26 من سبتمبر عام 1962م.
أعمال أخرى
ومن الأعمال الغنائية الوطنية التي أبدعها سببت وثابت وسجلت في إذاعة صوت العرب:
سلامي ألف للدولة وللعسكر
وللشجعان في الأشعاب والبندر
على صوت العرب قاموا ومن أجله
فيا شعب الجنوب النصر يهنالك
وثمة أغنية عن الأواصر الثورية بين اليمن ومصر تقول:
يا عيد الحرية يا يا عيد الوطن
باسم الجمهورية المتحدة واليمن
وأخرى تقول:
غنوا قولوا لا لا.. لا لا.. بفرحتنا يا زمن
بوحدة كل العرب معانا.. يا فرحة شعب اليمن
وبكره العربي أخونا
في عدن وفكل مكان
يا يحرر أرض بلاده
ويضم صفوفه كمان
وحدة مصر وسوريا
من المحيط الهادر
إلى الخليج الثائر
لبيك عبدالناصر
أشرقي يا دولة العرب
لقد كانت وحدة مصر وسوريا حدثا عظيما أشرقت معه آمال الناس على امتداد جناحي الوطن العربي الكبير وأحست معه الرجعية العربية والقوى الاستعمارية وعملاؤها في المنطقة بخطورته فراحوا يحيكون المؤامرات إلى أن تأتى لهم النجاح بانفصال سوريا «الإقليم الشمالي» عن الجمهورية العربية المتحدة ثم اتخذوا استهداف عبدالناصر والكنانة وجهة لهم.
وبالمقابل أخذ عبدالناصر يعزز حضور الثورة العربية الأم «23 يوليو» عبر سياسات إقليمية ودولية بالتزامن مع خطوات محلية تنتصر لأوسع الجماهير «قوى الشعب العاملة حسب أدبيات الثورة» وبلغت الخطوات مرحلة متقدمة بصدور قرارات يوليو الاشتراكية.
في تلك الفترة وإثر كارثة الانفصال تشجع الإمام أحمد وأنحذ وجهة أخرى معتقدا بأن الظروف تسمح بذلك وتناقل الناس قصيدته التي تحامل فيها على عبدالناصر وقراراته فقال عبدالناصر في حديث له آنذاك لا وحدة مع الإمام الشاعر.
غليان جماهيري
وما كادت الشهور تنقضى حتى تصاعد الغليان الجماهيري في اليمن خصوصاٍ بعد محاولة الشهداء – العلفي واللقية والهندوانة – اغتيال الإمام أحمد في الحديدة مطلع الستينيات من القرن الماضي.
وفي عام 62م تعاظم الرفض الجماهيري للواقع فإذا بالجماهير الرافضة تخرج إلى شوارع صنعاء وتعز يتقدمها طلاب العلمية والأحمدية وإذا بالهتافات تتعالى منادية بإسقاط الإمامة ومطالبة بالجمهورية.
أيامها خرج طلاب الأحمدية إلى الشارع ينشدون:
في طريق النصر سيروا
بنظام واتحاد
وعلى الأعداء ثوروا
ثورة تمحو الفساد
وغداٍ يوم الظفر
لقد كان الطلاب الفتيل الذي أشعل الثورة وما كادت أيام تمر حتى مات الإمام أحمد في الـ19 من سبتمبر 62م.
وبعد أسبوع فقط من موت أحمد وتولي محمد البدر الإمامة بعده أنجز تنظيم الضباط الأحرار وكل الوطنيين في الجيش وخارجه الفعل الثوري العظيم ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 62م فإذا بالأدب والفن في خندق الثورة ينتصران لآمال وتطلعات الملايين اليمنية.
