الرئيسية - عربي ودولي - مفاوضات جنيف الثالثة هل تشهد حلحلة لأزمة إيران النووية¿
مفاوضات جنيف الثالثة هل تشهد حلحلة لأزمة إيران النووية¿
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

> تلتئم اليوم في جنيف جولة جديدة من المفاوضات هي الثالثة خلال خمسة اسابيع بين إيران والقوى الكبرى التي تحاول حلحلة معضلة النزاع النووي الدي دام بين الجانبين عقدا من الزمن وذلك بعد ان ابدت طهران مرونة وانفتاحا◌ٍ ملحوضا◌ٍ تجاه ملفها النووي في وقت يواجه فيه حسن روحاني امكانية خسارة دعم آية الله علي خامنئي ان لم تثمر مساعيه في اقناع الغرب بصدق نوايا بلاده. حيث يسعى المعنيون بالمفاوضات للتوصل إلى اتفاق تاريخي يبدو أقرب من أي وقت مضى بشأن ملف إيران النووي.. ويحاط هذا الاجتماع بضغط هائل على قدر التحديات: البدء بإزالة الشكوك حيال الجهود النووية لطهران التي تؤكد أن برنامجها النووي له اهداف مدنية بحتة فيما تحوم شكوك لدى الدول الغربية في سعيها لامتلاك سلاح نووي.. وتتولى التفاوض مع إيران حاليا مجموعة 5+1 التي تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة¡ الصين¡ بريطانيا¡ فرنسا وروسيا) بالاضافة إلى المانيا.. وكانت الآمال قد تبددت بالاتفاق الموعود بعد التقدم المتعثر الذي احرزته محادثات إيران مع دول 5+1¡ خلال المحادثات التي تواصلت من السابع حتى التاسع من الشهر الجاري وذلك بسبب تحفظات ابدتها فرنسا.. ومن شأن أي فشل جديد في المفاوضات ان يعزز موقف معارضي الاتفاق بين القوى الكبرى وإيران في كلا الجانبين.. ويواجه الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي اعطى توليه مهامه الرئاسية في اغسطس الماضي زخما للمفاوضات¡ امكان خسارة دعم المرشد الاعلى لإيران آية الله علي خامنئي إن لم تثمر مساعيه لاقناع الغرب بصدق نوايا بلاده. ويوضح المحلل الأميركي تريتا بارسي انه “في حال لم يتوصل روحاني إلى شيء¡ فسيؤدي ذلك إلى عودة قوية للمحافظين. يمكنهم القول انه فشل وبالتالي يجب العودة إلى السياسات القديمة”. كذلك من شأن عدم التوصل إلى اتفاق او بلوغ اتفاق يعتبر انه شديد التساهل مع إيران¡ ان يعقد من مهمة الرئيس الأميركي باراك اوباما الذي يسعى إلى ثني الكونجرس عن تشديد العقوبات ضد طهران.. واسرائيل التي تشير المعلومات إلى امتلاكها اكبر ترسانة اسلحة نووية تهدد المنطقة والعالم تشدد على ضرورة عدم استبعاد احتمال مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية عسكريا¡ وتتهم إيران باستخدام المفاوضات كذريعة لكسب الوقت بانتظار تعزيز قدراتها النووية.. إلا ان تطمينات إيران لناحية الطابع السلمي لبرنامجها النووي تتعارض على كل حال مع الزيادة المتواصلة في قدراتها خصوصا لجهة عدد اجهزة الطرد المركزي التي تسمح بتخصيب اليورانيوم. وهذه الآلات تزداد فعالية. كذلك يبرز بين اسباب القلق الاخرى مفاعل اراك الذي تواصل إيران انشاءه والمصمم اساسا لتوفير البلوتونيوم البديل عن اليورانيوم المخصب بدرجة عالية كفيلة بتصنيع القنبلة النووية.. والهدف من محادثات هذا الاسبوع التوصل إلى تفاهم “مؤقت”. وفي حال الاتفاق¡ ستتوقف إيران عن تخصيب اليورانيوم ذي الدرجة المسماة “وسطية” بنسبة 20%¡ وستقلص حجم مخزونها من اليورانيوم¡ وستوقف اعمال الانشاء في مفاعل اراك تحصل إيران في المقابل على تخفيف اول للعقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها.. وبحسب مسؤول أميركي رفيع المستوى¡ فإن حوالي 100 مليار دولار من العائدات المتأتية من مبيعات النفط الإيراني مجمدة حاليا في حسابات مصرفية حول العالم. كذلك فإن تراجع صادرات النفط الخام منذ العام 2011م يكلف البلاد¡ وفق المصدر عينه¡ “حتى 5 مليارات دولار شهريا… وخلال هذه المرحلة الاولى التي تستمر بضعة اشهر¡ سيتم التفاوض على اتفاق نهائي يتم على اثره تقليص حجم البرنامج النووي الإيراني بشكل دائم والغاء العقوبات.. ويرى دبلوماسيون ومحللون تفاؤلا حذرا حيال فرص التوصل إلى اتفاق. ويعتقد كثير منهم مع ذلك ان اي اتفاق محتمل سيحتاج لعقد جولات مفاوضات اضافية تلي اجتماعات هذا الاسبوع.. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: ان “انطباعنا العام هو ان ثمة فرصة كبيرة يجب عدم تفويتها”. كذلك تؤكد الولايات المتحدة ان التوصل إلى اتفاق هذا الاسبوع امر “ممكن” غير ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اكد الاحد انه “طالما لم نصل إلى يقين بأن إيران تخلت عن السلاح النووي¡ سنبقي على كل مطالبنا والعقوبات.. وحذر من جهته نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي يترأس الوفد الإيراني إلى المفاوضات مع القوى الكبرى في جنيف¡ من انه “لن يتم التوصل إلى أي اتفاق في حال عدم احترام حقوق الأمة الإيرانية”. وبالنسبة لإيران يمثل تخصيب اليورانيوم احد هذه الحقوق…