الرئيسية - عربي ودولي - وزراء خارجية الدول الكبرى يلقون بثقلهم في المفاوضات مع إيران
وزراء خارجية الدول الكبرى يلقون بثقلهم في المفاوضات مع إيران
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

يلتقي وزراء خارجية الدول الست الكبرى مجددا في جنيف لوضع كل ثقلهم في المفاوضات الجارية مع طهران من اجل التوصل إلى اتفاق مرحلي بشأن برنامجها النووي بعد عشر سنوات من محاولات باءت بالفشل: حيث لا تزال هناك فجوات في هذه المحادثات ضيقة ولكنها مهمة. ويبدو أن سيناريو المفاوضات السابقة التي جرت في السادس والتاسع من نوفمبر في جنيف يتكرر على النحو نفسه مع محادثات شاقة مكثفة بين دبلوماسيي القوى العظمى وإيران¡ وأمل بحدوث اختراق ومجيء الوزراء في نهاية المطاف لترجيح كفة الميزان. إلا أن الجولة الأخيرة من المفاوضات لم تثمر رغم ذلك عن اتفاق. والتقدم الذي أنجز في المفاوضات -والذي يبقى محاطا بسرية كبيرة- دفع على الأرجح وزراء الخارجية إلى العودة إلى جنيف حتى ولو لم يصرح احد عن أي اختراق في هذه المفاوضات الصعبة والمكثفة. ولفت دبلوماسيون غربيون عدة إلى أن الحذر يبقى سيد الموقف. وكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني تغريدة على صفحته في تويتر أعرب فيها عن أمله بنجاح المفاوضات في جنيف¡ مطمئنا◌ٍ جيران إيران خصوصا◌ٍ العرب. وقال روحاني في تغريدته “إذا نجحت هذه المفاوضات فإنها ستكون مفيدة للمنطقة بأكملها¡ لجيراننا والغرب ولكل الذين لهم صلة ما بمحادثات إيران النووية”. وقد وصل الوزراء الأميركي جون كيري والفرنسي لوران فابيوس والبريطاني وليام هيغ والالماني غيدو فسترفيلي والصيني يانغ يي تباعا إلى جنيف. وسيلتقون نظيرهم الروسي سيرغي لافروف الذي وصل بشكل مفاجىء إلى سويسرا حيث التقى المفاوضين الرئيسيين نظيره الإيراني محمد جواد ظريف ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون التي تترأس المفاوضات. ويبدو أن المفاوضات التي بدأت الأربعاء في جنيف أحرزت تقدما كبيرا. ومساء الجمعة صرح كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي أن مواقف إيران والدول الست تقترب من اتفاق بشأن برنامج طهران النووي. ونقلت عنه وكالة الأنباء مهر قوله “اقتربنا إلى حد كبير من اتفاق لكن رغم التقدم المحرز لا تزال هناك قضايا هامة” يتوجب تسويتها. وتتناول المفاوضات نصا طرحته مجموعة الدول 5+1 في التاسع من نوفمبر أثناء الجولة السابقة من المحادثات. وينص مشروع “الاتفاق المرحلي” لستة اشهر القابل للتمديد قبل التوصل الى اتفاق شامل¡ على وضع حدود للبرنامج النووي الايراني مقابل تخفيف محدود في العقوبات المفروضة على طهران. ولم تعرف تفاصيل المشروع¡ لكن مايكل مان الناطق باسم كاثرين اشتون قال أن “الجميع يعلم ما هي الرهانات الأساسية” مشيرا بشكل خاص إلى تخصيب اليورانيوم الذي يعتبره الايرانيون “حقا” لكنه مرفوض من قبل الغربيين الذين يتهمون طهران بالسعي إلى حيازة سلاح نووي. لكن عراقجي “لم يؤكد كما لم ينف” المعلومات الصحافية الإيرانية التي تشير إلى أن مجموعة الدول الست (الصين¡ الولايات المتحدة¡ فرنسا¡ بريطانيا روسيا وألمانيا) وافقت على حق طهران بتخصيب اليورانيوم على أراضيها. وصرح من جهته وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لوكالة الأنباء الطلابية الإيرانية أن الطرفين “دخلا في مرحلة صياغة” تلك النقاط التي قال أن عددها “ثلاث أو أربع واحد أو اثنان منها أكثر أهمية”¡ دون مزيد من التفاصيل. ومن النقاط الأخرى المطروحة على النقاش مصير مخزون اليورانيوم الإيراني المخصب بنسبة عشرين بالمائة (وهي النقطة الحساسة التي تساعد على الوصول بسرعة إلى نسبة تخصيب بنسبة 90% ما يمهد الطريق لصنع السلاح النووي¡ وكذلك مفاعل أراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة ويعتقد انه ينتج البلوتونيوم وهي مادة أخرى تدخل في صنع القنبلة الذرية. ولم يتسرب الكثير من المعلومات حول وضع المفاوضات في ما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية التي ترهق الاقتصاد الإيراني. وأفادت تقديرات أميركية أن إيران تخسر خمسة مليارات دولار شهريا بسبب هذه العقوبات وقد تكون خسرت منذ بداية تطبيقها نحو 120 مليار دولار. كما أن هناك مئة مليار دولار من الأرصدة الإيرانية مجمدة حاليا في عدة مصارف في العالم. وقد يترجم تخفيف “محدود” للعقوبات بالإفراج عن بعض هذه الأرصدة.