ممهدات
ومن النصوص الغنائية التي سبقت العملية الثورية والتي كانت تؤكد الثقة في الشعب وقوته وفي حتميه انتصاره أغنية للشاعر والمناضل الكبير علي عبدالعزيز نصر لحنها وغناها محمد مرشد ناجي تقول كلماتها:
أنا الشعب زلزلة عاتية
ستخمد نيرانهم غضبتي
ستخرس أبواقهم صرختي
أنا الشعب عاصفة طاغية
وإذا كان المرشدي أخذ جانب تأكيد قوة الشعب فإن محمد سعد عبدالله اتجه يبرهن على أن الشعب قد شب عن الطوق وأنه لم يعد ثمة مجال للمشاريع الاستعمارية وحلقات التآمر الانجلو سلاطيني حيث أبدع نصا غنائيا وطنيا في قالب عاطفي:
قال بن سعد قلبي فوش ياما صبر
وداخل الكأس تعذيبه وطعم المراره
والذي حبهم ما عاد باينفعوه
والفائدة منهم اليوم قدها خسارة
ومضى يسرد في قالب عاطفي مشاريع المستعمر وأزلامه.
وكانت الجماهير عند تأكيدات المرشدي وبن سعد التي عبرت عنها بالمظاهرات التي شهدتها مستعمرة عدن في الـ24 من سبتمبر 62م رافضة الاتحاد المزيف وضم مستعمرة عدن إليه.
ثمة نص غنائي بديع متعدد النقلات النغمية للرائع أحمد أحمد قاسم عنوانه «سعد يا مسعود» جاء ثالث نقلاته بنفس وزن قال بن سعد وبنفس اللحن حيث قال:
يادان إيش بس أقول لك دايوم نصرك قريب
بالروح والمال والله نفدي جنوبنا الحبيب خلاص كيد الأعادي.. قد ادتمى في البوادي
والكل فرحان ينادي.. حرة اسلمي يا بلادي
وبنفس اللحن والوزن الرائع غنى أحمد السنيدار مطلع السبعينات من كلمات الشاعر محمد الذهباني «يا جانيات العناقيد» التي جمعت بين العاطفي والوطني والتي دلت على عذوبة اللحن حتى مع اختلاف الايقاعات.
أغنيات وتطورات
ومع سطوع شمس الثورة السبتمبرية ومنذ لحظتها الأولى توالت عطاءات الفنانين الغنائية واتخذت أشكالا جميلة شتى وتطورت مضامينها بحسب تطورات عمليات النضال المنتصر للثورة والجمهورية وبحسب المنعطفات التي مرت بها البلاد والوقائع التي شهدتها الساحة الوطنية وعلى النحو الذي سنشير إليه في مايلي:
في صبيحة الـ26 من سبتمبر 1962م ومع الإعلان عن انتهاء حكم آل حميد الدين من إذاعة صنعاء وقيام الجمهورية العربية اليمنية كانت إذاعة صنعاء تقدم موسيقى مارشات وأناشيد مصرية متوفرة في مكتبة الإذاعة ولم تلبث أن قدمت رائعتي علي أحمد الخضر وعلي بن علي الآنسي: «جيشنا يا جيشنا جيشنا ياذا البطل» و»في السهول والجبال في الشمال والجنوب أخوة ووحدة تجمع القلوب». ثم تلقت الإذاعة أشرطة تسجيلات مهداة من إذاعة صوت العرب تضمنت أعمالاٍ غنائية أبدعها المصريون تتغنى باليمن وبالثورة اليمنية منها نشيد المجموعة: «نحن فداك يا صنعاء» ونشيد أرض العرب هي العزيزة الغالية التي غناها الفنان المصري الكبير محمد قنديل لصوت العرب ومن ثم أعاد تسجيلها هناك مستبدلا كلمتي أرض العرب بـ كلمتي أرض اليمن.
