الرئيسية - عربي ودولي - العنف◌ْ يدخل ليبيا النفق المظلم
العنف◌ْ يدخل ليبيا النفق المظلم
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

¡ تحولت ليبيا إلى ساحة مفتوحة للعنف المتسفحل الذي تزداد وتيرته بفعل هجمات المجموعات المسلحة حوø◌ِلت معها هذا البلد الواقع في افريقيا إلى ساحة للمواجهات والاشتبكات مستغلة الاوضاع الامنية الهشة اصلا لتضع بذلك الزيت على النار .. وهو مايثير مخاوف وقلق الشعب الليبي والمجتمع الدولي بشكل عام من تنامي ظاهرة العنف التي قد تدخل ليبيا بعد طوي صفحة القذافي إلى المجهول بآفاقه السلبية المختلفة. وفي قراءة متأنية يشهد الوضع الأمني هناك حالة من الفلتان غير المسبوق مع ازدياد هجمات الجماعات المسلøحة والعنف المنظم. فلا يكاد يمرø يوم واحد إلا وتسجøل اعتداءات مسلøحة جديدة في تحدø م◌ْعلن للأجهزة الأمنية. التي تقف◌ْ عاجزة عن ضبط ايقاع الامن وعن إيجاد حلø لمعضلة الحدود التي أضحت ت◌ْشكøل ممرøات للأسلحة وعناصر الجماعات المتشدøدة. وحسب العديد من المراقبين فإن استمرار العنف في ليبيا تغذيه بعض المجموعات المرتبطة بتيارات متشددة¡ تبدو المستفيد الأكبر من حالة الفوضى السائدة في البلاد¡ وبما ي◌ْعرقل بناء مؤسøسات الدولة في ظلø ترهøل الأجهزة الأمنية وضعف المؤسسة العسكرية. ولا تزال أزمة الحدود تؤرøق السلطات الليبية¡ فقد أصبح من الواضح استغلال الجماعات المسلøحة لهشاشة الوضع الأمني في البلاد وضعف التعزيزات الأمنية في المناطق الحدودية لتشكل منطلقا للقيام بأعمال إرهابية. من قبل مايسمى بـ«التيøارات الجهادية المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»¡ ولم تقتصر فوضى الحدود على ذلك¡ بل تصاعدت وتيرة أنشطة عصابات تهريب المخدرات والأسلحة والذخائر التي أضحت تفرض قانونها الخاص¡ لتطوøر حراكها إلى درجة القيام بعمليات عسكرية تستهدف القوات العسكريøة المرابطة على الحدود. و لعب المسلحون قبل عامين دور◌ٍا حاسم◌ٍا في الثورة الليبية ضد العقيد معمر القذافي. ومع ذلك فقد أثار مدى تأثيرهم في ليبيا الجديدة مخاوف في المجتمع الدولي الذي دعا إلى اتخاذ موقف حازم ضد التطرف العنيف في إشارة واضحة إلى المقاتلين الذين يقفون حجر عثرة امام مشروع بناء الدولة وترسيخ الديمقراطية في ليبيا التي تكتنفها مجموعة من العوامل¡ بما في ذلك عدم وجود مؤسسات قائمة من قبل¡ والترتيبات الأمنية الضعيفة¡ وقلة الخبرة السياسية والصرامة الأيديولوجية للعديد من الجهات الفاعلة المعنية. كذلك انتشار الأسلحة¡ ولا مركزية الميليشيات المسلحة¡ وقربها من مسرح تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي جميعها عناصر ساهمت في ازدياد عدم الاستقرار. ويجد الإسلاميون الليبيون أنفسهم في خضم هذه التحديات. ويحتاج دورهم إلى تحليل وفهم أفضل. وتدليلا على مدى عجز أجهزة الدولة عن ضبط الأمن كانت طرابلس العاصمة محورا لاشتباكات عنيفة ودامية بين المليشيات المسلحة المتناحرة في سابقة غير معهودة وخطيرة تؤكد أن هذه الجماعات المسلحة التي استطاعت في وقت سابق اختطاف رئيس الوزراء علي زيدان لعدة ساعات قبل أن يطلقوا سراحة الشهر الماضي أن تفعل مايحلو لها¡ فقد تكررت هذه السابقة الاحد بخطف نائب رئيس المخابرات الليبية مصطفى نوح من مطار طرابلس بعد عودته قادما من تركيا . الامر الذي يضع علامات استفهام كبيره لهكذا اختطافات تطال مسؤولين كبارا◌ٍ يفترض بهم حماية شعبهم اولا وانفسهم ثانيا فإن الوضع أكثر من خطر ! . وهو ما استشعره الشعب الليبي الذي حاول الانتفاضة ضد هذه المليشيات في طرابلس بمظاهرات شعبية سلمية سرعان ما تحولت إلى حمام دم عندما تم اطلاق الرصاص عليهم أسفر عن وقوع قتلى وجرحي بالمئات من قبل الجماعات المسلحة التي باتت تؤرق مضجع اللبيبين بزعزعة الامن والاستقرار إذ وجدت الحكومة نفسها عاجزة عن ضبط ايقاع وفرملة مثل هذه الهمجات المتكررة التي طالت حتى السجون . وإذ ابقيت ليبيا اسيرة وضع امني متدهور يضاف اليه بروز نزعات استقلالية كان آخرها ظهورا في برقة التي اعلنت انها ستعقد◌ْ صفقات بيع النفط لحسابها بعيدا عن الحكومة المركزية .. فإن البلاد مهددة بالتجزيء والتقسيم مما يدخلها في نفق مظلم لاسيما وان الدول الغربية قد تركتها وهي من ينبغي أن يكون الصديق للحكومة الليبية قد تخلت عنها مطلقا وتركتها وحيدة في مواجهة عنف الجماعات المسلحة¿! . كما أن هناك شبه إجماع في ليبيا على أنø تفاقم ظاهرة التهريب كان نتيجة مباشرة لتوتر الأوضاع الأمنيøة وحالة عدم الاستقرار المتفشøية في البلاد. كما نتج ذلك عن نقص انتشار الأجهزة الأمنية والعسكريøة الليبية على طول المناطق الحدوديøة الشاسعة التي خبöر المهرøبون مسالكها وأسرارها وربطوا علاقات نظرائهم من مهرøبي الدول المجاورة.

[email protected]