ثورة عروبية
ولأن الثورة اليمنية في تجلياتها تمثل فعل انتصار للمد القومي العربي التحرري الوحدوي كانت إذاعة صنعاء تقدم أغنيات ذات نفس قومي مثل: «بدي عريس أسمر عربي/ شرطي من المتحدة طلبي» التي كانت تغنيها الرائعة اللبنانية نجاح سلام ومن الأغاني الوحدوية قدمت الإذاعة أغنية محمد قنديل: وحدة ما يغلبها غلاب التي يقول فيها:
أنا واقف فوق الاهرام
قدامي صنعاء والشام
ولعل هذه الأغنية هي التي ألهمت الشاعر والفنان القومي الكبير محمد محسن عطروش كلمات أغنية:
من فوق جبل شمسان
أنا شايف صبر
يضحك لبرج القاهرة
أمسيت أنا فرحان
على ذاك اللقاء
وأمست عيوني ساهرة
والواقع أنه لا تكاد أغنية من أغنيات العطروش تخلو من النفس القومي وما كان أجمله وهو يغني للثورة السبتمبرية:
يا يمني
هذي بلادك
وانت المالك
فاضرب بالحديد
رأس الطاغي
رأس الباغي
وهلل بالنشيد
تملا الدنيا بالصيحات القوية
زين صنعاء برايات الحرية
يا يمني
أصوات من كل اليمن
وأخذت إذاعة صنعاء تسجل الأغاني الوطنية للفنانين الذين تقاطروا إليها من كل ساحة الوطن اليمني متجاوزين ظروف التشطير وواقع الاحتلال والهيمنة السلاطينية في الجنوب.
سجلت الإذاعة للفنان محمد مرشد ناجي:
بالله عليك يا طير
يا طير يا رمادي
افرد جناح
وردني بلادي
من أربعين من السنين وأكثر
أنا هنا يا طير من قريتي مزقر
قلبي قنع يا طير رضى بما تقدر
لاعاد شكا همه ولا تحسر
صوت المذيع بكر يدق بابي
مثل الصباح يا طير أعاد لي شبابي
يعلن على الدنيا على الروابي
شرع السما يا طير وحكمنا النيابي
أنا فدا صنعاء فدا بلادي
فدا حقول البن بكل وادي
أنا فدا السلال بكر ينادي
من الحسن والبدر حرر بلادي
وقريبا من مضمون هذا النص كان نص أغنية للفنان فرسان خليفة:
طير الحمام قم رتل الأغاني
وافرد جناح وردلي كياني
وتحية للثورة غني أكثر من فنان:
حيوا ثورتنا اليمنية ثورة الأحرار
ثورة شعبية عربية قادها الثوار
هيا معي للمصرع
نحمى الحمى بالمدفع
حيوا معي الأبطال
جمال والسلال
وتأكيدا على التصدي لفلول الملكية ومحاولتهم والمرتزقة الأجانب النيل من الثورة والجمهورية غنى أحمد السنيدار
لا لا لا نبالي إن تحدانا العدا
مذ رجيناهم تهاووا بددا
وانطلقنا شهبا ملء المدى
وغنى علي الآنسي:
لا تقل إنه انهزم فلقد ثار وانتقم
وارتمت تحت نعله راية التاج والصنم
وغنى علي السمة
باسم الله وباسم الشعب نادينا
أنا يمني أخي مصري تساندنا
قهرنا بالشهيد الحر أعادينا
وفيما غنى محمد سعد عبدالله
أنا عربي حررت بلادي
بكفاحي وصبري وجهادي
عاش السلال عاش عاش
والعربي جمال عاش عاش
أنا عربي أصيل
عربي أصيل
أنا عربي
…
غنى محمد باسويد
بارك الله خطى شعب اليمن
وكفى أحراره شر المحن
قد أعادوا مجدهم مجد الوطن
وسيبقى خالداٍ طول الزمن
بارك الله خطى شعب اليمن
…
وغنى فرسان خليفة:
حيوا نصر الشعب
في اليمن السعيد
إن صنعا اليمن اليوم
على عهد جديد
عاد يا بلقيس مجدك من جديد
تدفعين البغي بالعزم الوطيد
وافتدك العرب من دم الشهيد
عرب نحن على رغم الحدود
حان الرجوع
واتجه محمد مرشد ناجي مجددا يحث المغتربين على الرجوع مبشراٍ بخير الثورة:
على الشعاب والبيد في تهامة
غنى الهزار وغنت الحمامة
طال الغياب يا ابن اليمن علام
وموطنك قد نال ما تمنى
حان الرجوع يا ابن اليمن
شمس الصباح على صبر تجلت
حتى السبول وسط الجرب تعلت
طير السما من فوق إب تغنت
والخير عم والكل وسط جنة
..
حان الرجوع لجنتك وزهرك
عمرك مضى واليوم أيش عذرك
دارك دعاك يا أخي تحرك
حب الوطن واجب عليك وسنة
اشهدي
وغنى السنيدار «أنا الشعب» التي يقول كوبليه منها:
فأين العدو يرى نارنا
كتكبيرة في فم الرابية
أبي نم هنالك خلف التلال
ودعني أنا حارس الأودية
كما غنى:
اشهدي أيتها الدنيا اشهدي
فجر ميلادي وقومي واقعدي
ها أنا في اليوم حامي موردي
أنشد الموت ليحيا ولدي
يا قافلة
أما علي السمة فقد غنى من شعر الزبيري:
أخي يا شباب الفدا طالما
خضعنا لكيد الشقا الأسود
ومرت علينا سياط العذاب
مرور الذباب على الجلمد
وغنى يحث على الصمود وعلى توحيد الصفوف:
يا قافلة عاد المراحل طوال
وعاد وجه الليل عابس
يا قافلة رصي صفوف الرجال
واستنفري كل الفوارس
وغنى أحمد أحمد قاسم: «يا أخي يا ابن اليمن
أنت ماض
أنت في فم الزمن»
وغنى حمود زيد عيسى
أخي المهاجر زمان الفرد قد ولى
وشعبك الحر شرد أسرة الطغيان
هذه أرضي
وغنى محمد حمود الحارثي:
يا فرحتي للرعية
أهل القلوب الرضية
لهم أراضي غنية
فيها الزراعة قوية
كما غنى:
هذه أرضي وهذا وطني
سوف أفديه بروحي ودمي
ثورتي عدل وعزم وبناء
أمتي وحدها رب السماء
وغنى محمد مرشد ناجي أغنية وطنية قومية يقول مطلعها:
يا عربي عاش الزمن
يبني من الشوق المنى
ويشق أبواب الحياة
إني هنا.. إني هنا
يا عربي
برع يا استعمار
وحين اندلعت ثورة الـ14 أكتوبر غنى لها
الفنان محمد محسن عطروش راسما آفاقها القومية:
برع يا استعمار من أرض الأحرار
برع وإلا الليلة يكويك التيار
تيار الحرية
تيار القومية
برع برع برع برع
برع يا استعمار
من أرض الأحرار.. برع
ثوري يا ردفان
ولم تغب أحداث الجنوب عن اهتمام فناني الكنانة حيث غنت فايدة كامل:
عمر الحر ما يرضى هوان
يا ردفان ثوري يا ردفان
قابلي العدوان بالعدوان
وافرحي بكفاح الشجعان
يا ردفان ثوري يا ردفان
يافع وعدن بكرة تثور
دم الغازي حيبقى بخور
وعلى الباغي الدنيا تدور
ولا يبقاش للغدر مكان
يا ردفان ثوري يا ردفان
كانت فايدة كامل تهز مشاعر اليمنيين وتؤجج حماسهم وهي تغني لليمن وكذلك كان الفنان محمد قنديل خاصة وهو يغني:
يا طيارات غني في كل مطار
ابن اليمن أصبح خلاص طيار
ابن اليمن أصبح خلاص عامل
بنى مصنعه العالي في خط النار
أما عبدالحليم حافظ فقد كان أروع وهو يحيي ثورة اليمن في سياق أغنية له ترحيبية بعودة فيالق من القوات المصرية من اليمن:
يا حبايب بالسلامه
رحتم ورجعتهم لنا بالسلامة
ثورة شعب بحاله
هبت من أجياله
آزرتوه في نضاله
وساندتم أبطاله
يحيا جيش العزة والشهامة
أنا الشعب
وغنى العطروش:
يالحج يا ضالع يا حوشبي يا حر
يا ساكني يافع يا أبين الأخضر
إلى أن يقول
شعب الجنوب هيا ناضل لتتحرر
وغنى أيضا:
لا لا تخف مني
لسان حال الثائرين
ولا أخيف الآمنين
أنا الشعب أنا قنابل تدك وتدفع
أنا الشعب أنا مدافع تهد وتردع
أنا الشعب أنا بازوكا تهاوى وصدع
أنا الشعب لغم تفرقع ودك وزعزع
أتسمع وتسمع لا لا لا تخف مني
سأنزع اليوم حقي بيدي بالسلاح
إن السلاح إذا الليل جثم في صوته نور الصباح.
وفيما تصاعدت عمليات الثوار في الجنوب وبدأت الوقائع تعطي مؤشرات النصر القادم عبر عمليات نوعية كسقوط كريتر بيد ثوار الجبهة القومية في 20 يونيو 1967م بعد أسبوعين من نكسة 5 يونيو 67م كأول رد عربي على النكسة غنى لها محمد سعد عبدالله:
ولا باتنتسي يا يوم عشرين
من الخاطر ويا من عاش خبر
من أغاني الصمود
كانت المؤامرات على جمهورية سبتمبر تتخذ أشكالاٍ شتى منها التدخلات الإقليمية بزعم الوقوف على اختيار الشعب عبر إرسال البعثات واللجان الثلاثية وكان بالمقابل الشعب وقواه الوطنية يتصدى لكل المؤامرات عبر ممارسة كل الأشكال النضالية
في تلك الفترة غنى أحمد السنيدار
نحن قررنا المصير
وإرادتنا إرادة شعب آمن بالحياة
وبذل فيها دماء
نحن قررنا المصير
أبدا لا لن نعود
بعد أن ثرنا وضحينا وحطمنا الطغاة
رغم أعداء الحياة
نحن قررنا المصير
أعلناها جمهورية
وغنى محمد سعد عبدالله
جمهورية جمهورية إحنا أعلناها
بإرادتنا الجمهورية إحنا اخترناها
ورسمنا طريق الحرية وأقمنا الثورة اليمنية
وأعلناها جمهورية
جمهوريتنا الجبارة من صنع الأبطال
من صنع الشعب اللي قاده عبدالله السلال
بالثورة هزمنا الرجعية وطردنا الأسرة الملكية
وأعلناها جمهورية
يا يمني دافع عن أرضك بسلاحك والهمة
السلال أعلنها صريحة في مؤتمر القمة
قال الشعب اليمني اتحرر يوم 26 سبتمبر
وأعلناها جمهورية
حرب السبعين
وبلغت المؤامرات ذروتها في أواخر نوفمبر 67 بحصار صنعاء الذي تصدى له الجيش والشعب وطلائعه الوطنية إلى أن تم دحره في الـ8 من فبراير 1968م كانت الأناشيد كلها اعتزاز بصمود قوات الجيش والأمن على محدودية وحداتها واعتزاز بدور المقاومة الشعبية.
أنا جندي أنا جبار
أنا أقوى من الأعصار
وعلى هذا النحو غنى الكثيرون إذ غنت نادية عبدالله من ألحان فرسان خليفة
انتصر جيشنا على العدوان
بالإرادة والعزيمة حطم الطغيان
فوق الجبل
وغنى علي السمة من ألحانه وكلمات الشاعر الكبير مطهر الارياني
فوق الجبل حيث وكر النسر
فوق الجبل
واقف بطل محتزم للنصر
واقف بطل
يرزع قبل في صميم الصخر
يزرع قبل
يحرس آمال شعبي
فوق القمة العالية
يا يمني
وغنى فرسان خليفة:
من دم الحر اسقها
واستمت يا وطني
ثورتي فامض بها
عزة لليمن
وأخذت مناطق الجنوب تتساقط تباعا بيد ثوار الجبهة القومية فإذا بـ 23 سلطنة ومنطقة تتحول إلى دولة واحدة مترامية الأطراف اسمها جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وإذا بالجماهير تغني مع محمد محسن عطروش: قولوا للتاريخ يفتح كتابه ويسجل في الكتاب ثورة شبابه من شباب أرض الجنوب قوميهـ قومية لما نموت من ردفان لما حضرموت هي..هي.. قومية ولأن الثورة اليمنية سبتمبر/ أكتوبر حاضرة في وجدانه أيما حضور غنى: إثنين زائد أربعة يساوي كم يساوي ستة ستة زائد عشرين يساوي كم ستة وعشرين سبتمبر إثنين زائد إثنين يساوي كم يساوي أربعة أربعة زائد عشرة يساوي كم أربعة عشر أكتوبر 26 سبتمبر 14 أكتوبر شهرين يمضوا الواحد بعد الواحد 26 سبتمبر 14 أكتوبر عيدين عيد شعب اتحرر وشعب يجاهد حنين وحدوي. ولأنه في الصدارة من جماهير الشعب التواقة إلى الوحدة غنى: دا حب صنعاء دعاني أقضي بها ليلتين أعيش أفراح أيلول الرمز للثورتين ياليت ياطير تسرح بي من عدن لا العدين ولا حواجز بتسأل لا وين وإلا منين وكأن العطروش والفنان أيوب طارش هاجس واحد إذ غنى أيوب ياليتنا طير مايعرف مرور شانزل عدن فجر وشامي في حجور ماحد يقول لي علومك والطيور ولا يسائل الين من تزور زمن جميل ولم تكن هذه أغنية أيوب الوطنية الوحيدة وإنما جاءت بعد سلسلة من الأعمال الغنائية الوطنية المتميزة ومن ثم جاءت بعدها أعمال لأيوب أكثر تميزاٍ خصوصاٍ في الفترة ما بين 74-77م حيث كانت صنعاء وعدن أكثر قربا إلى بعضهما بفعل توجهات القائدين الخالدين إبراهيم محمد الحمدي وسالم ربيع علي اللذين نكبت البلاد باستشهادهما وكادت آمال الناس تتبدد. وفي ذات التوجه وإثر تواصل اللقاءات على طريق الوحدة غنى الفنان رفيق محمد أحمد: غني يا عدن الثورة زفي لنا أجمل صورة غني يا عدن الثورة وهني وحدتنا الكبرى غني يا صنعاء يا بلادي غني لأجمل وأحلى أعيادي حتمية وفي إطار التوجه عينه غنت فرقة الإنشاد بعدن من كلمات القرشي عبدالرحيم سلام وألحان أحمد بن غودل: ستنبت من رماد القهر والتعب زهور الفرحة العطرة ومن ألم السنين السود من أحزاننا المرة سيشرق فرحنا المنسوج من أشلائنا الثرة ويلثم الشتات جدائلاٍ خضرا يوحد أرضنا الحرة سيورق نبت شرفتنا وتعشب جنتي الخضراء
وتخفق رايه اليمن الجديد الواحد المحروس بالثورة وفيما غنى أحمد محمد فتحي للوحدة لمع البرق اليماني فشجاني ماشجاني للدكتور عبدالعزيز المقالح وغنى: ياقطرة الطل وعطر الفل في الفجر الندي لعبدالله فاضل فارع سيل الحب كان محمد العبسي في كلماته وعبدالباسط العبسي في لحنه وأدائه أجمل وأبسط تعبيراٍ عن قوة الوحدة في أغنية: سيل الحب عمره ما وقف سيل الحب ما يلقى جرف وطبع السيل ما يعرف حدود وإن لمن المؤكد أن الناس سيغنون للوحدة وسيتغنون بها وسيكونون أكثر حماسا واندفاعا للذود عنها مستمدين قوة إقدامهم من مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل التي لا شك أنها بانتصارها للعدل وإحقاق الحقوق وإزالة المظالم ستفضي باليمنيين إلى زمن جديد ودولة مدنية حديثة يشيدونها ويقيمون قواعد بنيانها بإرادتهم الحرة ومواطنتهم المتساوية.